أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مقتل متسلل والقبض على 6 آخرين ضمن المنطقة العسكرية الشمالية ترجيح تخفيض أسعار المحروقات في الأردن الشهر المقبل الأردن .. حماية المستهلك ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة أول تصريح لرئيس الوزراء بعد حادثة الرابية الزيود: نطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 دينار الأوقاف تعلن بدء الـتسجيل الأولي للراغبين بالحج رئيس الوزراء جعفر حسان يزور منتسبي الأمن العام المصابين بإطلاق النار في الرابية اليورو ينزل لأدنى مستوى في عامين والدولار يرتفع .. ماذا عن باقي العملات؟ صحيفة إسرائيلية تكشف نقاط الخلاف بشأن الاتفاق المحتمل مع حزب الله الأمن .. مطلق النار بالرابية لديه سجل جرمي توقف ضخ الديسي وتأثر مناطق بعمان والزرقاء - أسماء الحاج توفيق يدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني الجيش السوداني يستعيد "سنجة" .. البرهان يتعهد بتحرير المزيد (شاهد) العثور على جثة الحاخام الإسرائيلي المختفي في الإمارات .. نتنياهو: "حادث إرهابي" مجلس النواب : حادثة الاعتداء على رجال الأمن العام بالرابية عمل إرهابي جبان قصف واسع على "تل أبيب" وضواحيها ردا على المجازر في لبنان (شاهد) حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية المومني يكشف عن نوعية السلاح المستخدم بحادثة إطلاق النار في الرابية تعديل أوقات عمل جــسر الملك حسين
الصفحة الرئيسية آدم و حواء الحب أعمي والمحبون مدمنون

الحب أعمي والمحبون مدمنون

14-02-2010 02:13 PM

زاد الاردن الاخباري -

قال الكاتب المصري عبد الوهاب مطاوع : "إن من يحب أقل يتحكم أكثر ومن يحب أكثر يخضع أكثر" ، كلما زاد قدر الحب فى قلبك شعرت معه بالتخبط وعدم القدرة على التقدير الدقيق والحكم على الأشياء ، فعين الحب عن كل عيب كليلة ، وقال شكسبير "الحب أعمى والمحبون لا يرون الحماقة التي يقترفون" ، إذا ليس عجباً أن نعترف بصحة بعض الأقوال المأثورة والأمثال الشعبية عندما يقولون " حبيبك يبلعلك الزلط .. وعدوك يتمنالك الغلط" ، و"مراية الحب عميا" ، والمثل الألماني القائل :" الحب يرى الورود بلا أشواك " .

فهل صحيح أن مرآة الحب دائماً عمياء لا تري سوي المميزات ، هل يري المحب بعين مختلفة لا يري بها سوي كل جميل وتحجب عنه العيوب تماماً ، قد يكون للحب تأثير فعال كالمخدرات أو الأفيون إلى حد تعبير بعض الباحثين خلال أحد الدراسات الأمريكية مؤكدين أن تأثير الحب لا يختلف كثيراً عن تأثير المخدرات وغالباً ما يتعرض المحب إلى نقص شديد قي القدرة علي التفكير السليم وعدم التركيز تماما كمن ذهب عقله .

تغيرات عنيفة

وقد لاحظ العلماء أن من يعيشون بقصص حب كبيرة وعنيفة ترتفع لديهم نسبة تدفق الدم في المخ أثناء النظر إلى صور أحبائهم في نفس المناطق الأربع التي يحفزها تعاطي المخدرات، وشبهت الدراسة تأثير الحب علي المناطق المسئولة عن الذاكرة والتركيز في المخ بحالات الكسل والخمول التي تصيب تلك المناطق في حالة تعاطي المخدرات .
 
   
وأكد الخبراء أن الوقوع فى الحب يؤثر بالفعل على دوائر رئيسية في المخ وأن الدوائر العصبية التي ترتبط بشكل طبيعي بالتقييم الاجتماعي للأشخاص تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب ، وذلك يؤكد أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن أخطاء من يحبون ، وأن الحب له تأثير غريب على الجسم .

وبالفعل أثبتت الدراسات الحديثة أن مرآة الحب عمياء ، وهذا الأمر أشارت إليه دراسة بريطانية حديثة لجامعة يونيفرستي كولدج بلندن ، وتوصلوا إلى أن أن هناك مناطق من المخ تتوقف عن العمل عند التطلع إلي المحبين ، موضحين أن هذه الأجزاء من المخ تمثل النظام المسئول عن التقديرات السلبية وإبراز العيوب و توجيه النقد لمن نحب من الأشخاص‏ .

وأكد الباحثون القائمون على الدراسة أنهم بإجراء أكثر من مسح بالأشعة لأدمغة أمهات شابات ظهر أنها تنشط عندما يتطلعن لأطفالهن الرضع بنفس طريقة نشاطها عند التطلع إلي صور أحبائهن من الرجال‏,‏ مؤكدين أن منطقة معينة في المخ هي المسئولة عن التفكير الناقد تتعطل عن العمل في نفس اللحظة‏.‏

نعم أعمي

إذا فالحب والرومانسية وعاطفة الأمومة تتحكم فى المرأة بطريقة كبيرة ، الأمر الذي يثبت بأن الحب مهم للتطور الحيوي وحب الحياة والآخرين ، ولكن هل ترى كل النساء أن الحب أعمي ؟ هذا ما حاولت بعض النساء اكتشافه . ‏
 
   
تقول سارة عادل: لا أقتنع بشكل كبير بأن مرآة الحب عمياء كما يقولون ، لأن الحب الحقيقي يجعل الإنسان يدرك عيوب ومميزات الطرف الثاني ومع ذلك يكون راضي تماماً عن العلاقة ، لأن صفاته الجميلة ستطغي وبذلك نتكيف ونتآلف، وأري أن الحب قلب وعقل ، لأن العقل يجعلنا ندرك العيوب ونتغاضي عنها فى الوقت نفسه بدون أن تسبب فجوة فى العلاقة فيما بعد تغاضي ونستطيع التكيف مع كل الأوضاع عندما نحب ، وهذا الأمر هو أقوي أنواع الحب ، فما أجمل أن ندرك أخطاء الآخر ومع ذك نتقبلها ، وذلك أفضل من أن نعتقد بأن الحبيب كامل بدون عيوب لأن فكرة الكمال ليست موجودة لدي أحد من البشر .

وتوافقها الرأي - مني محمد - مشيرة إلى أن المحب لا يحاول رؤية العيوب بطريقة لا إرادية لأنه لا يرغب فى أن يراها ، ولكنه ومع مرور الوقت عندما تخبو المشاعر شيئاً فشيئاً ، سيراها واضحة ، ويستطيع تفنيد العيوب والمميزات لأن الارتباط والعشرة يحول الحلم إلى حقيقة ، مؤكدة أن فترة ما قبل الزواج لا نريد أن نري سوى المميزات فقط ، ونغمض عيوننا عن ما سواها ، بالرغم من أنه لا يوجد إنسان خالي من العيوب .

انبهار القلب

أما ريهام عبد العزيز تقول : مرآة الحب عمياء لأنها تعمي عن العيوب وتخفيها ولا تري إلا المزايا وتضخمها فهي عمياء لأنها تعمي عن رؤية الحقيقة ، فقد أحب شخصاً ، أعطل عن رؤيته كل حواسي باستثناء القلب الذي يهفو إليه ، فيراه أجمل مخلوقات الدنيا وأفضل الناس علي الأرض ، لأنني لا أعطي لعقلي أي فرصة ليعمل وينقب ويبحث عن عيوب هذا الشخص الذي قد يكون وهو غالباً كذلك شخص عادي بل وأقل من العادي وليس سوبر مان أو نجم النجوم ، أو الأنجح في مجاله ، بل قد يكون عاطل من كل ميزة حتي الوسامة ومع ذلك يكون إحساسي به إحساس المنبهر بالنجم الذي لا يطال ، رغم أنه بالنسبة للآخرين شخص عادي بل وقد يكون تافه أحياناً ، وغالباً ما يكتشف الكثيرين  بعد نهاية أي قصة حب أنهم كيف أحبوا من لا يستحق فيتأملوا حالهم ويقولون فعلاً مرآة الحب عمياء . 

والسر وراء مرآة الحب أرجعته - سلمي مندور - إلى رغبة الإنسان بصفة عامة إلى الحب ، فهو يريد تحقيق صورة ما يتمناها ويرسمها فى خياله ، وهنا لا يري المحب أي عيوب فى الحبيب وهذا ما يحدث بالفعل فترة الخطوبة ، الكل لا يري إلا المميزات لإتمام العلاقة ، بعدها ينتبه كل طرف ليرى الآخر على حقيقته ، ولكن  العمي لا يأتي إلا بفترة الولع والهيام عندما يرسم الصفات ويصدقها ويلتمس للحبيب مليون عذرا ، لأنه ببساطة يحب .

حب بدون انتقاد

   
ويري الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي والأعصاب بكلية طب جامعة الأزهر أنه من الطبيعي ألا ننتقد أو نعمل عقولنا بصورة نقدية تجاه من نحبهم‏,‏ لأننا اخترناهم واستقر في وجداننا وفي عقلنا الرضا عنهم والارتياح إليهم‏,‏ وبالتالي فليس هناك داع لأن نجهد مناطق العقل النقدية تجاههم‏,‏ وهذا معروف منذ القدم ومن قبل تلك الأبحاث المعقدة التي تتناول تصوير مراكز معينة في المخ‏,‏ بل إن أدمغة الأمهات لا تري العيوب في أبنائهن بل تري المزايا وتضخمها‏,‏ ومن ثم قيل في المثل الشعبي "القرد في عين أمه غزال"

ويضيف د. حمودة : وهذا في حقيقة الأمر ضروري جدا لدعم رؤية الحب في أن يتخلي عن انتقاد حبيبه‏,‏ وأن يركز علي مزاياه‏,‏ لأن هذا يقوي درجة الحب ويدعمه وهو مطلوب نفسيا ونحتاجه لكي لا نشعر بالنقص‏,‏ لأننا عندما نري عيوب أحبابنا فإن هذا يؤلمنا لكننا إذا تغاضينا عن هذه العيوب فإننا ندعم مشاعر الرضا والاستقرار بداخلنا‏,‏ وهذا يزيد من تقديرنا لأنفسنا فنحن بذلك نمارس حيلة الإنكار النفسي كي نري محبوبنا كامل الأوصاف ونسعد به‏,‏ وحين يدب الخلاف بيننا وبين أحبابنا‏,‏ ويصبح الخصام والشقاق والنزاع هو الحال بيننا وبينهم فإننا نكتشف أننا كنا متعامين عن تلك العيوب ولا نراها بإرادتنا .

ويؤكد د. حمودة بحسب جريدة "الأهرام" أننا حينما نقترب من الآخر ونحبه نعتبره جزءا من أنفسنا‏,‏ وامتدادا لنا‏,‏ وبالتالي فإننا كما لا نري عيوبنا‏,‏ لا نري عيوب من نحب‏,‏ لأنه لم يعد خارجنا بقدر ما هو بداخلنا‏ ، وهذا يفسر لنا أيضا ما يحدث عندما يخطو الحبيب خطوة إلي الوراء متباعدا عمن يحب فإنه يبدأ في رصد عيوبه التي لم يكن يراها عندما كان المحبوب بداخله‏,‏ فهنا يبدأ الجزء الناقد من المخ عمله‏,‏ فنكتشف العيوب ونجسدها ونراها بوضوح متناسين ما كان من حب وهيام وصورة المحبوب في صورة ملائكية بل ومنزهة عن كل عيب أو نقص‏..‏ وتنقشع الغمامة من فوق أعيننا لنري الصورة في وضعها الطبيعي‏.‏

للحب نظرة جميلة لا يتمتع بها كثيرون ، ولكي تحب الآخرين حب نفسك أولاً ، ومن أدرك أسرار الحياة علم أنه ليس جديرا بالحب إلا الله سبحانه وتعالى كما قال الأديب مصطفي السباعي


المحيط

 

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع