أي والله؛ بعد واحدٍ وثلاثين عامًا من محاولتي الأولى؛ حصلتُ على شهادة التوجيهي أخيرًا.. ! أي والله؛ أنا الكاتب (الكبير!!) المضروب بحجر كبير..! أنا الذي سبّب له الإنجليز والانجليزي عقدة الحياة؛ أخيرًا وبعد الشيب الأبيض الناصع الألم وبعد السكري والضغط وعمليات الديسك والعيون والدمامل والقسطرة..!
لم أكن أريد من الحياة سوى اللغة العربية وآدابها.. لا تعنيني اللغة الإنجليزية بشيء.. وحين أفشلوني دخلتُ عالم السياسة.. قدتُ عشرات المسيرات والمظاهرات.. ومعها قرأت مئات الكتب وعشرات المراجع وبلا حدود من التجارب والسير الذاتية.. هجمتُ على اللغة العربية بلا رحمة؛ فلا يمر يوم دون اشتباك حتى صرتُ مرجعًا فيها للكثيرين.. ومعها تزداد خطاي ركضًا إلى السجن؛ وهناك أعدتُ ترتيب ذاتي وحين خرجتُ بعد انقضاء محكوميتي اقتحمت عالم الصحافة متسلحًا بالموهبة والقراءة التي لا تتوقف كلّ يوم.. حتى صارت السخرية منهجًا وطريقة عيش!.
حكاية حصولي على التوجيهي أخيرًا لا تكفيها مقالة ولا مقالات.. بل سأرويها على مراحل؛ سأروي لكم من شجعني ووقف إلى جانبي ومن الذي استفزّني .. ومن الذي يصرّ عليّ الآن لأن أقف على أبواب الجامعات متسولًا مقعدًا جامعيًا أدرس من خلاله حلمي القديم آداب اللغة العربية..!
انتظروا تفاصيل سأحشرها في مقالاتي القادمة ولكن لأرى الآن ماذا سأفعل بشهادة جاءتني بعد خراب مالطا وأنا لدي طموح كبير على إصلاح مالطا كلّها..!
كامل النصيرات