زاد الاردن الاخباري -
ليس من نسج الخيال ولا المبالغة، أن نتحدث عن لاعب في دوري المحترفين الأردني لكرة القدم، اتجه للعمل كسائق تكسي، وآخر بدأ العمل في مقهى، لتأمين “لقمة عيش” أطفاله، ولاعب آخر وجد ضالته في استثمار سيارته الخاصة للعمل في توصيل الطلبات، ونجم آخر تحدثه نفسه بالتوجه إلى البنك للحصول على قرض شخصي، يمكنه من “تسليك” أوضاعه المالية لحين انفراج أزمته المالية التي تسبب فيها “السبات” الكروي المحلي الذي جاء بسبب فوضى أجندة وروزنامة الموسم الكروي المقبل الذي قرر اتحاد الكرة انطلاقه في شهر أيار (مايو) المقبل، الأمر الذي دفع الأندية لمنح لاعبيها إجازة (بدون راتب) لحوالي 6 أشهر.
الكثير من اللاعبين في أندية المحترفين، والذين لا يملكون وظائف، وكانوا يعتمدون بشكل رئيسي على ما يتقاضونه من الأندية كرواتب أو مقدمات عقود (على قلتها)، وجدوا أنفسهم من دون رواتب، بعد أن وجدت الأندية الفرصة مناسبة لتوفير ما يمكن من الدنانير، في ظل تأخير انطلاق الموسم لأشهر طويلة، وتوقف التدريبات والمباريات، ليكون اللاعب هو الضحية لفوضى الأجندة التي جاءت بسبب رغبة اتحاد الكرة في تعديل روزنامة الموسم الكروي لتتماشى مع المتطلبات الآسيوية وأجندة الدول المجاورة.
ويؤكد عدد من أركان اللعبة، أن حال اللاعب الأردني لا يسر صديق ولا عدو، خاصة النجوم الذين كانوا يعتاشون على ما يتقاضونه من لعبة كرة القدم، وما تقدمه الأندية التي عادت وأوقفت صرف المستحقات لأشهر عدة، بسبب توقف المنافسات والتدريبات نتيجة “السبات العميق” في الكرة المحلية، “ليهرول” اللاعب نحو البحث عن وظيفة بالمياومة انطلاقا من مقولة “ولا البلاش”، بحسب الغد.
ويكشف عضو مجلس إدارة نادي الرمثا محمد أبو عاقولة، عن لاعبين توجهوا إلى وظائف متعددة، بحثا عن راتب شهري أو أجرة يومية، تساعده على تدارك تبعات تغيير الأجندة وتوقف المنافسات والتدريبات، والتي أوقفت ما كان يتقاضاه اللاعب من النادي حتى لو كانت مبالغ قليلة وغير منتظمة.
وأضاف: فوضى الأجندة في الكرة المحلية، ضربت اللاعبين بالدرجة الأولى ومن ثم الأندية، ولا غرابة في أن نشاهد نجوم الكرة الأردنية يمارسون أعمالا مختلفة بحثا عن “لقمة العيش”.
وبين أبو عاقولة أن فوضى الأجندة ضربت أيضا القيمة التسويقية للاعب الأردني، بدليل أن نجوما محليون توجهوا للاحتراف الخارجي بعقود متواضعة القيمة لا تليق بتاريحهم وسمعتهم ومستوياتهم الفنية، لافتا إلى أن الوضع في الكرة الأردنية حاليا ليس صحيا، ولا بد من تظافر جهود الجميع لترميم ما يمكن ترميمه، والخروج بأقل الأضرار، والعمل أيضا على معالجة الحالة النفسية للكثير من اللاعبين الذين تأثروا سلبا بما يحدث حولهم.
واقترح أبو عاقولة، أن يستثمر اتحاد الكرة علاقاته، في تأمين وظائف للاعبي الأندية الذين يمثلون المنتخبات الوطنية على أقل تقدير، كنوع من المساعدة في ظل الظروف المالية الصعبة التي يعيشها الاتحاد والأندية معا.
أما النجم مهدي علامة الذي لعب مع أندية محلية عدة، وخاض تجربة احتراف خارجية، فقد أكد أن 90 % من زملائه اللاعبين الذين يعرفهم جيدا، اتجهوا الآن وفي ظل هذه الظروف للعمل بحثا عن مصدر دخل، بعد توقف ما كانوا يتقاضونه من الأندية رغم قلتها.
وأضاف: اللاعبون الذين أعرفهم، يعملون الآن إما مشرفون رياضيون في المدرسة، أو استخدام التطبيقات في إيصال الطلبات، أو سائقي تكسي وغيرها من الوظائف التي تدر القليل من المال، لافتا إلى أن “هيبة اللاعب الأردني المحترف” تعرضت لضربة موجعة.
واعتبر علامة أن اللاعب يدفع ثمن ما يشوب الموسم الكروي من تغييرات وفوضى في مواعيد البطولات، والأدهى والأمر في الموضوع، أن اتحاد الكرة والأندية يخرجون للإعلام للحديث عن أنفسهم متناسين الضرر الذي لحق باللاعب وهذا أمر يستدعي التوقف عنده كثيرا، أملا في تصويب الأوضاع.
والد أحد نجوم الكرة، كشف أن ابنه وجد نفسه مضطرا للعمل في أحد المقاهي، لتأمين دخل شهري أو يومي، يساعده على تعويض ما كان يتقاضاه من النادي، مؤكدا أن التغيير الكبير في مواعيد بطولات الموسم الكروي المقبل، ضرب اللاعبين بالدرجة الأولى، كما ضرب أيضا المدربين والإداريين.