بقلم: رجا البــــــــــــدور
كتبنا في سالف الايام عن المشكلة الايرانية مع الدول الغربية, وعن الارادة الحديدية الايرانية, اتجاه ضرورة سماح الدول الغربية لايران بان تمتلك القدرات النووية, وان قالت الاخيرة ان هذه القدرات ستستخدم للاغراض السلمية, وانه لايوجد لدى ايران كما تقول اي نية لاستخدام قدراتها النووية عسكرياً مستقبلاً , كتبنا ذلك بمقال افتراضي طويل عنوانه (مبروك للسعودية قنبلتها النووية) حبذا الرجوع اليه, وقد نشرعلى معظم المواقع الاخبارية, وشرحنا لقارئنا الكريم,معظم المقدمات والحقائق والمعاضل التي تمنع الولايات المتحدة من ضرب منشأت الدولة الفارسية النووية, وان اسرئيل هي التي ستقوم بهذا الدور, وبررنا كل ذلك بالقول المشهور ( انه اذا اردت ان ينزل المطر فلا بد ان ترى الغيوم اولاً) الان في هذة الايام بدأت غيوم ما قبل المطر, بالتكاثف لتصبح غيوماً شبه ركامية وما بقي على نزول المطر (الضربة العسكرية),الا القليل , فما الذي يجب ان يفعل من قبلنا نحن العرب, وعلى الاقل في بلدنا الحبيب هنا في الاردن .
اذن دعونا نستعرض واياكم الموقف والحقائق على الارض, وباختصار,من ثم نرى ما الذي يجب عمله, مع طرح اقتراحين الاول سياسي يعيد القضية الفلسطينية الى المرتبة الاولى بالاهتمام بين القضايا العالمية, والثاني اقتصادي فقط, فيما يخص هذة الحالة وما الذي يجب احترازياًعمله, قبل ان يبدأ المطر بالتساقط.
نقول: ليس خفياً وشبحياً ان الولايات المتحدة قد نشرت قطعها البحرية الهجومية وبطاريات صواريخها الاعتراضية من نوع باتريوت, في دول المنطقة وذلك لحماية مصالحها وقواعدها المنتشرة هنا وهناك, مدعية ان ذلك لصد اي هجوم صاروخي ايراني محتمل, على هذه الدول, وهذا الاجراء يفيد اميركيا من عدة نواحي , اهمها خلق حالة عدم الاستقراربالمنطقة ,ذلك لادامة ضخ المليارات لحسابها جراء بيع منظومات اسلحة دفاعية لدول المنطقة وخاصة الخليجية منها,فحالة الهدوء بالمنطقة لن تشغل المصانع الامريكية, ولا تنفع امريكيا اقتصادياً, فقد سمعنا ان الامارات العربية المتحدة لوحدها قد اشترت في عام 2009 اسلحه دفاعية من امريكيا, بعقود تجاوزت ال 20 ملياردولار, ولك ان تتخيل عزيزي القارئ اهرامات المال العربي, من باقي الدول مثل السعوية,الكويت,’قطر,بحرين....... هذه اول واهم الحقائق المتوفرة لدينا.
من الحقائق ايضاً ان الدولة الصهيونية تضغط بشدة على الدول الغربية, بضرورة ضرب المنشأت النووية الايرانية, حتى لا يسقط ما يسمى خيار الردع النووي الاستراتيجي عندها, والدولة الصهيونية استطاعت بالاونة الاخيرة, ان تجعل من الاشكال الايراني القضية المحورية على اجندات الدول الغربية, بعد ان كانت القضية الفلسطينية, هي القضية المركزية لاقليم الشرق الاوسط والعالم.
*** المعروف والمشهور ان جميع دول المنطقة ومنها الاردن, مع الحل السلمي للازمة وانها تمانع بشدة استخدام اجوائها من قبل اسرائيل, لضرب المنشأت الايرانية, ووضحنا ان اهم المشكلات التي تواجه الطيران الاسرائيلي هو طول المسافات لايران وطول المسافات بين المفاعلات النووية الايرانية بين بعضها البعض, فعلى سبيل المثال تبعد المسافة بين مفاعل نووي ومفاعل نووي اخر اكثر من 187 ميل, وهناك اكثر من 20 مفاعل نووي لعملية تخصيب اليورانيوم, التي اعلنت ايران مؤخراً, انها قد باشرت التخصيب بها وبنسبة 20%فقط.
ونضيف هنا لمعلومات القارئ الكريم, انه اذا اردت انتاج سلاح عسكري كالقنبلة النووية مثلا, فلا بد ان تكون نسبة التخصيب 80% واكثر, ومن يدري.. وهذا محتمل جداً, ان تكون ايران قد تجاوزت نسبة ال50%, وانها تماطل الدول الغربية, حتى تفاجىء العالم يوماُ ما,بتفجير نووي يسمح لها امتلاك السلاح النووي, كما فعلت من قبل الهند , وباكستان, وكما فاجئت ايران نفسها, العالم بظهور مفاعلها السري الاخير, الان حتى لا نطيل, نقول ان نشر القطع البحرية الامريكية الهجومية بالمنطقة قد يكون لاختصار المسافات والعمليات اللوجستية للطائرات الضاربة, وان نشر الصواريخ الدفاعية على خطوطها الاول حول القواعد الامريكية, والثاني خلف بداية الحدود الاسرائيلية, والثالث حول المنشأت النووية الاسرائيلية (وللعلم فأن امريكيا قد كشفت مؤخراً عن سلاح ليزري يستخدم من قبل طائرة جامبو يستطيع اسقاط صواريخ عابرة للقارات, ونجحت التجربة فلماذا هذا الاعلان في هذا الوقت؟!.
كل ذلك لتطمين دول المنطقة, وانا اقول ان ذلك غير مطمئن, فالعراق استطاع ان يرسل 41 صاروخاً لاسرائيل, باسلحة تقليدية, فما بالك بالصواريخ الايرانية من سلالة شهاب 3,2,1 المتطورة جداً.
اخي القارىء كل هذه الحقائق على الارض ومع هذا التعنت الاسرائيلي اتجاه حل الدولتين ومع هذا التصميم الايراني على حق الملكية النووية , ما الذي يجب ان نفعله نحن كأردن على المستوى السياسي والاقتصادي :
***على المستوى السياسي :
يجب التوضيح للاصدقاء الامريكان, (وهم يعلمون ولكنا نقصد الضغط بهذا الاتجاه) ان الحل العسكري هو حلاً وخيماً على المنطقة, وعلى العالم ,حتى ضرب المنشأت النووية الايرانية لن يمنعها وغيرها من الدول, من امتلاك السلاح النووي (ولوبالتقادم) وقد تستغرب اخي القارىء ان قلت لك ان مصلحة الدول العربية,في ان تمتلك ايران السلاح النووي, لماذا؟لان ذلك سيسقط خيار الردع النووي الاسرائيلي بالمنطقة, واما من يقول لك ان السلاح النووي الايراني مستقبلاً سوف يستخدم ضد الدول العربية وان الدولة الاسلامية الشيعية سوف تهاجم الدول الاسلامية السنية, فالجواب هو: هذا هو الحبل الذي سوف تلعب عليه امريكيا والذي سيدعم مطالبنا مستقبلاً نحن كدول سنية بضرورة امتلاك السلاح النووي او ما يقابله لاعادة التوازن الاستراتيجي للقوى بالساحة واسرائيل تفهم ذلك جيداً.
يجب التوضيح للامريكان, ان الخسائر البشرية بالعراق,وافغاستان,والباكستان ومليارات الدولارات والسياسة البوشية القديمة, لم تخدم ابداً المصالح الامريكية, بل اضرت بها وتخلق يوماً بعد يوم, المزيد من المناوئين للولايات المتحدة في العالم , وهنا هو بيت القصيد:
يجب ان تتقدم جهة وبغض النظر من هي هذة الجهة وبمساندة الدول العربية, بالطبع, بعد المشاورات واستمزاج الاراء من كل الاطراف , بمقترح الحل السلمي للقضية الفلسطنية, مقابل الحل السلمي للاشكال الايراني وبسرعة.
وهذا الذي سيظهر للعالم جدية النوايا الاسرائيلية نحو حل الدولتين , والنوايا الايرانية اتجاه اخواننا الفلسطينين, فلا يخفى على احد العلاقة الحميمية بين حماس من جهة, وايران وحزب الله, من جهة اخرى, فايران داعمة للقضية الفلسطينية بالمنطقة بقوة فدعونا نختبر مدى هذا الدعم , واما ان قالت اسرائيل ,لا, لهذا المقترح ,(وهو متوقع), فذلك سيحرجها امام العالم اكثر من تقريرغولدستون, وعلى كل الاحوال, ستعود القضية الفلسطينية, الى الصدارة وانها هي القضية المركزية والمحورية لهذا الاقليم والعالم, وليست القضية الايرانية,هذا هو المقترح الذي يجب ان تقدمه جهة ما فوراً, ويدعم من قبل جميع الدول العربية والدول العالمية المحبة للسلام.
***اقتصادياً:
هذا موضوع شائك وطويل ,ولدينا الرغبة بافراد مقال لهذا الموضوع, يحتوي على بعض المقترحات الاقتصادية, لاصحاب القرار في بلدنا , وقريباً انشاء الله سيتم نشره عليكم.
ولكن هنا في الموضوع الايراني ما الذي يجب فعله في هذه الاوقات اقتصادياً
نقول:
ان الخيار العسكري اتجاه ايران, كان مطروحاً نظرياً بالسابق, وعملياً في الوقت الحالي, بنشر القطع الحربية والصواريخ الدفاعية بالمنطقة,وها هي الألة الاعلامية الغربية بدأت بنفخ قدرات ايران العسكرية, تماماً كما حصل قبل ضرب العراق, فلو وقع مثل هذا الخيارالعسكري, ( اسرائيلياً,او امريكياً لا يهم, فالامر بنتائجه شبه سيان علينا), ستقوم ايران وكما هددت سابقاً, باغلاق مضيق هرمزالبحري, وستفقد السوق النفطيه العالمية الحصة الايرانية من النفط, مما سيرفع من سعر البترول ومشتقاته بشكل حتمي وبالتالي غالب السلع, اذن يجب النظر هنا بالاردن من اصحاب القرار لهذا الموضوع, بجدية فائقة, ولا يجب ان ننتظر كثيراً, فمعلوم ان موازنة الدولة الاردنية, في احدى السنوات قد تم حسابها,على اساس ان برميل النفط سيبقى على سعر40 دولار, واذا به يقفز الى 160 دولاراً فمن اين تم تغطية هذه الفجوة, بالطبع تم ازالة الدعم عن النفط و مشتقاته, وبالنتيجة زيادة ضرائب وعدم رفع للاجوروالرواتب...الخ. فهل نتعلم من هذا الدرس ؟.
المقترح هناهو:
وجوب الاستثمار بالنفظ من قبل الدولة الاردنية, بمعنى زيادة المخزون الاسترايتجي من النفط ومشتقاته على الاسعار الحالية, وذلك يعرفه اخواننا المختصون بالطاقة فلا بد ولا منفذ الا بزيادة او توسعة المستودعات الارضية, او الخزانات العامودية كما في مصفاة البترول , او نظام التخزين بواسطة القرب المطاطية,ولا ارى بأساً من اشراك الاخوة الاردنيين المغتربين بهذا الاستثمار, فقد قرئت موخراً مقالاً لآخي الدكتور نصير الحمود من الجالية الاردنية في دولة قطر, يصب بهذا المنحى,ولما لا!!, كل ذلك حتى لا نثقل كاهل المواطن مستقبلاً بما لايحبه, ولا يحبه المسؤولين في بلدنا الحبيب,ودعك اخي المنتمي لثرى هذا الوطن وقيادته الهاشمية, من طيور الظلام, وخفافيش المجاري, فلا تصدق اخي ان هناك مسؤولاً او صاحب قرارببلدنا يحب ان يرفع الاسعار على الشعب, ولكن هي ضرورات تلجئ لها الدول التي لا موارد اقتصادية اخرى لديها مثل بلدنا , ونترك للمسؤولين الامور الاجرائية اللازمة لهذا المقترح.
حفظ الله بلدنا وقائد مسيرتنا, ناصر الاقصى والمقدسات الاسلامية, وولي عهده الامين, والى لقاء.