بقلم د.ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي
تتباري فضائيات العالم الهابطة والممولة من المخابرات الدولية ، بعض صور ووثائق عما يسمى جدلاً بعيد الحب ( الفالنتين ) ، هذا المصطلح الغريب عن قيمنا العربية والإسلامية ، والتي تهدف من وراءه بعض المنظمات المدعومة ماسو نياً تدمير النسق القيمى العربي والشرقي ، وهذا لا يعنى بالطبع أننا كعرب ومسلمين ضد معاني الحب الجميلة والنظيفة ، لأن القلب الأبيض العامر بالحب ، يكون عامر بالعطاء، وبناء الحضارة بشقيها المعنوي والمادي ، والحب من أجمل الكلمات التي احتواها القاموس العربي ، ولغة الضاد ..ما أذهلني - بروز هذه الظاهرة في المجتمعات العربية حديثا ، وأصبحت الورود الحمراء البريئة تذهب إلى غير موضعها ، وانتشرت العلامات الحمراء تغزو الأمة، بعد أن كانت تغزوها لمداليل يسارية سياسية ، وتسابق مراهقو العرب للبس القميص الأحمر، بل البعض من الكبار يختار ياقة أو رباط عنق احمر ليتباهى أمام الموظفين أو زملاءه أو زميلاته في العمل !!والأمر هذا بالطبع اختلف في قطاع غزة المحاصر بكافة ألوان الطيف ، واللون الأحمر يطفح من عيون فقراءهم من شدة وآلام الحصار .المواطن صابر كحيان الغزاوي ، صحي من نومه كالعادة وفتح شاشة إحدى المحطات ليسمع عن خبر اقتراب الوفاق الوطني الفلسطيني الذي سيعجل من إنهاء الحصار على غزة ، وإذ به يتخم بأخبار، ونشاطات الفالنتين في العالم، وكأن قضايا الأمة العربية والرفاه والتكامل الاقتصادى والاجتماعي ، أصبحت على أكمل وجه، وحلت مشاكل البطالة ، وانتهت ظواهر التسول بكل أوجهه .. استرقت زوجته (صامدة) السمع، وتسلل الى أنها وبصرها عبارات عن عيد الحب (الفالنتين) ، وشرعت تحلم ويدور في خلدها أشياء تعففت عن البوح بها .!! ولكن يبدو أن صابر كحيان الغزاوي فهم الأمر بحنكته وبصيرته التى إكتسبها من دهر الحمان ،،، توجه صابر الى السوق الشعبي في المخيم، واشتري باقة من الفجل الأحمر ذو الذيل الأخضر ، ولم ينسي أن يذهب إلى بقاله العودة للفقراء المتواجدة في احد زقاق المخيم ليشتري نصف كيلو من العدس ، وتوجه مسرعا إلى البيت، واستقبلته زوجته صامدة بابتسامة عريضة ، غير متناسيه أن تهتم بمظهرها وأناقتها رغم الفقر المدقع وقلة الحال ، وبادلها صابر بابتسامة وقبلة طبعت على جبينها الطاهر، وقال كل العالم يشترون الورد الأحمر ويلبسون ثياب حمراء تعبيرا عن النفاق المصطنع، لأنهم لا يعرفون الحب إلا في يوم واحد وساعة واحدة ، وها أنا تعبيراً عن حبي السرمدي يا صامدة اشتريت ورد من نوع آخر،، ورد نستفيد منه مع العدس، تعبيرا عن حب فقير لزوجة غنية بالحب والأمل ، قبلت صامدة الهدية بما تبعها من كلمات صادقة من زوجها المحب الصادق صابر ، وطبخت العدس الفلسطيني، بالرغم من الارتفاع النسبي في درجة حرارة غزة ، وغنوا معا أغنية الحب الدافئ ، وبعدما شعر صابر بسعادة غامرة كتب مذكراته إلى العالم ، وفضائياته ليكن يوم 14- 12 من كل عام هو يوم الفجل الصابري الصامدى ، أفضل من أن يكون يوم الحب (الفالنتينى) المزيف ، فمن يوافقه بطرحة النظيف عليه أن يوقع تضامنا معه ومع زوجته صامدة ...