فايز شبيكات الدعجه - مشكلتنا مع المخدرات ليست مشكلة إتجار وترويج وادمان وحيازة، فتلك مشاكل هامشية متفرعة عن المشكلة الام (التهريب) .
المواطن الاردني يدرك الفرق بين هذا وذاك جيدا ،ولن يخدعه اللعب الاعلامي بالالفاظ لتصغير حجم الظاهره ، ويدرك ايضا ان ملاحقة المهربين شبه متوقفه ولا يتم الاعلان عن عمليات قبض عليهم الا ما ندر ، ولا اتحدث هنا عن الجيش الذي يعود اليه الفضل في التصدي بقوة النار للمهربين واحباط اغلب محاولاتهم ، الحديث هنا عن الطوق الامني الداخلي المحاذي للقوات المسلحة على وجه التحديد، وهذا ما يفسر لنا فشل كل اجراءات القبض على التجار والمروجين الداخلية في الحد من الانتشار المتزايد للمخدرات ووصولها الى الاطفال في المدارس، وهذه حقيقة مخبأة كشف عنها العين الدكتور إبراهيم البدور وقال(إن انتشار المخدرات في الأردن واسع خصوصا بين طلبة المدارس والجامعات ،الفئة العمرية من 15 -25 سنة)، وهي معلومه مفاجئة ومؤكده بدليل السكوت التام عن مناقشة دقتها ، وعدم نفيها من قبل جهات الاختصاص الرسمية او حتى مجرد التعليق عليها ،الأمر الذي يثبت صحتها، فعادة ما يتم نفي او تصحيح مباشر لمثل هذا الخبر التعليمي المزلزل.
يجب اذن وقف هذه العبثية الاعلامية المستحدثه، ولا داعي لتضليل المواطن والمرجعيات الاعلى وتشويه مشهد الظاهره، والالتزام بضوابط الاعلام المهني النزيه واخلاقياته الساميه ، ولا بديل عن العودة لتسمية الامور بمسمياتها الحقيقة والتوقف عن اطلاق مصطلح التهريب على الحيازه.
مصطلح القبض على المهربين يعني حصرا تنفيذ العميله اثناء اجتيازهم الحدود والامساك بهم هناك وقبل تمكنهم من ايصال المخدرات الى تجار الداخل ،وهو عمل امني استخباري بحت يقوم الجزء الاكبر منه على اساس تتبع حركة المهربين في بلد المنشأ المصدر للمخدرات.
التعتيم يقود الى المزيد من المخاوف المبرره عند ارسال الاولاد للمدارس ،وسيحجم الاهل في حال تفشي الظاهرة عن تدريس اطفالهم، فدرء المفاسد هنا سيكون اولى من جلب المنافع، وسيختارون أهون الشرين.
الدفع بأن ظاهرة المخدرات ظاهرة عالمية مزمنه مردود جملتا وتفصيلا ،ذلك اننا امام تحول جديد ولربما نكون المجتمع الوحيد الذي تنتشر فيه المخدرات في المدراس على هذا النحو السهل بعد ان وصلت حالة الانفلات الى حدودها القصوى.
اظن ان سعادة العين ليس وحده الذي يعرف هذهالحقائقق المدرسيه ..هناك الكثير من الكبار مثله يدركونها لكنه كان الاجرأ والاكثر مصداقية واحساس بالمسؤولية الوطنية.