زاد الاردن الاخباري -
رجح تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست استمرار تفاقم المشاكل في لبنان ليزداد الوضع سوءا، حيث تشهد البلاد جمودا سياسيا بعد أن فشلت في انتخاب رئيس جديد، فيما تدير حكومة تصريف أعمال المشهد في البلاد.
وأكد أن اعتقال أبرز ممولي حزب الله أواخر فبراير، قد يكون أمرا "جديرا بالثناء" ولكنه أشبه بـ"عرض جانبي للشعب"، خاصة وأن البلاد "تقف على حافة الهاوية"، مشيرا إلى أن لبنان "قارب على الانهيار".
ويصنف البنك الدولي الأزمة التي يعيشها لبنان من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، إذ خسرت الليرة نحو 95 في المئة من قيمتها، وانعكس ذلك ارتفاعا في أسعار المحروقات والمواد الغذائية فيما توقفت متاجر عدة عن تسعير بضائعها، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وتمكنت السلطات الرومانية من اعتقال محمد إبراهيم بزي وطلال شاهين، اللذان تتجاوز جرائمهم رومانيا والولايات المتحدة، وكانا قد اعتادا على الالتفاف على العقوبات الدولية، وساهما في جني ملايين الدولارات لصالح حزب الله من خلال أنشطة "تجارية في بلجيكا وغامبيا ولبنان والعراق"، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأميركية.
وكانت واشنطن قد أدرجت بزي على لائحة الإرهاب منذ عام 2018.
ويشير التحليل إلى أن بزي، بصفته ممولا لحزب الله، كان يحافظ على "علاقات مع البنك المركزي الإيراني، فضلا عن علاقات مع جهات أخرى مدرجة على قوائم الإرهاب.
وذكر أنه من دون الهبات التي قدمتها إيران لحزب الله لما تمكن من التوسع بنفوذه السياسي الكبير بما يؤثر على سياسات لبنان الداخلية والخارجية، ناهيك عن تنفيذه عمليات مدعومة من طهران في سوريا واليمن وضد إسرائيل.
ورغم القيود المالية، التي فُرضت على حزب الله وإيران خلال العقدين الماضيين، إلا أنه يتم اكتشاف طريقة جديدة كل فترة تستخدمها طهران ووكلاؤها للالتفاف على العقوبات، والتي كان آخرها إعلان إسرائيل رصد عمليات تهريب ذهب بين إيران وفنزويلا، والتي يقوم بها فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إذ يتم تحويل أرباح هذه العمليات لحزب الله.
ماثيو ليفيت، مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأميركية وباحث في معهد واشنطن قال في كتاب من تأليفه صدر عام 2013، إن حزب الله نشط في تأسيس وجود له في أميركا اللاتينية ضمن دول الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، حيث قام بدعم تأسيس خلايا نائمة، لها دور في شبكات تهريب المخدرات من أجل توفير الأموال لحزب الله.
وأنشأ حزب الله شبكات إجرامية عابرة للحدود مماثلة في أوروبا وأفريقيا وحتى الولايات المتحدة.
ويؤكد التحليل أن اعتقال بزي وشاهين لن يشكل ضربة قاضية لحزب الله، إذ لديه هيكل يدعم التنظيمات الدولية التابعة له لضمان استمرار تدفق الأموال إليه.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني، ميشال عون، في نهاية أكتوبر الماضي، فشل البرلمان خلال 11 جلسة عقدها بانتخاب رئيس، وسط انقسام سياسي بين فريق مؤيد لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، وآخر معارض له، وسط تباينات داخل كل فريق، وتواجد عدد من المستقلين. ولا يملك أي فريق أكثرية برلمانية تخوله إيصال مرشح إلى سدة الرئاسة، وفق تحليل نشرته وكالة فرانس برس.
ومنذ 19 يناير الماضي، لم يحدد رئيس البرلمان، نبيه بري، موعدا لجلسة انتخاب جديدة.
وفشلت السلطات حتى الآن في تنفيذ إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لتقديم الدعم من أجل وقف النزف الحاصل.
وأعلن صندوق النقد الدولي، في أبريل الماضي، توصله إلى اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات. لكن تطبيقها مرتبط بالتزام السلطات تنفيذ إصلاحات مسبقة، بينها توحيد أسعار الصرف.
وتخطت الليرة الأسبوع الحالي عتبة 90 ألفا مقابل الدولار في معدل قياسي يؤشر على عمق الأزمتين السياسية والاقتصادية وانسداد أفق الحل.