زاد الاردن الاخباري -
استغرب وزير البلاط الأردني الأسبق الدكتور مروان المعشر ما وصفه بإتهامات بالحرص على الشعبوية تطاله تلميحا وتطال غيره من المعترضين على ما يسمى بمسار التكيف الرسمي مع حكومة اليمين الإسرائيلية الحالية على هامش نقاش مرتبط بقراءة مستجدات ما بعد انعقاد القمة الأمنية في مدينة العقبة.
وظهر المعشر في شريط فيديو جديد يتحدث بمداخلة جريئة قوية له في إحدى الندوات مذكرا من يتهمون الملاحظين والمعارضين بالشعبوية انه شخصيا أول أردني ذهب إلى إسرائيل ويقصد طبعا تسميته بعد توقيع اتفاقية وادي عربة كأول سفير للمملكة الاردنية الهاشمية في الكيان الاسرائيلي.
وقال المعشر مع بعض الإنفعال حسب الفيديو: انا أول واحد رحت الى إسرائيل وادفع كل يوم ثمن ذلك.
وسأل المعشر: ماهي مصلحتي كأردني بالجلوس على طاولة واحدة مع هيك ناس؟ ويقصد ممثلي حكومة اليمين الاسرائيلية الحالية ثم عبر عن قناعته بعدم وجود اي مصلحة للأردن في إضفاء نوع من المصداقية او من الشرعية على حكومة اسرائيلية تعمل باتجاه واضح هو إلغاء الاردن كله.
وفي الندوة التي استضافتها الجمعية الوطنية لحقوق الانسان وتخللها دعوات قانونية للبحث في شرعنه الكفاح المسلح قر المعشر بان ما يسميه الجميع بمسارات التكيف وصلت اردنيا الى مستويات غير مفهومة ومعقولة حتى صار من يتكلم بمعارضة هذه السياسات يتهم بعدم الواقعية والشعبوية.
وكانت الجمعية نفسا قد إستضافت المعشر والخبير في القانون الدولي الأكاديمي والباحث البارز الدكتور محمد يوسف علوان في اطار عملية مراجعة وتدقيق تخص متابعة الرأي الإستشاري لمحكمة العدل الدولية بخصوص قرارات وإجراءات إسرائيل ضد حقوق الإنسان الفلسطيني.
وفي نفس الفعالية عبر المعشر عن قناعته بأن حل الدولتين انتهى تماما وبان ما يقترحه كخبير هو مغادرة منطقة الحديث عن شكل حل الصراع والتركيز على حقوق الإنسان والمواطن الفلسطيني مشيرا إلى أن مثل هذا التركيز قد يتقبله المجتمع الدولي ويؤدي إلى مفاجآت لا يحبها اليمين الإسرائيلي.
ويعتبر المعشر اليوم وهو أول سفير للأردن في إسرائيل من أبرز وأهم منتقدي السياسات التطبيعية الرسمية مع الاسرائيليين فقد ظهر في ندوة مغلقة في حزب جبهة العمل الاسلامي وفي أخرى بدعوى من الجمعية الوطنية للحقوق وظهر اسمه للمرة الثالثة صباح الاحد في ندوة اضافية تتمحور حول تطورات القضية الفلسطينية بتنظيم احدى المؤسسات المدنية الحقوقية.
ويتجوّل المعشر الذي يعتبر من أكثر الشخصيات إعتدالا ووضوحا بين مراكز الدراسات والندوات محذرا من كلفة وفاتورة التكيف ومستعرضا بخبراته تداعيات ونتائج التكيف الاردني ومؤمنا بأن اليمين الإسرائيلي لا يقر أصلا بالأردن وجودا ويسعى إلى إلغائه وتكريس الوطن البديل.
ولذلك اقترح المعشر علنًا بأن يجلس هو وغيره على طاولة وطنية أردنية مع اصحاب القرار الحاليين للبحث في الخيارات والسيناريوهات بدلا من البقاء في التكيّف السّام وحوافّه الحسّاسة