زاد الاردن الاخباري -
القيمة الذاتية هي الطريقة التي نحكم بها على أنفسنا وعلى الآخرين وشعورنا الواعي حول من نكون. انها وسيلة للبقاء على قيد الحياة بشكل صحيح ان كان عاطفيا أو جسديا. والقيمة الذاتية تعني أيضا توقيع معاهدة سلام مع نفسك للابتعاد عن كل ما يمكن أن يشعرك بالدونية عن الآخرين.
للشعور بالدونية أسباب عدة:
نشرت مجلة "ايستو ايه" البرازيلية الصادرة في ساو باولو والتي تعنى بالشؤون الحياتية للناس والدراسات الاجتماعية بحثا عن مشكلة الشعور بالدونية عند المرأة بقولها ان ذلك يعتبر من أكبر التحديات التي تواجهها المرأة في حياتها. وأضاف البحث أن شعور المرأة بالدونية ليس وليد الساعة وانما هي عملية لها بدايات منذ الصغر تكبر كلما تقدمت المرأة في السن.
وأوضحت المجلة في الدراسة التي أعدها مختصون بشؤون المرأة في المجتمع البرازيلي وعلى رأسهم الممثلة البرازيلية الشهيرة "أتايسا أراوجو" (28 عاما) أن لمرحلة الطفولة التي تقضيها المرأة تأثير كبير على روحها المعنوية في المستقبل وتبدأ قصة الشعور بالدونية عند المرأة عندما تكون في كنف أسرة لا تعطي القيمة اللازمة للعنصر النسائي وتميز بين الذكور والأناث. ويعتبر هذا التمييز الدافع وراء تفكير المرأة في الصغر أنها لاتساوي شيئا في حضور العنصر الذكري. وأشار البحث الى أن هذا الأمر منتشر الى حد كبير في الأسر التقليدية التي ما زالت تعتبر الذكور أهم من الاناث.
ومن الأسباب الأخرى للشعور بالدونية المستوى الثقافي للمرأة ونقص التجربة والخبرة الحياتية وطريقة النظر للحياة وتأثير الآخرين عليها ونتيجة كل هذه الأمور مجتمعة هو شعور المرأة بأنها عنصر غير نافع في الحياة.
بداية المواجهة:
قالت الدراسة أن البداية الحقيقية لمواجهة الشعور بالدونية هي المصالحة مع النفس، أي قبول الصورة التي أنت عليها واحترام ذاتك لأن احترام الآخرين لك يأتي من احترامك لنفسك. فاذا كانت المرأة ليست على قدر من الجمال الذي تحلم به يتوجب عليها أن تعلم أنها لم تختر لاشكلها ولاصورتها، اذن فلاذنب لها ان كانت أقل جمالا من الآخرين.
وأضافت الدراسة أن المصالحة مع النفس لا تأتي بين ليلة وضحاها وانما هي عملية منطقية تبدأ منذ شعور المرأة بأنها لم تعد تتحمل الانتقادات السخيفة للآخرين. العملية قد تطول ولكن المطلوب هو عدم الاستسلام.
كيف تتصالحين مع نفسك وترفعين قيمتك الذاتية؟
أكدت الدراسة أن المصالحة مع النفس تأتي من فهمك لنفسك وتعلم قول كلمة "أنا" على الرغم من انها غير مرغوبة، لكن حالة الشعور بالدونية تتطلب هذه الكلمة للانطلاق نحو التقدير الذاتي. وعددت الدراسة جملة من النصائح للمرأة التي تعاني من الشعور بالدونية وهي:
1 – التكيف مع المشاكل التي تواجهها المرأة ومحاولة تقبلها للصورة التي هي عليها وعدم الاهتمام بالانتقادات السلبية للاخرين.
2 – تجنب الشعور بالاخفاق عند التعثر في اجتياز حاجز الفشل في التلاؤم مع المجتمع.
3 – محاولة اكتشاف ما هو متميز في شخصيتك بدل التركيز على السلبيات الموجودة فيك.
4 - اعتبار الوقوع في الخطأ امر ينطبق على جميع الناس وليس عليك فقط.
5 – تجنب الشعور بالذنب لأن ذلك يقتل فيك الروح المرحة.
6 – ضرورة خوض تجارب جديدة في الحياة مختلفة عن التجارب التي أثرت على شخصيتك في السابق.
7 – لا تنظري الى المرآة كثيرا لأن ذلك يذكرك بنقاط ضعفك.
8 – ممارسة نشاطات تساعد على رفع روحك المعنوية مثل الرياضة والرقص والاستماع للموسيقى.
9 – الاعتراف بحدود امكاناتك وعدم تجاوزها.
10 – الاعتناء بنفسك وبجمالك.
ممثلة شابة:
اتصلت سيدتي بالممثلة البرازيلية الشابة أتايسا أراوجو التي عرف عنها أنها كانت في فترة مراهقتها من أكثر النساء اللواتي فقدن اعطاء قيمة لأنفسهن، ولكنهن واجهن المشكلة بحزم الى أن وصل الشعور بالدونية لديهن الى أدنى الحدود لتنطلقن بعد ذلك الى عالم الشهرة. قالت أتايسا أنها كانت في فترة مراهقتها غير قادرة على النظر في أعين الناس بشكل مباشر لشعورها بأنها لا تساوي شيئا في الحياة ولكنها عندما تجاوزت هذه المرحلة ونضجت بشكل أكبر أرادت الخروج من أزمتها بأي شكل من الأشكال.
وأكدت الممثلة الشابة أنها اتبعت نصيحة طبيب نفسي زارته في احدى المرات لاستشارته حول مشكلتها، فقال لها ان أنجع طريقة هي ممارسة نشاط يختلف تماما عن كل ما قامت به في حياتها. وبعد تفكير عميق قررت أتايسا الدراسة في معهد التمثيل في مدينة ريو دي جانيرو وتخرجت بدرجة امتياز. وأضافت أن ذلك كانت بداية النهاية لروحها المعنوية المنهارة، حيث اكتشفت أن فيها ميزة تختلف عن الآخرين. وبعد اول فيلم شاركت فيه بدأت العقود تنهال عليها.
وشرحت أتايسا أن الخوض في تجربة جديدة في الحياة هي وسيلة ناجعة للتخلص من مشكلة عدم اعطاء قيمة ذاتية للنفس. واشارت في هذا الصدد الى أن عقدتها تشكلت بسبب انتمائها الى أسرة تقليدية جدا كان اخوانها الذكور في المقام الأول عند الأبوين، ولكنها وبعد تخطي مشكلتها أصبحت مثار اعجاب لأسرتها وللآخرين. وقالت انها ساهمت في اعداد الدراسة التي نشرتها المجلة لتعاطفها الشديد مع النساء اللواتي لا يعطين قيمة لأنفسهن بالرغم من وجود مزايا كثيرة فيهن يمكن أن يعملن على اكتشافها للتخلص من هذه العقدة الخطرة في عالم النساء.