زاد الاردن الاخباري -
تحقيق- سهير بشناق / الرأي
-«بيت دون أطفال هو أشبه بالقبر».
بهذا التشبيه القاسي وصفت «عطاف»، المتزوجة منذ عشر سنوات ولم تحمل بالطرق الطبيعية، وضعها.
هل يتحقق الحلم .. هل يمكن لشعور الأمومة الذي رافقني منذ كنت طفلة و أنا ألاعب دميتي وكأنها ابنتي المنتظرة.. هل يمكن أن يصبح واقعا و أصير أما كباقي الأمهات».
بعد عشرين عاما .. أو أربعة عشر عاما أو عشر سنوات .. هي جميعها سنوات تحمل معها حزنا ووحدة وألما يعيشها الأزواج غير القادرين على الإنجاب ..
فكل عام يمضى على الأزواج دون إنجاب أطفال يزيد من حزنهم وقلقهم وترقبهم لحدوث الحمل الذي قد لا يحدث لسنوات طويلة ويحتاج إلى الخضوع لإجراءات طبية عديدة أهمها ما يسمى بأطفال الأنابيب.
هي أسئلة وأمنيات تتداولها المتزوجات اللواتي لم يحملن بعد انقضاء سنوات على الزواج .. لتبدأ رحلة البحث عمن يمكنه (بعد إرادة الله سبحانه وتعالى) أن يسعد هذه القلوب و يدخل صوت طفل إلى بيوتهم المشبعة بالوحدة ..
أرحام تنتظر الأجنة ...
بقيت عطاف تنتظر سنوات زواجها فكل سنة مرت عليها دون أطفال حملت لها الأسى و الألم وتقول واصفة وضعها: «بيتنا كان بالنسبة لي كالقبر لا حياة فيه .. لا صوت لأطفال ولا معنى للوقت أو للحياة».
لجأت إلى الأطباء، لكن وضعها المادي هي وزوجها حال دون أن تجري عملية أطفال الأنابيب.
تقول: «عندما علمت أن قدرتي على الإنجاب لن تحدث بالطرق الطبيعية وأنها تحتاج لأطفال الأنابيب زاد همنا فوضع زوجي (عامل) لا يمكنه تامين تكاليف العملية».
لكن لم يكن أمامهما سوى الانتظار وتجميع المبلغ عاما بعد عام إلى أن وصلا لنهاية المطاف.. «قبل عام راجعنا بعد تجميع تكاليف العملية طبيبة مختصة وشرحنا لها وضعنا ومعاناة انتظارنا هذه السنوات وانه لا يمكننا أن نحاول من جديد فإما النجاح أو فقدان الأمل بطفل إلى الأبد».
وتكمل: بدأنا بالعلاج والتحضير لعملية الأنابيب بدعم الطبيبة التي وضعت أمامنا الحقيقة بان نسبة النجاح ترافق نسبة الفشل كي لا نصاب بصدمة العمر .. لكن قدرة الله عز وجل فاقت كل شيء وحدث الحمل من التجربة الأولى.
طيلة تسعة أشهر من الحمل و أنا اشعر كل يوم وكل لحظة بفرح ومشاعر لا يمكن لأي كلمات أن تصفها فان اشعر بحركة الجنين بداخلي شعور يضاهي عمري كله
رزقت عطاف قبل عام بطفلة .. بعد سنوات من الانتظار بعملية أطفال الأنابيب، كان يمكن اختصارها لولا العائق المادي.
فاطمة (عدد سنوات الزواج 19 عاما) هي أيضا واحدة من مئات الحالات التي تلجأ إلى الاستعانة بأطفال الأنابيب بعد فشل جميع المحاولات الأخرى.
تقول: لا يمكن أن أصف تعاستي طيلة هذه السنوات المظلمة في حياتي ..فبعد مرور عام على زواجي بدأنا نشعر أن هناك مشكلة ما لعدم حدوث الحمل وبعد مراجعة الأطباء اكتشفنا أن فرص الحمل مقصورة على إجراء عملية أطفال الأنابيب التي يمكن أيضا أن تنجح أو تفشل.
لكن اللهفة على ابتسامة طفل والشعور بالأمومة على ارض الواقع وسماع كلمة «ماما» هي هدفي بالحياة بالرغم من كل المصاعب التي واجهتنا وأهمها المصاعب المادية المرافقة لهذه العملية.
فاطمة بعد جهود مضنية لتجميع ثمن عملية طفل الأنابيب أجرتها وتحقق حلمها بالحمل، فهي الآن حامل بالشهر الثامن وستصبح أما بعد شهر.
روان (42 عاما) انتظرت عشرين عاما ولم يحدث الحمل، راجعت أطباء ومشعوذين (كما تقول) ولم يحدث الحمل.
تقول: طرقت أبواب الأطباء لكن لم يحدث حمل واستعنت بالطب الشعبي من تناول أعشاب إلى زيارة من يدعي القدرة على مساعدة من يعانين العقم عن طريق طرد الجن .. إلا أن جميع هذه الأمور لم تلق النجاح.
وأضافت: بعد معاناة طويلة راجعت طبيبا مختصا بعمليات الأنابيب لأنه الحل الوحيد لوضعي وبعد معاناة الانتظار المحملة بالقلق والترقب رزقنا بتوأم ذكور فكانت فرحتنا لا توصف.
وتقول روان أن اللجوء لغير الأطباء المختصين والقادرين على تحديد سبب عدم الإنجاب هو «تضييع للوقت والمال(...) فهناك من يدعي قدرته على المعالجة الطبيعية وهناك من يستغل الأزواج دون مصارحتهم بالحقيقة التي قد تقود لعذاب تلو الآخر خصوصا أن الأزواج غير القادرين على الإنجاب يعيشون على الأمل ولو كان ضئيلا.
تعدد الزيجات ...
لا تقف نتائج عدم الإنجاب على التسليم بقضاء الله عز وجل فرزق الأطفال وجعل العديد من الأزواج عقيمين هي مشيئة الله سبحانه وتعالى إلا أن هناك أزواجا يتسببون بعذاب مضاعف لزوجاتهم من خلال إقدامهم على الزواج مرات ومرات بهدف الإنجاب معتقدين أن المرأة هي الوحيدة المسؤولة عن عدم الإنجاب وأنها يجب أن تعاقب بتركها معلقة.
قصص كثيرة مؤلمة لزوجات تحملن نتائج عدم الإنجاب أو الزوجات اللواتي يرزقن بالإناث فيقدم أزواجهن على الزواج من جديد لإنجاب الطفل الذكر وهذا السلوك يندرج أيضا تحت مفاهيم ومعتقدات خاطئة مفادها أن الزوجة هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين.
(م) البالغة 30 عاما تزوجت منذ 12سنة ولم ترزق بأطفال. أجرت محاولات طبية لمساعدتها على الإنجاب لكنها جميعها باءت بالفشل ما دفع بزوجها إلى الزواج من أخرى.
تقول بحزن كبير: رغم عذابي طيلة هذه السنوات لعدم وجود أطفال في حياتي يتزوج زوجي عليّ، فهو كان يتذمر باستمرار من عدم الإنجاب ويحملني هذه المسؤولية رغم أن أكثر من طبيب اخبره بان المشكلة مشتركة فيما بينا إلا انه رفض العلاج معتقدا أن الرجال لا يمكن أن يكونوا سببا بعدم الإنجاب.
مرام (24 عاما) تزوج زوجها عليها بعد مرور ثلاث سنوات على عدم إنجابها، لكنه لم يرزق بأطفال فتزوج مرة أخرى ليكتشف أن سبب عدم الإنجاب تكمن فيه هو.
الرأي الطبي ...
وبالعودة إلى ملفات أطباء النسائية والتوليد نجد بينها مئات القصص لأزواج خضعوا لعمليات أطفال الأنابيب بعد فشل محاولاتهم بالإنجاب بالطرق الطبيعية.
فالأطباء يشيرون إلى أن هناك أزواجا مضى على انتظارهم سنوات طويلة وصلت إلى عشرين عاما لكنهم بعد الخضوع للعلاج تحقق حلمهم بالطفل المنتظر.
وترى أخصائية النسائية والتوليد والعقم الدكتورة وفاء محسن أن عمليات أطفال الأنابيب هي بإرادة الله عز وجل أدخلت الفرحة لقلوب الكثيرين ممن يعانون من مشاكل تحول دون الإنجاب الطبيعي.
وتقول: هناك أزواج يتنقلون من طبيب إلى آخر ويجرون عمليات الأنابيب ولا تنجح لأنهم لا يواجهون بالمشكلة الطبية التي يعانون منها فعدم معرفة السبب الصحيح لعدم الإنجاب تدخلهم بمتاهات كبيرة وتعرضهم لصدمات نفسية شديدة إن فشلت هذه المحاولات.
ولاحظت أن الأزواج في الغالب إن لم يحدث الحمل خلال اشهر من الزواج يبدأون بمراجعة الأطباء وإن خضعوا لعمليات طفل الأنابيب يكونون متلهفين لحدوث الحمل على رغم إعلامهم بأن نسبة الفشل واردة في مثل هذه العمليات.
وتشير إلى أن الفشل يصيبهم بحالات اكتئاب شديدة خصوصا إن جرى إبلاغ الأقارب والجيران بمحاولاتهم هذه. وتلفت أن «النصيحة التي نقدمها لهم بان يبقى الأمر طي الكتمان لحين حدوث الحمل لأن الفشل سوف يصيبهم بصدمة تبدأ بهم وتنتهي عند كل من علم بالمحاولة».
ولأن عملية طفل الأنابيب ليست سهلة خصوصا لمن يعانون من مشاكل عديدة فان نجاحها أو فشلها مرتبط بعوامل عديدة قد لا تستوقف الأزواج الراغبين فقط بالإنجاب.
وتوضح محسن أن نجاح العملية أو فشلها مرتبط بعمر الزوج والزوجة فكلما كان عمر الزوجة اكبر قلت فرص النجاح، «فالزوجات الشابات تصل نسبة النجاح إلى 60% في حين تقل هذه النسبة إلى 20% في عمر الأربعين».
إضافة إلى الوضع الصحي للزوج والزوجة فهناك زوجات يعانين من مشاكل في الاباضة والرحم ما يجعل العملية أصعب وتحتاج إلى محاولات أكثر بعد تناول أدوية معينة».
وبالرغم من أطفال الأنابيب الهدف الأساسي لها هو إنجاب أطفال وتحقيق الحلم الذي يراود كل زوج وزوجة إلا أن هناك من يلجأ إليها لتحديد جنس الجنين بالرغم من قدرتهما على الإنجاب الطبيعي، فهاجس إنجاب الذكر ما يزال يراود الكثيرين.
واستشهدت محسن بحالة زوج يبلغ من العمر ستين عاما متزوج وله أربع بنات فتزوج مرة أخرى وأنجبت زوجته الجديدة بنتا خامسة فلجأ إلى أطفال الأنابيب لتحديد جنس المولود رغبة منه بطفل ذكر .. وحملت زوجته الجديدة بطفل ذكر وهي الآن في الشهر الثامن.
ارتفاع التكاليف ...
بالرغم من أن حلم إنجاب الأطفال يعيشه كثير من الأزواج إلا أن بعضهم لا يستطيع تحقيقه عن طريق أطفال الأنابيب لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج و الخضوع لهذه العملية خاصة وان شركات التامين لا تتعامل للآن مع أطفال الأنابيب ولا تتحمل الحكومة من خلال مستشفياتها الحكومية كلفة هذه العملية لغير القادرين.
تراوح كلفة عملية الأنابيب من 1200- 1900 دينار تبعا لحالة المريضة ونوعية الأدوية التي تتناولها قبل البدء بهذه العملية فان بعض الأزواج يرون أنها مكلفة لكن هناك حالات صعبة وتحتاج لنوعية أدوية مرتفعة السعر وهذا ما يجعل كلفة بعض الحالات أكثر من غيرها.
وأكدت أن العملية التي تحتاج لصبر من الأزواج وتفهم أوضاعهم الصحية التي من خلالها يتحدد سعر العملية.
لكن الدكتور معين فضة رئيس قسم وحدة الإخصاب في مستشفى الأردن أكد أن تكلفة عملية أطفال الأنابيب في الأردن مقارنة مع الدول الأخرى ليست مرتفعة، مبينا أنها ارتفعت خلال السنوات الماضية بنسبة 10%
وأكد أن الأردن حقق نجاحات مهمة في هذا المجال فهناك قصص إنسانية عديدة لأزواج تمكنوا من الإنجاب بعد سنوات طويلة من العقم.
وبين فضة أن تكلفة علاج الزوجين تختلف من حالة لأخرى فهناك أزواج يحتاجون لعلاج مضاعف خصوصا ما يتعلق بالإبر التي يأخذونها قبل إجراء العملية.
وأشار إلى أن هناك أزواجا تكون أوضاعهم المادية صعبة فنقوم بمساعدتهم بتكلفة العلاج وتخفيض ثمن الأجور الطبية المتعلقة بالعملية لكن فرحة قدوم طفل لأزواج عانوا من هذه المشكلة سنوات طويلة تطغى على كل المصاعب الأخرى.
وأضاف فضة أن الحكومة خلال السنوات الماضية عملت على مساعدة العديد من الأزواج غير المقتدرين بتحويلهم إلى المستشفيات الحكومية لإجراء عمليات أطفال الأنابيب.
وطالب فضة بضرورة مساعدة الفقراء غير القادرين على تحمل تكاليف العملية من خلال دعمهم وتوفير العلاجات التي يستخدمونها قبل إجراء العملية لتبقى تكلفة العملية في الحدود التي يستطيعون تحملها.
وذكر فضة ان نسبة العقم تصل إلى 10% بين الأزواج لكن ثلثهم فقط يقدمون على إجراء أطفال الأنابيب.
لا تشريع ...
وبالرغم من انتشار إجراء هذه العملية للعديد من الأزواج إلى انه للآن لا يوجد قانون ينظم هذه العملية و لا تخضع وحدات الإخصاب المنتشرة في المستشفيات لقانون موحد.
الدكتور خليل بربراوي رئيس جمعية النسائية والتوليد قال: قبل سنوات أعددنا نظاما ينظم عمليات أطفال الأنابيب ورفع إلى وزارة الصحة التي أحالته بدورها إلى ديوان التشريع ومنذ ذاك الوقت لا يزال بديوان التشريع ولم يحدث عليه أي شيء.
وأشار بربراوي أن تكلفة أطفال الأنابيب يجب ألا تكون مرتفعة عن الحد المتعارف عليه «فأن تصل إلى أربعة آلاف دينار أمر غير مقبول»، مؤكدا في ذات الوقت أن هناك حالات لأزواج يعانون من مشاكل عديدة تتطلب أدوية معينة قد تكون هي سبب ارتفاع التكلفة لكنها يجب أن تبقى في الحد المقبول.
وبين أن نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب عالميا تراوح بين 35- 40 % تبعا لعمر الزوجة والأوضاع الصحية لكلا الزوجين
لا تأمين ...
في فرنسا يحظى الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب بفرصة إجراء عملية أطفال الأنابيب مجانا لأول ثلاث محاولات في حين أن الأزواج الأردنيين المؤمنين صحيا لا تعترف تأمينهم بعمليات أطفال الأنابيب إضافة إلى أن المستشفيات الحكومية التي تجري هذه العمليات لا تخضعها هي أيضا للتامين.
نائب رئيس في شركة إدارة تأمين صحي (مديكسا) فضل حردان أشار إلى أن الأصل في التامين «أن يشمل كل شيء لأنه سلعة مثل أي سلعة أخرى لكن التأمين في الأردن يتعامل مع الحالات المرضية فقط (...) وأطفال الأنابيب لا تندرج تحت هذا المسمى».
وأضاف: أن أقساط التامين التي يدفعها المواطن نظرا لقلة عدد المؤمنين صحيا مقارنة مع الدول الأخرى هي التي تحكم الأمراض التي يشملها التامين فان كان سقف التامين لمواطن خمسة آلاف دينار أي أن الشركة تغطي تكاليف علاجه بهذا المبلغ فقط ويدفع مئة وثمانين دينارا فكيف ستعمل شركات التأمين على تغطية تكاليف أطفال الأنابيب التي تصل إلى 1200 دينارا.
وبين حردان أن شركات التامين في الأردن تعمل بشكل متواضع لان نسبة المؤمنين مقارنة مع عدد السكان لا تزال متواضعة بينما تجربة فرنسا في هذا الأمر تختلف، فهي سلمت التامين للضمان الاجتماعي بحيث ارتفع عدد المؤمنين صحيا إلى ثمانية ملايين مواطن ما يعني أن التامين لا يشمل فقط الحالات المرضية بل يشمل أطفال الأنابيب وعلاج الأمراض النفسية وفترات النقاهة التي يحتاجها بعض المرضى.
وطالب حردان بضرورة توسيع قاعدة التأمين الصحي لينتقل المواطن من الاستفادة من التامين ليس فقط في حالات المرض بل إلى جوانب أوسع من ذلك التي تشمل أطفال الأنابيب وغيرها من الأمور الأخرى التي يشعر المواطن أنها لا تقل أهمية عن المرض الذي تغطيه شركات التامين.
وبين أن عدد المواطنين المؤمنين صحيا في القطاع الخاص 3 ملايين في حين أن هناك 300 ألف مواطن مؤمنين مع شركات التامين و350 ألف مع صناديق التامين الأخرى، وهي أرقام، كما يرى، «لا تزال متواضعة» ما يعني أن خدمات التامين «تبقى هي أيضا متواضعة ولم ترتق إلى المستوى الذي يتمناه المواطن».
ولم يجد الحردان حلا لشمول أطفال الأنابيب بالتامين سوى «توسيع قاعدة التامين ليشمل اكبر عدد ممكن من المواطنين بحيث ترتفع أقساط التامين وفي المقابل تستطيع هذه الشركات أن تنتقل بالمواطن من حالة إلى أخرى ليشعر بالرفاهية بالتامين».
فعدم اعتراف شركات التامين بأطفال الأنابيب تحرم الكثيرين غير المقتدرين ماليا على خوض هذه التجربة و الشعور بمعنى وجود طفل في حياتهم ولعل الواقع الذي يشهده كثير من أطباء أطفال الأنابيب يعكس مدى معاناة الكثيرين الذين انتظروا سنوات طويلة قبل إجراء أطفال الأنابيب بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليفها.
الضمان الاجتماعي ...
وأسوة بتجربة العديد من الدول الأوروبية التي وفرت لمواطنيها إجراء عمليات أطفال الأنابيب مجانا فان مؤسسة الضمان الاجتماعي وتبعا لمصدر، رفض نشر اسمه، تدرس حاليا مشروعاً من خلاله يستلم الضمان الاجتماعي قضية التأمينات الصحية بحيث تتوسع قاعدة التأمين ليشمل جميع المواطنين الأمر الذي ينعكس إيجابا على المواطن وعلى الخدمات التي يتلقاها التي لا تقف عند حدود معالجة الأمراض فقط.
وبينت المصادر انه في حال تحقق هذا المشروع مستقبلا على ارض الواقع فان أطفال الأنابيب سيتم تغطيتها من خلال التامين إضافة إلى جوانب أخرى كالأمراض النفسية ورفاهية المواطن التي يحتاجها في كثير من الأحيان بعد تعرضه لأمراض عديدة.
معاناة
عدم الإنجاب معاناة وألم نفسي كبير يخيم على الكثيرين الذين تخلو بيوتهم من صوت بكاء طفل وابتسامة تبعث الحياة ... فالأطفال نعمة لا تقدر بثمن .. وهم فرح الحياة وأمل آبائهم وأمهاتهم الذين يرون المستقبل من خلالهم ويتحملون مصاعب الحياة لأجلهم فقط.
والإقدام على إجراء عمليات أطفال الأنابيب هي أيضا أمل يعيش عليه الكثيرون لكن في ذات الوقت يحرم منه آخرون لعدم قدرتهم على توفير تكلفة العملية والعلاج في ظل عدم وجود جهة تدعمهم وتساعدهم على تحقيق هذا الأمل..
وأن يخضع أزواج لأربع أو ثماني مرات محاولات لتحقيق أملهم بطفل أمر يستدعي الوقوف أمامه لتوجيه أسئلة لبعض الأطباء الذين يدركون أن أمام هذه الحالات يصعب حدوث حمل ويستمرون بالمحاولات التي لا يعلمون معنى أن يتحمل الزوج والزوجة معاناتها نفسيا وماديا..
وعدم شمول هذه العمليات بالتأمين الصحي الحكومي والخاص هو مسألة تستدعي التوقف مليا عندها، فالأمر، إضافة إلى ارتباطه القوي بآمال وآلام وطموحات الأزواج وتوقهم إلى ما يجعل لحيواتهم معنى، وهو هنا «البنون زينة الحياة الدنيا»، يرتبط كذلك بمسألة البقاء والتناسل التي وجد الزواج ليؤمن استمراريتها.