يوم أمس ولكثرة الإتصالات والاستفسارات التي تلقيتها من داخل الأردن وخارجها من مساهمين في الشركة التي أمثالها كرئيس مجلس أدارة ، وكان يدور فحواها عن تبعات أحكام للشركة صدرت على عدد من المشتكى عليهم ،وينتظرون تنفيذها منذ سنوات كابناء وطن ومساهمين في اقتصادها،
بادرني ابني عمر وكان يرافقني في ذلك الوقت، باستفسار للمرة الثانية كرره لي قائلًا!!!
بابا: أحنا بس يخطئ بحقنا شخص من ويعاقبه!!! فكان ردي القضاء والمحاكم التي نحترمها..
أعاد الاستفسار قائلًا؟؟؟ : طيب بابا أذا وقع القاضي أو من يعمل بالمحكمة بأي خطأ مقصود او غير مقصود من يراقبهم و يحاسبهم !!؟؟..
فكان ردي كلنا بشر يا بني ونقع في الخطأ!! فان وقع أهل القضاء بذلك فقانون الدولة ودستورها وانا وانت وكل مواطن شريف يرفع صوتة بالحق يقوم بذلك ، فلولا نزاهة القضاء وقوته لتحولت الدول الى شريعة غاب يا عمر ..وما هانت الدول ولا ضعفت الا عندما تسلل الضعف إلى اروقة القضاء فيها ...
يا بني : في هذا الوطن العزيز ما زال القضاء مظلتنا الجامعة ودرع الوطن وسياجه المتين وثالث سلطاته التي تحمينا ونحميها جميعا...
يا عمر: عندما نتحدث عن القضاء نتحدث من باب الغيرة والاصلاح والتطوير لا النقد المبهم والتقصير متسلحين ببنود الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك عبدالله، والتي سطرت لنا انموذج في التعامل ما بين المواطن ومراحل القضاء الأردني النزيه الذي يريد ونريد..
يا بني : إن نظرتنا إلى القضاء ترتكز إلى قناعة راسخة بأن العدل هو أساس الحكم، هو الضامن لسيادة القانون على الجميع، وهو الذي يكفل استقرار البلد وازدهاره، ويوفر الحماية الضرورية لكرامة المواطنين وحقوقهم، وصيانة المال العام، والذي تطاولت عليه ايادي الفاسدين ومن صف صفهم..
يا عمر: قالها الفاروق ذات يوم حين كتب إلى أبي موسى حيث قال " أما بعد ، فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ، فافهم إذا أدلى إليك ; فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له ، آس الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك ، حتى لا يطمع شريف في حيفك ، ولا ييأس ضعيف من عدلك ، البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر ، والصلح جائز بين المسلمين ، إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا ، ومن ادعى حقا غائبا أو بينة فاضرب له أمدا ينتهي إليه ، فإن بينه أعطيته بحقه ، وإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية ، فإن ذلك هو أبلغ في العذر وأجلى للعماء ، ولا يمنعنك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق ، فإن الحق قديم لا يبطله شيء ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ، والمسلمون عدول بعضهم على بعض ، إلا مجربا عليه شهادة زور ، أو مجلودا في حد ، أو ظنينا في ولاء أو قرابة ; فإن الله تعالى تولى من العباد السرائر ، وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان ، ثم الفهم الفهم فيما أدلى إليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة ، ثم قايس الأمور عند ذلك واعرف الأمثال ، ثم اعمد فيما ترى إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق ، وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر عند الخصومة ، أو الخصوم ، شك أبو عبيد ; فإن القضاء في مواطن الحق مما يوجب الله به الأجر ، ويحسن به الذكر ، فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزين بما ليس في نفسه شانه الله ، فإن الله تعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصا ، فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته ، والسلام عليك ورحمة الله
حمى الله الأردنّ العزيز ، وأمنه واستقراره وسلطاته ، وأنعم على قيادته وأبنائه بالسكينة والخير،
المهندس مدحت الخطيب كاتب ونقابي اردني..
Medhat_505@yahoo.com