أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن

حرية قص الألسن!

15-02-2010 12:20 AM

لم أرَ جلالة الملك غاضبا، كما كان في ذلك اليوم قبل أكثر من عام. التقينا جلالته صباحا، بعد أن كان في زيارة إلى لندن سمع في أثنائها عن حبس رئيس تحرير صحيفة أسبوعية. يومها طلب الملك ألا يحبس أي صحافي على رأي، وأرفق ذلك باتخاذه إجراءات طاولت السلطة القضائية. يومها وقفت على الغضب النبيل للملك الذي كان متأثرا لأن صحافيا يسجن في مملكته لأنه عبّر عن فكرة، أو أساء تقدير موقف، أو تهجم، أو انتقد، أو اتهم، أو أرغى، أو أزبد.

الملك قالها بعبارة لا لبس فيها ولا تأويل: لا أريد أن أرى بعد اليوم صحافيا يحبس بسبب آرائه.

..ظل ذلك اللقاء المشبع بالدلالات يلحّ على ذاكرتي كلما رأيت الأيام تتقدم، وقضبان سجن الجويدة تتآلف مع جسديْ الزميلين موفق محادين وسفيان التل اللذين صودرت حريتهما لأنهما عبّرا عن رأيهما، الذي أختلفُ معه ومع حدته ومنظوره المتطرف.

لا يليق ببلدنا أن يَسجن ناشطا لأنه قدم رؤيته الصادمة والمعاكسة لأشواق المجتمع، أو لأنه شكك في قدرات الأجهزة الأمنية، أو خدش كرامة الجيش أو أساء إلى تاريخه، على الرغم من أن من يرتكب هذه الأفعال يضع نفسه على الطرف النقيض من آمال شعبه ووجدان مواطني بلده. ورغم ذلك لا يتعين أن نهدد، بعد أن زججنا بالتل ومحادين في السجن، بقطع لسانيهما، لأننا، إذ نفكر في فعل ذلك، ننحدر إلى مزالق تهدد منجزنا الإنساني، ومسيرتنا المتسامحة التي قاد ركبَها الهاشميون في الأردن والذين لم يعرف عنهم أنهم أعدموا سياسيا، حتى لو كان انقلابيا، بل إن بعض هؤلاء الانقلابيين أضحوا وزراء ومسؤولين يقطر الوعيد والتهديد من أفواههم الملأى بالرغاء.

وبي حاجة ماسة للتذكير بعبارة فولتير، أحد أبرز مفكري عصر التنوير الأوروبي: "قد أختلف معـك بالرأي، ولكنني أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعـبير عـن رأيك"، فهذه العبارة كثفت رؤى الإصلاح التي نقلت أوروبا من كهوف الظلام إلى عصور الأنوار والمدنية.

 أدركُ أن من أقاموا الدعوى على محادين والتل، صدروا عن وجع وألم وخدْش في الكرامة الوطنية، لكنني أدرك أن بقاء هذين الناشطين قابعيْن وراء القضبان الباردة أشد وجعا على الأردن وعلى أهله الذين لطالما تسامحوا مع إساءات أشد وطأة، وغفروا، وتركوا للنسيان أن يبرئ الأثلام والجروح.

ليقدم محادين والتل إلى المحاكمة، وليأخذ القضاء العادل النزيه مجراه، وليكن الفيصل قبة قصر العدل الذي شعاره المساواة والنزاهة. أما أن نقص ألسن المختلفين ونهدد بسمل عيونهم، فذلك ما لا نسمح به، ولسوف نبقى ندافع عن قيم حرية الرأي والتعبير التي سقفها السماء، حتى نكون جديرين بالإصلاح الذي وعدنا به جلالة الملك، عميد البيت الذي ضم تحت جناحيه المعارضة والموالاة، وحلق بهما في فضاء العزة والتسامح.

m.barhouma@alghad.jo

موسى برهومة





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع