م اكثم الصرايرة
عالمكافحة حول حول.... وعالنتيجة دور
هذه هي المعادلة وهذه هي المنظومة المتبعة في مكافحة الفساد في الأردن، منظومة تتشكل من طرفين لا ثالث لهما، طرف أول ممثل بهيئة مكافحة الفساد والتي لا يتطابق أدائها ولا تقترب بإسمها أبداً من أفعالها، وطرف ثاني تمثله حكومة لا تجيد غير فن إضاعة الوقت و الالتفاف على مطالب الشعب وقتل طموحه و تهوى صناعة الأزمات و قضاء وقتها بالحديث عن انجازات وهمية خيالية لم يرى منها الشعب شيئاً ولم يشعر بها، فكل ما تحقق للآن من انجازات بسيطة تحسب للحراك الشعبي الذي استخلصها بشق الأنفس و استجابت الحكومة له مرغمة لا مخيرة.معادلة أردنية مبتكرة تستحق عليها الحكومة والهيئة جائزة الدولة التشجيعية تقديراً لهم على هذا الاختراع الذي وفر ويوفر الحماية والملاذ الآمن والبراءة المشرفة لكل من أراد النجاة من العقاب والحساب ودفع الثمن ممن طالب الشعب ويطالب بمحاسبتهم ومعاقبتهم جزاا ما أقترفوه بحق الوطن والشعب من فساد إداري و فساد مالي كلف الوطن مديونية ضخمة سيتحمل أحفاد أحفادنا تبعاتها، ونجحت هذه المعادلة و للأسف حتى الآن في نجاتهم .معادلة تعتمد في صلبها على تحويل عشرات قضايا الفساد خلال فترات منتقاة بدقة اعتماداً على حالة الشارع و مزاجه بهدف التخفيف من حدة الإحتقان وبهدف تنفيس الشارع المطالب بالحساب والعقاب واسترداد المقدرات والأموال سعياً منهم إلى إداخله في دوامة الانتظار و الأمل بدنو الانفراج ولكن دون أي نتائج ملموسة على أرض الواقع ودون وجود أي بشائر بتحقيق المراد.أشهر مرت و الشعب المتلهف جالس في غرفة الانتظار يمني النفس بخروج ولو قرار واحد من الأدراج أو كتابة نهاية فصل أو جزء واحد من هذا المسلسل سيئ الإخراج، هذا المسلسل الممل الخالي من أي نهايات سعيدة ومن أي تطورات تعيد للمشاهد الأردني ولو جزء من ثقته في تحسن هذا الأداء الهزلي الذي لم يعد يقنع في رتابته وسخريته وعدم جديته حتى الأطفال الصغار و لم يعد أبداً مقبولاً ولو كمسرحية كوميدية تستحق عناء المتابعة من قبل شعب مل من طول الضحك على نفسه من كثرة الاستغفال إلى متى يا مكافحة الفساد ويا حكومة الإصلاح هذا الاستغفال؟إلى متى تظنون أنفسكم قادرين على التمثيل والاستخفاف بعقول الأردنيين الذين صدقاً ملوا منكم ومن الاستغفال؟سنة !سنتين!!إلى أين تظنون بأنكم ستصلون بهذا الأداء ؟نهاية خدمة كل منكم في موقعه!تفويت الفرصة على الأصلاح!أم أنكم تراهنون على عامل النسيان؟أم أنكم تراهنون على عودة المطالب إلى الوراء والشعب إلى السبات؟و من هنا سأقول لكم بأنكم ستفشلوا و لن تنجحوا إذا كانت هذه هي كل أمنياتكم وأقصى أحلامكم فقد فشل كل من سار على هذا الدرب من قبلكم و من حولكم و لكن ابدا لا تتعظون و لا تتعلمون .