لربما أن يكون العنوان المتسائل أعلاه عن وجود فساد أخلاقي في مؤسساتنا الحكومية والخاصة هو عنوانا جديدا أو مصطنعا نوعا ما، لكن بالتأكيد هنالك حالات فساد جديدة على عكس ما اكتشف في الآونة الأخيرة من قضايا فساد، لعل استحداث دائرة مكافحة الفساد دون أن يكون لها أية أعمال اكتشاف ليس هذا الهدف من إنشاؤها فالمطلوب القيام بحملات تكشف الفاسدين والمفسدين في بقاع الوطن وتجردهم من أماكنهم لنستطيع النهوض بالوطن الذي يستحق منّا العمل من أجله ليلا ونهارا.
إنّ ما حصل من قضايا فساد في السنوات الأخيرة ما هو إلاّ إشارة بأنّ الفساد موجود وبأعداد كبيرة، لكن من يستطيع أن يقوم باكتشاف تلك القضايا؟ واكتشاف آخر قضيتين تعتبران الأفسد نوعا على مستوى قضايا الفساد العالمية، والدليل الكافي لوجود الفساد أولا قضية الفساد المالي التي أصابت وزارة الزراعة وثانيا الفساد الإداري الذي وقع في وزارة التربية والتعليم ليلحق الضرر الأكبر على فئات المجتمع.
(corruption) الفساد
باعتباره مشكلة عالمية وليست محلية فحسب أثارت سخط الرأي العام والأوساط الشعبية والنخبوية واهتمام الكثير من الباحثين والمهتمين وذلك بعد ان خرجوا تلك المهتمين والباحثين لوضع إطار يعمل على تطويق المشكلة ومعالجتها بالأساليب المتاحة والممكنة.
إنّ مشكلتي الفساد المالي والإداري اللتان تصيبان بعض الأجزاء من جسم الدولة ما هو إلا امتداد لمشكلة فساد ثالثة ناتجة عن اتحاد الفساد المالي والإداري والخروج بقضية أكثر مأساة من سابقتيها وهي \"الفساد الأخلاقي\" حيث إنّ الفساد الأخلاقي موجود بالشكل الكبير وبعد أن كان سرا أصبح جهرا .
لاعتبارات كثيرة تبقى مشكلة \"الفساد الأخلاقي\" طي الكتمان ولا احد يستطيع الخوض في غمار هذه الآفة خوفا من مسئوليه أو خوفا ممن اكتشفهم أثناء مراجعتهم بمكاتبهم ومشاهدته أمام مرآى أمّ عينيه الذي يحصل وكأن شيء لم يحصل.
ففي الجامعات حدث ولا حرج عن قضايا الفساد الأخلاقي ففي الجامعة قد تجد في كل عام قضية فساد مالي في إحالة عطاء أو عطائين لا أكثر وبالنسبة للفساد الإداري قد تجد بعض الدوائر المترهلة في عملها وهذا ناتج عن مشكلتي الواسطة والمحسوبية اللتان تتحكمان في وضع الموظف في وظيفته وهو غير كفؤ فالحاصل هو خراب المؤسسة أو الدائرة إداريا.
لكن ما هي نسبة قضايا الفساد الأخلاقي في الجامعات؟ وما هي نسبة الفساد الأخلاقي في المؤسسات الحكومية والخاصة غير التعليمية؟ ففي الجامعات هنالك الكثيرات من رواد مكاتب أعضاء الهيئة التدريسية والإداريون فأي علم يبحث يوميا ولساعات طويلة يتبعه نظرات وحشية وعند المراجعة للمستشفيات كم هي نسبة الفساد الأخلاقي التي تنتج عن ممارسات من قبل بعض الأطباء سواء مع مراجعيهم أو مرضاهم أو زميلاتهم في المهنة لقد بلغت نسبة الفساد الأخلاقي في الصروح العلاجية أكثر من قضايا الأخطاء الطبية التي أرهقتنا وما زالت تسيء لسمعة الطب الأردني.
لماذا الانحطاط الأخلاقي في أمّة رسالتها الأخلاق؟
معا للمطالبة بهيئة مكافحة الفساد الأخلاقي؟
rezegrak@yahoo.com