زاد الاردن الاخباري -
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين لم تكشف هويتهم، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يواصل عمله المعتاد حتى، الخميس، رغم إعلان رئيس الوزراء إقالته.
وبحسب ثلاثة مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأجل الحديث بحرية، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت يواصل عمله المعتاد مثل الموافقة على المهام العسكرية والاجتماع مع وكالة المخابرات وتفتيش وحدة الكلاب العسكرية وتحية وزير أذربيجاني زائر، علاوة على إجراء تحديث أمني، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو وقادة عسكريين آخرين.
على الرغم من أن الحكومة أعلنت إقالته في بيان من سطر واحد، الأحد، إلا أن نتانياهو لم يرسل إليه خطابا رسميا يؤكد رحيله، بحسب ما قالت وزارة الدفاع.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء، بعد ظهر الخميس، إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن مستقبل غالانت وامتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.
ويواجه نتانياهو معضلة وضعها لنفسه: إذا مضى قدما في إقالة غالانت، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الاضطرابات في الشوارع وبين صفوف الجيش، وإذا سمح لوزير الدفاع بالبقاء، فقد يتسبب ذلك في صدام داخل ائتلافه الحاكم.
وكان نتانياهو، أقال وزير الدفاع، يوآف غالانت، وهو أحد حلفائه في الائتلاف الحاكم بعدما طالب الأخير، مساء السبت، بتجميدٍ لمدة شهر لآلية تعديل النظام القضائي الذي تسعى إليه الحكومة.
وبعد إعلان الإقالة، توجه آلاف المتظاهرين، حسب الشرطة، إلى شارع كابلان وسط تل أبيب، مركز الاحتجاجات التي تحدث كل أسبوع منذ أن قدمت الحكومة في يناير مشروع قانون الإصلاح الذي يُقسّم البلاد.
ولا يزال نتانياهو يتمتع بأغلبية في البرلمان حتى لو مضى قدما في إقالة وزير الدفاع، لكن محللين يقولون إن رئيس الورزاء يشعر بالقلق من تأكيد الإقالة؛ لأنه قد يزعج القادة العسكريين ويخاطر بموجة أخرى من الاضطرابات ويزيد من قلق إدارة بايدن على اعتبار أن وزير الدفاع يعد جهة اتصال رئيسية.
وقال نمرود نوفيك، وهو مسؤول إسرائيلي كبير سابق ومحلل في منتدى السياسة الإسرائيلية، "من الواضح أن هناك تأثير على الأمن القوي عندما تصبح القيادة الكاملة لجيش الدفاع الإسرائيلي في الظلام بالنسبة لوضع الرجل المسؤول عليه".
وجاء غالانت البالغ من العمر 64 عاما في منصبه قبل 3 أشهر متفوقا على المرشح الآخر، بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل حقيبة المالية حاليا.
وبعكس سموتريتش، المستوطن اليميني بالضفة الغربية، فإن غالانت هو جنرال وقائد بحري سابق وكان تعيينه خفف من مخاوف واشنطن من أن نتانياهو قد يعين شخص من اليمين المتطرف للإشراف الجيش الذي يعمل بشكل وثيق مع نظيره الأميركي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وكان غالانت قال في تصريحاته إن الإصلاح القضائي يشكل تهديدا للأمن القومي في أعقاب رفض أعداد كبيرة من جنود الاحتياط الالتحاق بالخدمة احتجاجا على الإجراءات، مما يهدد القدرات العسكرية الإسرائيلية.
وتسبب قرار نتانياهو في إقالته عن القلق بين القادة العسكريين وعامة الناس؛ لأنه كان يُنظر إليه على أنه مدفوع باعتبارات سياسية وليس أمنية.
وقد يؤدي إضفاء الطابع الرسمي على إقالة غالانت في إسرائيل إلى الاصطدام مع الولايات المتحدة التي دعت إسرائيل إلى "تسوية" بشأن مسألة الإصلاح القضائي.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، في بيان، الأحد، "نشعر بقلق عميق إزاء أحداث اليوم في إسرائيل والتي تؤكد مجددا الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية".
وأضافت "القيم الديمقراطية كانت دائما، ويجب أن تظل، سمة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وترسل واشنطن إلى إسرائيل أكثر من 3 مليارات دولار كمساعدات عسكرية كل عام، وغالبا ما تنظم تدريبات مشتركة مع الجيش الإسرائيلي.
قال دانيال ب. شابيرو، السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل والزميل بالمجلس الأطلسي، "يوم الأحد الماضي، أوضح غالانت قلقا رئيسيا تشاركه إدارة بايدن - وهو أن التدخل في هذا الإصلاح القضائي يمثل خطرا جسيما على الاستعداد العسكري الإسرائيلي والأمن القومي".
وأضاف أن إدارة بايدن "ربما تعتقد أن وجوده (غالانت) يمكن أن يستمر في تقييد التشريع".