زاد الاردن الاخباري -
دعا المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية إلى تطبيق إجراءات ضبط العدوى بدقة في المستشفيات ورفع الوعي لدى الكوادر الصحية العاملة فيها باعتبارهما من أفضل السبل لحماية المرضى من العدوى والتأكيد على أهمية الالتزام بالسياسات والبروتوكولات المتبعة في مكافحة مقاومة المضادات.
كما أوصى المركز بإدراج فطر «كانديدا أوريس» ضمن أنظمة الرصد الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، وخاصة في المستشفيات، حيث انه غير مدرج عليها، ولم يُبلّغ عن أي حادثة عدوى بسببه في المملكة، وبناء على ذلك فإنه من المتوقع أن تكون خطورة انتشار العدوى منخفضة حتى الآن.
وأكد المركز على مهام ومسؤوليات المعنيين من ضباط ارتباط ضبط العدوى، فيما يخص الوقاية من العدوى داخل المستشفيات والمؤسسات الصحية، إضافة إلى تكثيف إجراء الدورات التدريبية والتثقيفية للكوادر الصحية حول برامج رصد العدوى المكتسبة في المستشفيات، وطرق كسر حلقة العدوى بالإضافة الى تعريف الحالة وطرق اكتشافها والتبليغ عنها. وأوضح أن العدوى بالفطريات التي تُسّمى بـ«كانديدا أوريس» (Candida Auris)، والتي تم انتشارها في المرافق الصحية بالولايات المتحدة الأميركية مؤخرا، وتداولتها العديد من وسائل الإعلام العالمية، لا تشكّل خطورة على المجتمع والصحة العامة، وإنما قد تشكّل خطورة على المرضى ذوي الاختطار الصحي العالي من الأشخاص المقيمين لفترة طويلة داخل المستشفيات ويحتاجون لإجراء بعض التدخلات الطبية مثل استخدام أجهزة التنفس والقسطرة الوريدية المركزية والقسطرة البولية.
وكان عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم في الولايات المتحدة ب"كانديدا أوريس» ارتفع مؤخرا، بمعدل ينذر بالخطر، منذ أن تم الإبلاغ عنها لأول مرة في الولايات المتحدة عام 2016 من خلال نظام الإنذار المعمول به في المستشفيات.
وأشار المركز إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من الإصابة بهذه العدوى من قبل الجهات المعنية؛ بسبب ارتفاع الوفاة في حالة العدوى بنسبة 30- 60 بالمئة من المرضى المصابين، كما أنه من الصعب تشخيص الميكروب. وفيما يتعلق باحتمالية أن يصاب شخص ما بالعدوى بكانديدا أوريس إذا سافر إلى بلاد ينتشر فيها المرض، لفت المركز إلى أنه من غير المحتمل أن يؤدي السفر الروتيني إلى هذه البلدان الإصابة بالعدوى؛ حيث أن العدوى تتم بين المرضى ذوي الاختطار العالي الذين يتلقون العلاج في المستشفيات لفترة طويلة.
ويتابع المركز باستمرار الوضع الوبائي المحلي والإقليمي والعالمي وأية مستجدات، ومن ضمنها ما انتشر مؤخرا عن هذا النوع من الفطريات، حيث صنفت منظمة الصحة العالمية بأن مسببات الأمراض الفطرية تشكّل تهديدا كبيرا للصحة العامة بسبب أنها أصبحت شائعة بشكل متزايد ومقاومة للعلاج وخاصة بين الفئات ذات الاختطار العالمي.
ويعدّ فطر «كانديدا أوريس» الذي اكتشف قبل 10 سنوات فقط، أحد الميكروبات الخطرة التي تنتشر داخل المستشفيات على مستوى العالم من خلال ملامسة الأسطح أو المعدات البيئية الملوثة، أو من شخص مصاب إلى آخر أو عن طريق الأيدي الملوثة.
وقد تفشّى هذا النوع من الميكروبات في مناطق متعددة من العالم، وتشير أبحاث أجريت حديثا إلى أن التغيّرات المناخية قد تكون وراء الزيادة في الانتشار، وقد اكتسبت الاسم أوريس من الكلمة اللاتينية وتعني الأُذن. وطالبت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بضرورة وجود فهم أفضل لهذا الميكروب «كانديدا أوريس»؛ لتقليل المخاطر وتحديد الأشخاص ذوي الاختطار العالي، والاجراءات الضرورية للحدّ من الانتشار.
و «كانديدا أوريس» هو نوع من الفطريات الميكروبية التي تنتقل من خلال العدوى بين البشر وقد اكتشف ذلك الفطر لأول مرة في القناة الأذنية لمريض ياباني في مستشفى طوكيو لرعاية المسنين في عام 2009.
وفي أغلب الأحيان تعيش فطريات «كانديدا أوريس» على الجلد دون أن تسبب أية أعراض مرضية، لكن بإمكانها أن تسبب مرضا عند انخفاض المناعة أو عند دخول الميكروب إلى الدورة الدموية أو الرئتين داخل الجسم والتي قد تشكل خطورة على حياة الإنسان بسبب مقاومة الميكروب للأدوية المضادة للفطريات.
هذا وانتشر فطر كانديدا أوريس بمعدل ينذر بالخطر في مرافق الرعاية الصحية بالولايات المتحدة في 2020، وقد ارتفع عدد الحالات السريرية إلى ثلاثة أضعاف ووصل إلى 1471 حالة في عام 2021، وتشكّل العدوى بكانديدا أوريس تهديدًا بسبب مقاومتها لمضادات الميكروبات؛ ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات.