زاد الاردن الاخباري -
تحولت مساحات زراعية شاسعة تقدر بحوالي (1500) دونم في منطقة وادي النخيلة الواقعة بين منطقة اللجون وسد الموجب بالكرك باتجاه شمال غرب لواء القطرانة بورا، وجفت الأشجار المزروعة فيها بعد أن كانت أراض معطاءه تجود بمختلف أنواع المحاصيل الزراعية الخضرية والشجرية ويعتاش من خيراتها عشرات الأسر التي تشكل الزراعة مصدر دخلهم الوحيد.
ودفع جفاف المياه التي كانت تنساب بكميات وفيرة بمجرى وادي نخيلة المزارعين إلى هجر اراضيهم وتركها دون فلاحة منذ قرابة (10) سنوات بعد أن اسهمت عوامل بشرية وأخرى طبيعية متصلة بالتغيرات المناخية وما رافقها خلال الأعوام الماضية من شح كبير في كميات الامطار في نضوب مياه الوادي بحسب مزارعين.
«لا حياة بدون ماء» قال عطالله بني عطية الذي تحدث باسم المزارعين شارحا معاناتهم في منطقة الوادي التي اصبحت الأراضي المحيطة به جراء بعد أنه تركها اصحابها لندرة مياه الري: «كنا نفلح اراضينا التي نمتلكها بموجب سندات تسجيل رسمية من دائرة الأراضي والمساحة منذ عشرات السنين حيث تشكل الزراعة المهنة الرئيسية التي نعتاش من مردودها المادي ونعيل اسرنا في مواجهة ظروف المعيشة الصعبة، لكن منذ سنوات بدأت فصول معاناتنا مع شح مياه الري بعد ان اخذت مناسيب مياه الوادي بالتراجع من عام إلى آخر إلى أن وصلت إلى الجفاف التام».
وتابع بنى عطية قائلا: «تسبب وجود العديد من الابار الارتوازية التابعة لوزارة المياه والري والمخصصة لمياه الشرب على رأس منطقة الوادي في حرمانه من جريان المياه فيه حيث تذهب المياه للشحن الجوفي للابار بمنطقتي اللجون والغوير، فيما يذهب جزء آخر من المياه التي كانت تنساب عبر الوادي باتجاه سد الموجب حيث يعد وادي نخيلة ووادي السلايطة من الأودية الرئيسة المغذية للسد الذي تعرضت مياهه للنضوب في العامين الماضيين لشح مياه الأمطار وتوالي مواسم الجفاف.
وبين بني عطية انه تقرر قبل نحو (6) سنوات وبعد مطالبات عديدة بانشاء سد في باسم «سد نخيلة » في المنطقة الواقعة أعلى سد الموجب لتخزين كميات من المياه الجارية ضمن الوادي لإحياء المنطقة ومساعدة المزارعين على إعادة زراعة اراضيهم، موضحا أن اختيار موقع السد جاء بتوافق بين المزارعين ووزارة المياه ممثلة بادارة السدود ومنذ ذلك التاريخ ونحن نعيش على أمل انشاء السد في موقعه المتوافق عليها حال تأمين التمويل المالي المطلوب، لكن المفاجأة الصادمة كما قال عندما تم اعلامنا موخرا بقرار الوزارة بتغير موقع السد المزمع اقامته ليكون في أسفل سد الموجب بدلا من أعلى منطقة السد.
واعتبر أن تغيير موقع السد تبديد لحلم طال انتظاره واخلال بوعود قطعت لحل مشكلتنا بايجاد حلول لنقص مياه الري وتوفير الظروف الملائمة لدعم المزارعين وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في التنمية الوطنية، مطالبا الوزارة بالتراجع عن قرارها الاخير وتحسس اوجاع المزارعين واعانتهم بكافة السبل والامكانات المتاحة.
من جانبه قال ممثل لواء القطرانة في مجلس المحافظة الدكتور نايف بني عطية إن التوسع بإقامة السدود ومشاريع الحصاد المائي تعد من المطالب الملحة للواء للتغلب على مشكلة شح مياه الري ولخدمة القطاع الزراعي بشقية النباتي والحيواني، مشيرا إلى أن المطالبة باقامة سد النخيلة وسد الطرفاويات/ قصور بشير مضى عليها عدة سنوات دون أن تنفذ وتم بحثها قبل نحو شهرين مع وزير المياه خلال لقاء معه في مكتبة بحضور ممثلين عن أبناء المنطقة والنائب الدكتور توفيق المراعية ممثل البادية الجنوبية بمجلس النواب.
وزير المياة والري المهندس محمد النجار رد على مطالب المواطنين بكتاب رسمي وجهه إلى النائب المراعية بناء على الإجتماع الذي عقد معه، حيث أوضح أنه تم إعادة النظر بموقع سد وادي النخيلة وذلك نتيجة لسنوات الجفاف الماضية التي مرت على سد الموجب، مبينا أن الهدف الأساسي من إقامة السد المشار إليه تخزين مياه الفيضانات أعلى سد الموجب، فيما يتم حاليا دراسة لإقامه السد أسفل الموجب والوالة بهدف تخزين مياة الفيضانات التي تزيد عن طاقة السدين.
اما بخصوص المطالبة بانشاء سد مائي في لواء القطرانة، يبين الوزير في رده انه تم الإنتهاء من الدراسات الأولية لسد الطرفاويات في سنة 2018 حيث خلصت الدراسة إلى تنفيذ سد بارتفاع (12)م وبسعة (150) الف م3، ولم يتم تنفيذه لغاية الأن لعدم وجود التمويل و في حال توفر التمويل اللازم ستشرع الوزارة بتنفيذه مع مراعاة عدم تاثيرة على كميات المياه المخزنة في سد الموجب، فيما تم في العام 2018 تنفيذ سد انطار بسعة (50) الف م3 وهو ضمن حدود الحوض المائي لسد وادي الموجب.