حين قرأت تصريح دولة الرئيس سمير الرفاعي والذي قال فيه ان الاردن يستحق منا بعض التضحية , استشطت حماسا واندفاعا, واندفع الادرينالين الى اعلى مستوياته, لم استطع تمالك نفسي فخرجت الى الشارع فورا مناديا لعيونك يا سمير لبيك يا سمير.
توقفت لبرهة قليلا افكر بماذا اضحي حتى يرضى سمير؟ نعم لا يوجد غيرها , ذبيحة خروف او جدي سمار او بياض المهم ان اضحي , فذهبت الى اللحام وسالته هل يوجد ذبائح , بطرف عينه اشار نعم , كم الكيلو يا معلم؟ اجاب بإصبعيه علامة النصر فقلت والله انه سيضحي معي , ولكنه استدرك الموقف وقال احدى عشر دينار صافي, لم افكر لحظة ولم اعر انتباها حتى الى الروماني او البلغاري فلو كان بنصف السعر سيكون الموضوع معقدا.
عدت من فوري الى تصريح دولة الرئيس , نعم لم ينص التصريح قطعيا على اللحمة وركز في التصريح على قليلا من التضحية, اذا ما به الدجاج ابيض وريشه ناعم, الى محل الدجاج فورا , نظرت الى كل فريق العمل من الدجاج , شعرت بنظرة غريبة من الدجاج تشبه نظرة اللحام تلك, لا يهم كم الكيلو يا معلم , حقيقة لم يشر باصبعيه هذه المرة ولكن باصبع واحد اشارالى اللوحة اما المحل, لوحة كرتونية بيضاء عليها اشارة خطر الموت الكيلو دينارين.
وقفت في الشارع مفكرا محتارا, حتى سألني احد المارة من الجيران كبار السن , ما بك؟ فقلت له الموضوع , ضحك ضحكة صفراوية( نص ضحكة ) وقال بسيطة الحل عندي, يوجد ديك جارنا ابوزياد ضحي به وهو على كل حال ديك كبير قديم سيموت لوحده عاجلا ام اجلا.
نعم فعلا الختيار جاب الحل, الى الديك الفصيح , بطريقة او باخرى تمكنت منه ومسحت عليه كدت ان انسى ذكر الله عليه عند ذبحه واكتفي بـ.. لعيونك يا سمير , واضحى الديك اضحية, وسال دمه يروي التراب .
في غمرة الفرحة والشعور بالرضا , فاجأني ابوزياد صاحب الديك , بيده قنوة قديمة , وهو يصيح ذبحت الديك يا ملعون والله لخليك تدفع حقه مضاعف وتندم على الساعة الي مديت ايدك عليه, قلت له ابوزياد هذا رأي الختيار , قال : الختيار من زمان نفسه يخلص من الديك لانه بيزعجه الصبح يا ملعون. قلت له ابوزياد هذا انا ذبحته اضحية من اجل الاردن ومن اجل عيون سمير , رد ابوزياد بقوة وهو يصرخ :.....................
اترك لكم تصور رد ابوزياد.
بعد ساعة شرطي بأخذني الى المركز الامني , ابوزياد مشتكي , ابوزياد يدعي ان الديك هو الذي يصرف عليه وعلى اولاده, وهو مصدر رزقه الوحيد, ساسجن وسأذهب الى سجن الجويدة , والمصيبة ان يضعوني مع التل ومحادين, ما الحل يا رئيس المركز؟ قال ارضيه واعطيه حقه , من عيوني ومن اجل عيونك يا سمير,
كم تريد ابوزياد, لم يفكر كثيرا وذكر المبلغ ورمى يمين الطلاق لن ينقص منه تعريفة واحدة, حسبت المبلغ بدل الديك و وجدت انني لو اشتريت الجدي الي حقه احدى عشر دينارا لكان اوفر لي, ماذا افعل , استدنت من احد المعارف الموجودون في المركز الامني ودفعت ثمن الديك.
وخرجت من المركز الامني و ابوزياد يعد بالفلوس وهو مبتسم فرحان, حينها لم اتمالك نفسي وقلت بصوت عالي لعيونك يا سمير لبيك يا سمير ولكنني في واقع حالي قلت في نفسي:...........................................
تماما كما قال ابوزياد حين ذبحت ديكه
حازم عواد المجالي