زاد الاردن الاخباري -
عبدو العربجي وعاصي الزند.. شخصيتان في مسلسلين ينافسان ضمن موسم دراما رمضان 2023، تمكنا من احتلال مكانة خاصة لدى المشاهدين على مدار الشهر، رغم أن الممثل السوري باسم ياخور يؤدي دور قاتل ومواطنه تيم حسن يلعب دور قاطع طريق لكن بأخلاق "روبن هود الفقراء".
هذا العام، قدمت الدراما السورية شخصيتين ذكوريتين من خلال مسلبسلي "العربجي" و"الزند" . أما القاسم المشترك بين عبدو العربجي وعاصي الزند هو القوة والبطش، والكثير من الملامح القاسية لمواجهة حياة الظلم والقهر، الأمر الذي جذب المشاهد العربي، وجعله يتناسى خلفية البطل الإجرامية ويتعاطف معه من منطلق دفاعه عن المظلوم، وتحصيل حقوق الناس، ولو كان في الأصل قاتلاً أو قاطع طريق.
ورغم الجماهيرية الواسعة لهذين المسلسلين وتصدرهما الترند لعدة أيام على تويتر، غير أن للنقاد رأي آخر مثل عبد الرحمن الدندشي الذي اشتهر من خلال قناته على يوتيوب بفيديوهاته الذي ينتقد فيها الدراما السورية بشكلٍ خاصّ بطريقة ساخرة.
واعتبر في قناته على يوتيوب أن شخصية "عبدو الوحش" (العربجي)، تعد غزواً للفكر الاجتماعي والإنساني، بتنميط صورة البطل، ولو كان مجرماً، إضافة التشويه الحاد لملامح البيئة الشامية، وتكريس العقلية الذكورية التي يعتمد فيها الرجل على قوة عضلاته لاستعادة حقوقه المهدورة.
المسلسل الذي كتبه "عثمان جحا ومؤيد النابلسي"، وأخرجه سيف الدين سبيعي، وصفه الدندشي بأنه يشرّع بشكل مبطن إباحة القتل والانتقام عند التعرض للخيانة أو الغدر، وهو ما برعت به بطلة المسلسل "بدور" (ديما قندلفت) في دور الداية اللعوب. مثل مشهد هجوم "عبدو العربجي" على "بدور" والبقاء في منزلها من أجل "فضحها" وتلويث سمعتها، انتقاماً لشهادتها كداية زوراً بحق ابنته بادعاء أنها ليست عذراء، وذلك في الحلقة السابعة من المسلسل.
وأثار هذا المشهد جدلاً كبيراً بين المعلقين بين من اعتبر تصرف العربجي "شهامة" فيما وصف آخرون بأنه "غباء" ولا يمت تصررفه للرجولة بصلة بل تطبق شريعة التي تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة.
بعض معجبي المسلسل لم يستوقفهم منطق العنف في الأحداث، بل جذبتهم "الفتونة" والجبروت، وتحصيل الحقوق ولو كان من خلال الإجرام، فأشاد البعض ببراعة وأداء باسم ياخور، واعتبره عودة قوية جداً لنجم قادر على أن يحمل مسلسلاً بأكمله.
ومنهم من أثنى على العمل ككل معتبرين بأنه من أكثر الأعمال تميزاً وسط الأعمال المتنافسة ضمن دراما رمضان 2023. فيما اعتبر آخرون أنهم اشتاقوا لمتابعة عمل تلفزيوني يجمع نجوماً بقوة باسم، سلوم حداد، نادين خوري، ديما قندلفت وسواهم، يجبرون المتابع على التمسمر أمام الشاشة.
وآخرون أشادوا بالأداء الرائع للممثل السوري سلوم حداد، وقارنوه بادائه في مسلسل "خاتون" الذي عرض عام 2016، معتبرين بأنه لا يزال على نفس مستوى الإبداع والتميز. وامتدت الإشادة بين المشاهدين لتشمل أيضاً أداء الممثلين الشباب، الذين حازوا مساحة لافتة في العمل، وتلقوا تنوهاً من المتابعين.
تيم حسن في "الزند"
منذ أولى حلقاته، لا يزال مسلسل "الزند - ذئب العاصي" موجة واسعة من الاستقطاب الجماهيري، بلغت حد التماهي بكلام البطل، ولو كان بذيئاً، أو حتى تبديل قصات الشعر والشوارب، ولو كان هذا البطل خارجاً على القانون، وهارباً من الخدمة العسكرية ليواجه الحاكم.
هذا الأمر لم يرق للكثير من المتابعين حتى شبهه متهكماً بالنجم العالمي "ليوناردو ديكابريو" في أحد أدواره، معتبرين أن تيم حسن بمسلسله الجديد، يكرّس موضوع المجرم وقاطع الطريق، ما يستتبع ذلك من رفع منسوب الانحدار الأخلاقي، في سبيل هدف سامٍ وهو إنقاذ الفلاحين من سطوة الباشا الجبار والظالم.
كما انتقدوا اللجوء إلى تعويد المشاهد العربي على طبيعة أن يكون البطل والمنقذ للبشرية مجرماً وقاطع طريق، وخارجاً على القانون، تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة.
للجمهور رأي آخر
متابعو المسلسل كان أغلبهم مستمتعاً بالصورة والنص وفقاً لما جاء في الكثير من التغريدات تحت هاشتاق باسم المسلسل على تويتر، حيث كانت التعليقات تثني على إبداع تيم حسن في تجسيد دوره في المسلسل، فيما أشاد البعض برومانسية "قاطع الطريق"، ونوّهوا ببراعة تنقل تعابير وجهه بين الجبروت والقوة والقسوة، وبين الحب والإنسانية وحتى كوميديا الموقف الساخرة التي يتحلى بها البطل.