تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي مع رسالة مؤثرة لشاب سوداني وجهها إلى أخويه اللذين يقفان على جبهتين مختلفتين في الحرب الطاحنة التي يشهدها السودان..
ووجد الأخ الأوسط نفسه حائرا مما يحدث ، فنشر رسالته والتي جسّدت حجم التمزق والألم ليس فقط بين أبناء الوطن الواحد، بل بين أبناء العائلة الواحدة ، لا بل بين الإخوان ..
وكتب:-
إلي شقيقي (مصعب جالي) بالقوات المسلحة ، ليلة البارحة رزق الله شقيقنا الأصغر بقوات الدعم السريع يعقوب جالي) بولد وحتى الآن لا يعلم بذلك....
فإذا وقع أسير في يدك أو وقعت أسير في يده فأخبره بهذا الخبر..
أسأل الله أن يحفظكما جميعا في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا....
بحكم محبتي للسودان أرضآ وشعباً ووطنناً وبحكم عملي والذي تعددت من خلاله زيارتي لهذا البلد العربي الأصيل منذ ما يزيد عن 10 سنوات خلت، واطلاعي على الثقافة العالية والوطنية الصادقة لكل من تعاملت معهم هناك، ومن خلال متابعتي ككاتب لكل ما يكتب ومنذ زمن للفاتح جبرا وجعفر عباس وكتب الطيب صالح وغيرهم ،
أقول من المنطق أن نقف عند فقرات ما يحدث هناك مفيدين متمعنين بها...
فالحرب انطلقت على غير ما تنطلق به الحروب ،انطلقت بين المتصالحين عسكريا ولم تنطلق من بؤر التوتر التي شهدتها السودان وما زالت لسنوات وسنوات ،
والغريب في ذلك أكثر هو ما يحدث من وساطات تمت وبشكل سريع لحل الأزمة ولا أعلم هل الهدف منها وقف نزيف الدم فعلا!!! ، ام هو الانحياز لطرف دون الآخر ...
وهنا أتحدث عن الوسطاء العرب والغرب، والتي قد افهم عربيا بعضا منها بحكم (رفع العتب) بأننا حاولنا ؟؟؟
ولكن لا أفهم الوساطة الاسرائلية والتي فيها الف الف عجب فالشعب السوداني كما الشعوب العربية ما زال يرفض التطبيع فكيف له ان يقبل بهم كوسيط الا اذا كان لهم موقع على خارطةالمؤثرين !! ، والأكثر استغرابا الوساطة الغربية ومنها الأمريكية والأوربية وهنا مربط الفرس!!!
فماذا تريد هذه الدول الأن من السودان وما الذي حركها ؟؟؟ ،
وخصوصا أن هذه الدول تركت الشعب السوداني لسنوات وسنوات يقاسي الأمرين بسبب الحصار الذي فُرضوه عليه دون أن يهتموا بذلك من قبل ، فما الذي تغير الأن وما الذي سيتغير بمباركتهم !!!
ما حدث ويحدث في السودان اليوم ، يؤسِّس لمرحلة جديدة لهذا البلد الشقيق أتمنى أن لا تُراق فيها الكثير من الدماء وأن لا يعيش الأشقاء في السودان المشهد الذي مزق ليبيا وسوريا واليمن وغيرها من بلادنا العربية ..
الوضع في الخرطوم حاليا شديد المأساوية، فقد تعرضت مرافق الماء والكهرباء وعدد من الجسور للقصف والتدمير، وصارت المستشفيات عاجزة عن استيعاب جرحى المعارك الدائرة هناك ، والاخطر تساقط عشرات المدنيين قتلى والمئات جرحى بالقذائف الطائشة التي تنهمر عليهم وهم في بيوتهم..
المأمول الأن عربيا ودوليا وقبل أن نبعث لهم طائراتنا لاجلاء الرعايا ، أن يساهم الجميع بوقف الحرب أن كانت النوايا صادقة فالكل فيها خاسر، وأن تفضي نهاية هذه الحرب إلى وضع خطة إستراتيجية وطنية واضحة تخرج السودان من فتنة الحرب الاهلية التي أن قُدِّر لها ان تشتعل أكثر فستلهب المحيط برمته ،...
هي رسالة لتجار الحروب وتمزيق الدول ونهب خيراتها (مش كل مره بتسلم الجره) ...
اقولها متألما فجِرار العرب هي الخاسر الوحيد للأسف في كل ما يحدث وهي التي تنكسر دون سواها كل يوم...
#المهندس مدحت الخطيب