في ستينيات القرن الماضي عُيّن يوسف طحطوط مديراً للناحية في منطقة عامودا التابعة لمنطقة القامشلي ، وكان الطحطوح مفتول العضلات ومعروفاً بالضرب واللكم ... وفي أحد الأيام جائت عجوز تشتكي على ابنها من سوء معاملته لها ، وعلى الفور أرسل مدير الناحية دورية من الشرطة مع العجوز لإحضار ابنها ... وبالطريق ندمت الختيارة وقلبها حنّ وخافت على ابنها من بطش الطحطوح ... عندما اقتربت الدورية من بيتها رأت الختيارة جارها عمر واقف بجانب الحائط فأشارت إليه وقالت للشرطة هذا هو ابني ، فشحطوه إلى السيارة ، ولما وقف عمر أمام الطحطوح في الناحية وقبل أن يتكلم معه ضربه لكّمه على وجهه أسقطه أرضا وقال له : لماذا لا تحترم أمك هذه؟! رد عليه عمر : هذه ليست أمي ، وقبل أن ينهي كلامه ضربه الطحطوح ولكمه مرة ثانية أسكتت عمر... وكلما كان عمر يقول هذه ليست أمي كان البوكس يسبقه ... بالأخير طلب منه مدير الناحية أن يحمل أمه على ظهره ويأخذها حتى البيت وأن يحترمها ... وأثناء العودة إلى البيت والعجوز على ظهره رآه أحد أصدقائه فسأله : من هذه التي تحملها على ظهرك؟.. رد عليه عمر: هذه أمي ، استغرب صديقه وقال له: لكن أمك ماتت قبل شهور وأنا حضرت دفنها .... رد عليه عمر : صحيح بس إذا كنت زلمه روح اقنع مدير الناحية (الطحطوح) بأن هذه ليست أمي.
أبو محمود صاحب دكان الحارة ... والحارة بعيدة شوي عن السوق ... وأسعاره قريبة من سعر السوق ... لكن من فترة ارتفعت أسعار السلع عند أبو محمود عن السوق ، يعني الغرض اللي بدينارين بالسوق عند أبو محمود بدينارين ونص .. ولما تسال أبو محمود عن سبب الارتفاع ، يحكي : انه هذا ارتفاع من المصدر ومن المنتج ، مع انه لم يتم رفع السلع بالسوق ... مرت الأيام ودخل أحد زبائن الحارة لدكان أبو محمود وكان اللي بالدكان ابن أبو محمود الصغير ( وعلى رأي المثل : أخذ أسرارهم من صغارهم) ، سأل الزبون ابن أبو محمود عن سبب ارتفاع السلع بالدكان ، قال ابن أبو محمود : والله أسع إحنا قاعدين بنعمر لمحمود بيت ... فعرف أهل الحارة سبب الارتفاع الغير مبرر ...
طيب أحنا بحارتنا في ثلاث دكاكين على مستوى باكيت بسكوت ، واحد ببيعه بدينارين والثاني ببيعه بدينارين وربع والثالث ببيعه بدينارين ونص مع أن سعره بالسوق دينار ونص ... المهم اسع شو بده يقنع أبو محمود أن بناء محمود ماله دخل بارتفاع أسعار السلع ... والله إذا بقتنع الطحطوح أن العجوز مش أم عمر بقتنع أبو محمود.