بقلم: احمد خليل القرعان - حين اكتب عن شخصية وطنية سجّل التاريخ لها النجاح ورسم بنظافته اروع الصور الإدارية، فإني لا انافق، بل انتقي...وأتقي..وأرتقي.
فانتقائي جزء من طبيعتي، انتقي المواقف التي اسمح لنفسي بالخوض فيها، وما أعرف بأنني سأتوقف يوماً ما لأواجهها إن حادت عن الطريق.
فقد ينسى الإنسان أيامه الصعبة، ولكنه لا ينسى ابداً من هَوّنها عليه، ولأنني اعرف شيم هذا الرجل ومدى حرصه على الدقة وعلى أن تكون الأمور الإدارية والقرارات التنظيمية محبوكة الضبط لدرجة الاتقان، كان له مكاناً في ذاكرتي، وإبداعه حبراً لقلمي.
وقفنا في صفه لأننا نعلم بأن دقته ونجاحه المذهل بإدارته لشركة مناجم الفوسفات الأردنية بعد تراكم الفشل فيها لمدة ٢٥ عاماً وتعرضها للتصفية ، قد خربطت أسلوب عمل المعتادين على الفوضى الإدارية والتي نجني اليوم ثمارها وأي ثمار نجني؟.
فمثلك يا ذنيبات في إدارته يفعل مثل ما يفعل النّحل تماماً، تجده يطير ويدور، فوق الجبال والتلالٍ، يتنزه بها فلا يهُلك زرعاً، ومن رحيق البساتين يكتفى، فيحوّله إلى عسلٍ، في خليّة صارت لها بيتاً ولامثالنا كتاباً وعنواناً.
فحين تتساقط أوراق خريف وزارة التربية أمام عيوني، والحسرات على ما آل إليه وضع طلابنا ونتاج تعليمنا في الجامعات فإني أحنّ والشرفاء في وطني لايامه مطالبين لعجلة الزمن لو عادت الى الوراء .
فهل فينا رجل رشيد يشهر سيفه لإنقاذ وإحتواء ما تبقى من بصيص أمل لإنقاذ التربية من خراب قادم نراه يلوح في الأُفق؟.
فحين استمعت لهذا النشمي الاردني الذي يبكي بحسرة على ما جرى من مشاجرة بالجامعة الهاشمية ،فإني اقول لربما يكون لعودة الذنيبات لدفة الحكومة بأي مسمى كان دوراً هاماً في إذكاء سخونة النجاح سعياً لمزيد من الابتكار لغد أفضل لأولادنا الذين يعانون اليوم من وجع الإهمال الإداري في وزارة، التربية فيها تسبق التعليم.
يعلم الله بأنني لست منافقاً ولكني للرجال انتقي.