زاد الاردن الاخباري -
تردد دوي إطلاق نار كثيف في أنحاء الخرطوم، الجمعة، وقال مدنيون محاصرون في العاصمة السودانية إن الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية مستمران في القتال دون أي اهتمام بمحنتهم.
وتسببت المعارك المستمرة منذ منتصف أبريل في سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين وتعطيل إمدادات الإغاثة وفرار 100 ألف لاجئ إلى الخارج وتحويل أحياء سكنية في الخرطوم إلى ساحات حرب.
وقال، عثمان حسن (48 عاما)، وهو من سكان أحد الأحياء الجنوبية على أطراف الخرطوم، "منذ أربعة أيام الكهرباء مقطوعة ونعيش في ظروف صعبة. نحن ضحايا في حرب لسنا طرفا فيها ولا أحد مهتم بالمواطن".
وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار لمرات عدة، بدا أن الجانبين يتصارعان للسيطرة على أراض قبل محادثات مقترحة.
جهود أميركية وسعودية
وحتى الآن، لم يبد قائد الجيش الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، وهو رجل عسكري مخضرم، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول، محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، وهو قائد ميليشيا سابق في منطقة دارفور التي مزقتها الصراعات، استعدادا يذكر للتفاوض.
وقالت السعودية إن وزير خارجيتها الأمير، فيصل بن فرحان، ونظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، ناقشا في اتصال هاتفي مستجدات مبادرة مشتركة لاستضافة طرفي الصراع السوداني في مدينة جدة بالمملكة في محاولة للحد من التوتر.
وقالت القوات المسلحة السودانية إنها أرسلت وفدا إلى جدة، مساء الجمعة، في إطار المبادرة. ولم يصدر أي تعليق بعد من قوات الدعم السريع، لكن الجانبين قالا إنهما سيناقشان وقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية فحسب وليس إنهاء الحرب.
ويهدد صراع البرهان وحميدتي على السلطة باستقطاب قوى خارجية مما يزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.
وأظهرت وثيقة، الجمعة، أن عدة دول بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج بصدد طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الأزمة في السودان الأسبوع المقبل.
وتعرضت مصانع وبنوك ومتاجر للنهب أو التخريب في أنحاء الخرطوم وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه. وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.
وخلت أحياء بأكملها من سكانها الذين ينتابهم الخوف على منازلهم. وقالت، آية الطاهر، إنها فرت مع أسرتها إلى الأطراف الشمالية للعاصمة بعد أن أصاب الرصاص سقف منزلهم.
وأضافت أنها تخطط كل يوم للعودة لمنزلها حتى لمجرد الحصول على المزيد من المواد الأساسية، لكن الوضع غير آمن تماما.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 551 مدنيا على الأقل قُتلوا وأصيب 4926 وذلك بحسب البيانات الواردة من السودان، لكن الترجيحات تشير إلى أن العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية.
"استخفاف بأرواح" المدنيين
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أحد مستشفيات الولادة الرئيسية في البلاد، وهو مستشفى الدايات في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، ومستودع الإمدادات الطبية المركزي تعرضا للنهب واحتلتهما قوات، الخميس.
وأشارت إلى تضرر 17 مستشفى في المجمل جراء القتال وإخلاء 20 قسرا منذ بدء أعمال العنف. وأضافت أن 60 مستشفى من أصل 88 في الخرطوم خارج الخدمة وأن العديد من المستشفيات الباقية لا تقدم كامل خدماتها.
وقال، محمد عثمان، الباحث في الشؤون السودانية بهيومن رايتس ووتش، في تقرير إن "الطرفان المتحاربان يظهران استخفافا بأرواح المدنيين باستخدام أسلحة غير دقيقة في مناطق حضرية مأهولة بالسكان".
وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع، اللذان تقاسما السلطة بعد انقلاب عام 2021، الاتهامات بخرق سلسلة من عمليات وقف إطلاق النار.
وقوض الصراع خطة مدعومة دوليا لإحلال الديمقراطية والحكم المدني بعد انتفاضة شعبية عام 2019 أطاحت بعمر البشير.
وضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع لضمان المرور الآمن للمساعدات بعد نهب ست شاحنات.
وقدر برنامج الأغذية العالمي أن مساعدات غذائية تتراوح قيمتها بين 13 و14 مليون دولار موجهة للمحتاجين في السودان تعرضت للنهب، فيما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بتعرض عدد من مرافق التخزين في سلسلة التبريد للنهب وتدمير أكثر من مليون جرعة لقاح مضاد لشلل الأطفال.
وانتشر القتال في أنحاء البلاد، ومنها منطقة دارفور الواقعة في الغرب.
وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزوح 860 ألف شخص من السودان، وطلبت المفوضية من الحكومات أن تحسن معاملة المدنيين الفارين من السودان.
وقالت، إليزابيث تان، مديرة الحماية الدولية بالمفوضية للصحفيين في إفادة بجنيف "ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان".
وقالت المفوضية إن أكثر من 56 ألفا دخلوا مصر عبر معبري قسطل وأرقين منذ الخميس بينهم ما لا يقل عن 52500 سوداني، وفقا لأرقام وزارة الخارجية المصرية.
وقال، رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات بالمفوضية "الوضع الإنساني في السودان وما حوله مأساوي، هناك نقص في الغذاء والماء والوقود، ومن الصعب الوصول إلى وسائل النقل والاتصالات والكهرباء، فضلا عن ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية".
رويترز