زاد الاردن الاخباري -
تراقب العواصم الغربية باهتمام ما ستؤول إليه الانتخابات التركية التي جرت، الأحد، لاختيار رئيس للجمهورية التي يسكنها نحو 85 مليون تركي.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن ما سيقرره الأتراك سيكون له تداعيات كبيرة على عدد من الملفات العالمية، سواء ما يجري في أوكرانيا وسوريا، أو المهاجرين في أوروبا، وأيضا في ملفي التجارة والاقتصاد.
وتأخر الرئيس رجب طيب أردوغان قليلا عن منافسه، كمال كليتشدار أوغلو، في استطلاعات الرأي الأخيرة، لكن الأرقام الفعلية للانتخابات تشير إلى منافسة محتدمة قد تدفع إلى جولة ثانية من الانتخابات.
وتقول الصحيفة إن "القادة الأوروبيين، ناهيك عن إدارة بايدن، سيكونون سعداء إذا خسر أردوغان".
ونقلت عن كارل بيلت، رئيس الوزراء السويدي السابق قوله الجمعة، "كلنا نريد تركيا أسهل".
من جهة أخرى، تقول الصحيفة إن روسيا تعتمد كثيرا على نتائج الانتخابات التركية، مضيفة أنه في عهد أردوغان، أصبحت تركيا شريكا تجاريا لا غنى عنه لروسيا، وفي بعض الأحيان وسيطا دبلوماسيا، وهي علاقة اكتسبت أهمية أكبر للكرملين منذ غزو أوكرانيا.
وتضيف أنه من خلال رفض أردوغان فرض العقوبات الغربية على موسكو، فقد ساعد الرئيس التركي في تقويض الجهود الرامية إلى عزل الكرملين وحرمانه من الأموال اللازمة لتمويل الحرب.
وفي الوقت نفسه، تغذى الاقتصاد التركي المتعثر مؤخرا على النفط الروسي المخفض بشكل كبير، مما ساعد أردوغان في سعيه لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات.
وزاد أردوغان من غضب حلفائه الغربيين من خلال عرقلة محاولة السويد للحصول على عضوية في حلف شمال الأطلسي، وأصر على أن تقوم ستوكهولم أولا بتسليم عشرات اللاجئين الأكراد في البلاد، وخاصة من حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره كل من أنقرة وواشنطن منظمة إرهابية.
وقالت، كاجا كالاس، رئيسة وزراء إستونيا، في مقابلة إن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ينظران إلى الانتخابات بشكل مختلف.
وقالت إنه تحالف دفاعي و"تركيا واحدة من الحلفاء الذين لديهم قدرات عسكرية كبيرة" لمساعدة حلف شمال الأطلسي في جزء رئيسي من العالم، مضيفة "لا أعتقد أن أي شيء يتغير في ما يتعلق بحلف شمال الأطلسي في هذا الصدد أيا كان الفائز في الانتخابات".
وفي واشنطن، أدى انجراف أردوغان نحو الاستبداد، وعلاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخلافاته مع الناتو، إلى إثارة غضب المسؤولين، بل ودفع بعض أعضاء الكونغرس إلى اقتراح إبعاد تركيا من حلف الناتو، وفقا للصحيفة.
وفي حين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبدرجة أقل حلف شمال الأطلسي، ستستفيد من انتصار المعارضة، فمن شبه المؤكد أن ينظر إلى بوتين على أنه سيخسر بشكل كبير إذا تمت الإطاحة بأردوغان، وفقا للصحيفة.
وتقوم روسيا ببناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا، ومنذ بدء الحرب، أعلنت عن خطط لجعل البلاد مركزا لتجارة الغاز الطبيعي.
لكن أردوغان لم يصل إلى حد تقديم الدعم المباشر لبوتين في الحرب في أوكرانيا، وأغضبت حكومته موسكو بالسماح ببيع طائرات مسلحة تركية إلى كييف.
وفي إشارة أخرى مثيرة للقلق بالنسبة للكرملين، اتهم كيليتشدار أوغلو، زعيم المعارضة، روسيا الأسبوع الماضي بالتدخل في انتخابات البلاد من خلال نشر "المؤامرات والتزييف العميق والأشرطة التي تم الكشف عنها في هذا البلد".
وكانت هذه إشارة إلى شريط جنسي مزعوم ظهر يوم الخميس، مما دفع مرشحا رئاسيا صغيرا إلى مغادرة السباق.
وكتب باللغتين التركية والروسية: "ارفعوا أيديكم عن الدولة التركية"، مضيفا، "ما زلنا نؤيد التعاون والصداقة".
وقد وعد أوغلو بالحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا إذا فاز بالرئاسة، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيحافظ على التوازن الدقيق الذي يقوم به أردوغان في أوكرانيا.