زاد الاردن الاخباري -
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، أن دول الناتو تخوض في الوقت الحالي مفاوضات لتحديد الخطوات التالية في مسار أوكرانيا نحو الانضمام إلى الحلف الغربي، موضحة أن الدول الأعضاء تحاول معالجة الانقسامات حول السرعة التي ينبغي بها ضم كييف في وقت معاركها الطاحنة مع روسيا.
وأوضحت الصحيفة أن المناقشات تكثفت في الأسابيع التي سبقت اجتماع الرئيس الأميركي، جو بايدن، وغيره من قادة الناتو، في فيلنيوس بليتوانيا، لتعزيز الدفاع ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا عام 2022.
وقال مسؤولون من دول الناتو، تحدثوا لـ"واشنطن بوست" بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن هناك إجماعا بين أعضاء الحلف البالغ عددهم 31 عضوا على أنه لن يُصدر الناتو دعوة رسمية لأوكرانيا للانضمام في الاجتماع الثاني عشر المُقرر عقده، في 11 يوليو المقبل.
لكن الصحيفة أوضحت أن دول أوروبا الشرقية تدفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة نحو سرعة ضم أوكرانيا، بما في ذلك الالتزام بجدول زمني واضح لانضمام أوكرانيا، رغم تأييد الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا الغربية اتخاذ خطوات أصغر يمكن أن تشمل ترقية بيروقراطية لأوكرانيا إلى هيئة الناتو أو قرار بتوسيع الدعم الفني لحلف الناتو لقطاع الدفاع الأوكراني.
ونقلت الصحيفة عن رئيسة بعثة أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، السفيرة ناتاليا جاليبارينكو، قولها إنه "لن تكون قمة فيلنيوس تاريخية، من دون اتخاذ قرار بشأن مستقبل أوكرانيا في الحلف".
وأضافت جاليبارينكو أنه رغم الصعوبات التي ينطوي عليها قبول بلد في خضم حرب كبرى، تعتقد أوكرانيا أن الناتو "يجب أن يحدد مسارًا واضحا لعضويتنا، بدلا من تكرار آخر لسياسة الأبواب المفتوحة. لأن هذا لا يكفي".
ووفقا للصحيفة، فإن الانقسام بين أعضاء الناتو بشأن انضمام أوكرانيا، بعد 15 عاما من قيادة الولايات المتحدة، يُسلط الضوء على المخاطر التي قد تنطوي عليها مثل هذه الخطوات في لحظة محفوفة بالمخاطر في المواجهة بين الغرب وروسيا. كما أنه يسلط الضوء على احتمالية ظهور تحديات طويلة المدى داخل الناتو رغم التماسك الذي اتسم به رد الحلف على الحرب.
ولطالما استشهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإدراج الناتو لدول الاتحاد السوفيتي السابق، والذي حدث بشكل تدريجي منذ نهاية الحرب الباردة، باعتباره تهديدا لأمن روسيا، بحسب الصحيفة.
ولذلك اقترح المسؤولون في دول البلطيق، بحسب "واشنطن بوست"، أن يُصدر حلف الناتو دعوة رسمية للانضمام إلى أوكرانيا في فيلنيوس، أو إطلاق عملية لتحديد إطار زمني وشروط محددة لانضمام أوكرانيا، حتى وإن كانت ستستغرق وقتا أطول بسبب الحرب.
وتجادل الدول التي تدعم اتخاذ إجراء أسرع، بحسب الصحيفة، بأن جعل العضوية مشروطة بقدرة أوكرانيا على صد الغزو الروسي الشامل بشكل فعال يمنح بوتين حق النقض، وهذه ليست الرسالة التي يريد الناتو إرسالها.
ويقولون إن التاريخ يظهر أن العضوية، وليس الوعد بها، يمكن أن يُردع استخدام روسيا للقوة.
لكن على العكس من ذلك، فإن الولايات المتحدة تفضل، إلى جانب حلفاء أقوياء آخرين في أوروبا الغربية، اتباع نهج أبطأ وأكثر حذرا، وفقا للصحيفة.
وتُشير الدول التي لديها تحفظات أقوى إلى أن قبول ضم أوكرانيا وهي في حالة حرب مع روسيا يمكن أن يؤدي تلقائيًا إلى تفعيل المادة الخامسة، بند الدفاع المشترك لحلف الناتو، والذي من شأنه دفع الحلف إلى صراع كبير مع أكبر قوة نووية في العالم.
وترى هذه الدول أن الخطوات السريعة نحو انضمام أوكرانيا قد تؤدي إلى تصعيد بوتين لحملته في أوكرانيا.