" الوحدة الوطنية .. وبرقيات السفارة الامريكية\"
د. هاني الشبول
أظهرت البرقيات الصادرة عن السفارة الامريكية في عمان ، التي نشرها موقع ويكيليكس مؤخرا، تقيما \"سطحيا\" للاوضاع الداخلية الاردنية.
البرقيات انشغلت بالتقسيمات الديمغرافية في الأردن، وتحدثت عن \"صراع الهوية\" غير الموجود على أرض الواقع ، وعن وجود \"صراع\" بين الأردنيين من أصول فلسطينية وشرق أردنية.
وقسمت البرقيات المجتمع الأردني باعتباره أقلية أردنية مهيمنة على مؤسسات الحكم والأمن، مقابل أغلبية من اصول فلسطينية لا موقع لها في مؤسسات القرار.
التقييم السطحي وغير المهني للبرقيات كشف حقيقة ان \"السفارة الأميركية لا علم لها ولا دراية بالشؤون الأردنية ولا بطبيعة العلاقة بين الأردنيين (بمختلف اصولهم)\".
لقد ابدت السفارة الأميركية جهلا في معرفة حقيقة ان \"وحدة شعبنا الأردني الوطنية\" ركيزة من ركائز مملكتنا الأردنية الهاشمية، ومسلمة من مسلمات تطورها وتقدمها وأمنها، وتوفير الحياة السعيدة لأبنائها، ومن أهم مكتسباتها الوطنية، التي لا يمكن التفريط فيها، وجزءا لا يتجزأ من تفوقها، ودليلاً قاطعاً على تلاحم شعبها مع قيادته.
إن اللحمة الوطنية التي نسجتها قيادتنا الهاشمية، عبر تاريخ دولتنا الأردنية المعاصرة، من خلال إذكاءها روح المواطنة، ساهمت في وصول بلدنا إلى مصاف دول العالم المتطورة.. فبلغت إنجازات مملكتنا، في العديد من المجالات، إلى مجارات دول العالم المتقدم.
لذا، وجب علينا (نحنُ شعب المملكة الأردنية الهاشمية)، ومن منطلق واجبنا الوطني المقدس، ان نتجاهل برقيات السفارة الامريكية.. وأن نجعل وحدتنا الوطنية هدفاً ساميا ، نعمل جميعا على تحقيقها والمحافظة عليها. وإننا مطالبون بنشر المحبة والألفة بين أبناء الوطن، وجعل لغة التسامح والحوار بيننا - كأفراد وجماعات- قيم وطنية أصيلة، وعلينا أيضا تعليم أبناءنا على حقيقة \"أن الوطن هو وطن الجميع\"، وان كل مواطن أردني له الحق في المشاركة في بناء حضارة وطنه (الأردن)، والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه، وان كل منا عليه واجبات وله حقوق.
وتعد مشاركة المواطن الأردني في تطوير \"وطنه\" وتمسكه بوحدته وثوابته الوطنية، والمحافظة على أمنه واستقراره وإنجازاته، ومحبته لإفراده وقيادته، مقوماً مهماً من مقومات \"المواطنة لأردنية\".
إن \"حماية\" جبهتنا الداخلية، المتمثلة بالأساس، في وحدة شعبنا الوطنية، ممن يحاولون هدمها أو العبث بها (من خلال تصريحات أو بيانات او برقيات يصدرونها بذريعة الحرص على الوطن ومستقبله، \"حتى لو كانت بحسن نية\")، واجب على كل مواطن أردني، إذ ان الوطن للجميع، وحمايته وحماية وحدة شعبة الوطنية ليست فقط من مهام الحكومة دون غيرها من المواطنين، بل إن كل مواطن أردني يعتبر حكومة في الحفاظ على بناءنا الوطني الداخلي وصونه من كل من يحاول اختراقه.
كما أن \"التصدي\" لمحاولات، الفئات المنحرفة (وطنيا) أو الضالة (سياسيا)، المساس بأمن بلدنا، والنيل من وحدة شعبنا الوطنية يعتبر واجب وطني نبيل.
حفظ الله وطننا (الأردن) وقيادتنا (الهاشمية) من كل مكروه وسوء، وأدام علينا وحدتنا الوطنية إنه سميع مجيب.