زاد الاردن الاخباري -
إستضافت قناة CNBC عربية وعلى الهواء مباشرة يوم الجمعة الخبير الإستراتيجي في السياسة والإقتصاد والتكنولوجيا المهندس مهند عباس حدادين للحديث عن القمة العربية في جدة وقد حاوره مجموعة من الإعلاميات والمذيعات البارزات في القناة .
سؤال: هل الملف السوري هو الملف الأبرز الذي يميز هذه القمة أو أن هناك أمور أخرى يجب التركيز عليها؟
جواب: تنعقد هذه القمة العربية في ظل أجواء ضبابية تؤثر على العالم بعد الخروج من أزمة كورونا والحرب الأوكرانية إضافة إلى التطور الهائل في الثورة الصناعية من حيث الذكاء الإصطناعي والمدن الذكية وغيرها, فالدول العربية تتجه للصعود لركب الحضارة العالمية ودعم الإقتصاد العالمي لتحقيق رفاهية شعوبها, ومن هنا كانت الفكرة للدبلوماسية العربية وخاصة الدبلوماسية السعودية بتوجيه الإنفاق العسكري على الخلافات العربية - العربية, والعربية - الإقليمية أو حتى الخلافات الداخلية في الأقطار العربية لصرفها على منظومة إقتصادية عربية تجاري العالم , لأن العالم يعيش حالة ضبابية من حيث توجهه للركود التضخمي والذي سيؤثر على الوطن العربي , فإرتأت الدول العربية بأن تكون كتلة واحدة موحدة إقتصادياً , وهذا لا يتم إلا من خلال تنقية الأجواء لأهميتها, فنحن الآن ننظر إلى سوريا كجزء لا يتجزأ من الوطن العربي وإستقرارها مهم للإقتصاد العربي , فكانت الرؤيا والدبلوماسية العربية أن تعود سوريا إلى الحضن العربي, فعودتها له فوائد عدة إذا إلتزمت سوريا بالمبادرة الأردنية خطوة بخطوة من محاربة الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات كونها البوابة الشمالية للخليج وللوطن العربي لمنع دخولها لأنها تؤثر على الإقتصاد, وكذلك عودة اللاجئين لأن وجودهم خارج أوطانهم يؤدي إلى إختلالات مجتمعية, فهناك 3.7 مليون لاجىء في تركيا و1.5 لاجىء في لبنان و1.3 مليون لاجىء في الأردن فعودتهم لبلدهم وإنخراطهم بالشكل الصحيح يؤدي لعودة بلدهم إلى الوضع الطبيعي لا وبل أحسن من السابق بعد تدريبهم التدريب الصحيح للإنتاج وإعادة الإعمار.
سؤال: إلى أي مدى أهمية عودة سوريا للجامعة العربية قد يكون لها عائد للمنطقة من جوانب مختلفة حيث دعا وزير الإقتصاد السوري للإستثمار في بلاده بعد مراعاة عدة ملفات, مثل إعادة الإعمار لنشهد عودة الإقتصاد السوري ودعمه للمنطقة وللدول العربية؟
رأينا الإهتمام السوري بذلك حيث جاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى جدة ومعه وفد مكون من 25 مختص ومستشار وإقتصادي ومن كبار الشخصيات السورية عقدوا العزم لإرجاع سوريا للحاضنة العربية والنهوض بإقتصادها , فهذا الإقتصاد سيكون جزءاً من منظومة الإقتصاد العربي , فنتائج الإقتصاد العربي حقق نتائجاً إيجابية وخصوصاً الإقتصاد السعودي الذي حقق العام الماضي نسبة نمو الأعلى في دول العشرين حيث بلغت 8.7% , فالسعودية لديها نظرة إقتصادية طموحة من خلال رؤيا المملكة 2030 رؤية ولي العهد السعودي ودلالة على ذلك دعوة ولي العهد السعودي كل من رؤساء هيئة تطوير البحر الأحمر ونيوم وتطوير مُحافظة العلا لهذه القمة, والتي سيتم الإستثمار في هذه المشاريع بمئات المليارات من الدولارات, ولا تتم هذه العملية إلا من خلال وجود الإستقرار ودعم لوجستي لهذه المشاريع من قبل الوطن العربي بالكامل, هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى تفكر السعودية ودول الخليج بالتنمية المستدامة في الغذاء والماء والبيئة والمناخ لأنه في الفترة ما بين 2030-2050 سيتم البحث عن بدائل للوقود الإحفوري , فالتوجه الآن للدول العربية للتحول الكامل للإستدامة للتحول في مجال الطاقة للهيدروجين الأخضر بإستثمار بمئات الملايين , فالمنطقة مُهيأة لهذا الإنتاج خصوصاً في الأردن وسوريا ومصر , وكذلك مصانع السيارات الكهربائية والإستحواذ الكامل على مصانع البتروكيماويات والتي يبلغ حصة المملكة العربية السعودية 10% من الإنتاج العالمي. فجميع هذه المشاريع ستوفر فرص عمل للأيدي العاملة العربية ومسالك وطرق ودعم لوجستي لتنفذ لشمال آسيا وأوروبا الشرقية وأفريقيا ,من هنا وجب أن يكون هناك إستقرار عربي كامل وبنية تحتية عربية , تتم بداية من إعادة إعمار سوريا وما يرافقها من إعادة إعمار اليمن وجميعها ملفات عالقة مدار البحث, فبالإضافة لملف الطاقة من التنمية المستدامة , هناك مشكلة في ملف المياه, فهي بوضع حرج بالنسبة للعراق وسوريا مع تركيا لذلك جاءت مقاربات المصالحات بين تركيا والخليج وتركيا والوطن العربي .
سؤال: لأي درجة إعادة العلاقات بين السعودية وإيران ستكون مهمة ومميزة؟
جواب: العلاقة بين السعودية وإيران ستصبح إنشاءالله متينة وتؤدي إلى إستقرار منطقة الخليج , حيث تصدر منطقة الخليج ثُلث إحتياج العالم من النفط , فمن مصلحة دول الخليج وإيران لنمو إقتصادها أن تصدر النفط والغاز بمسارات آمنة وخاصة لجارتها القريبة الصين , فالصين تستوعب هذا النفط بكميات هائلة تُقدر ب10 مليون برميلاً يومياً , فالوطن العربي يستهدف خلال العشرين سنة القادمة تزويد الصين ب70% من إحتياجاتها النفطية ,وبالتالي فإن التقارب السعودي الإيراني سيصب في منفعة البلدين بشكل خاص ومنفعة الخليج ومنفعة الوطن العربي بأكمله بشكل عام,وأضيف أيضاً إلى أن إيران لها أذرع في دول عربية أخرى ومن خلال هذه التفاهمات التي ستؤدي إلى إنسحاب هذه الأذرع, وترك السيادة وقرارها لتكون خاصة لهذه الدول على أراضيها.