مشى "ناقص هزيمات" يبحث عمّن يفهمه دون مصلحة..،، ولكن أتعرفون إلى أين مشى..؟ هو لم يقل لي لأنه كان حافي القدمين.. والذي ينظر إلى وجهه: يعرف كم كان مليئاً بالفوضى العارمة..،، لذا: خشيتُ أن أسأله رغم علاقتي التاريخية معه.. ورغم اتهامات الجميع بأننا واحد..،،.
ولكن الذين رأوه وهو يمشي أكدوا لي بأن مشيته مش طبيعيّة.. وأن الشوارع كانت تشفق عليه وترجوه أن يخفف المشي قليلاً: لأن أصعب المشي هو المشي بلا اتجاه.. وأنه مهما علا أو تدبّر لن يكون في النهاية إلا بقايا إنسان يبحث عن مفقودات لن تعود في هذا الزمن الأغبر..،،.
حدثتكم كثيراً عن ناقص هزيمات هذا.. وقلت لكم كم يحب الفوضى والشعر والعرب.. ولكنه يعجز الآن عن نظم بيت واحد من الشعر.. بل يعجز عن استئجار بيت من الشعر ولو بدو "خلو لسان".. لأن الإيجارات ارتفعت.. والتشطيب والتصليح على المستأجر..،،.
وبلا لف ودوران.. هو يحمل غربته ويمضي باحثاً عن أهله في أهله.. باحثاً عن العسل وسط العسل.. بل.. باحثاً عن الحقيقة وسط أكوام الحقائق..،، وما زال يصرّ على أن "الشم" ليس من الحواس الخمس.. بل هو فكر قائم بذاته.. فمن امتلك الشم.. امتلك الطريق.. ومن امتلك الطريق.. وصل إلى الهدف..،، لذا أعيدوا لناقص هزيمات أنفه كي يعود المواطن العربي مواطناً يعرف كيف يميّز بين الروائح.. ليصل إلى رائحة وطنه التي سيأوي إليها مطمئنا إذا ما تكالبت عليه الروائح الغريبة..،،.
abo_watan@yahoo.com