القس سامر عازر - في بادرة مميزة وفريدة قام بها عضو مجلس الكونغرس الأميريكي مايكل والتز Michael Waltz ، أن قام بوضع الشماغ الأردني على منصة الكابتول في الخامس والعشرين من الشهر الحالي ومهنئاً الأردن بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لعيد إستقلاله المجيد في العام 1946، والذي تعزز بالخطوة التاريخية التي قام بها المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه بتعريب قيادة الجيش العربي في العام 1956 وإنهاء خدمات غلوب باشا.
صحيح أن زوجة سعادة النائب والتز أردنية الأصل، جوليا نشيوات، وبلا شك، بسيرتها ومهنيتها وعطائها وتاريخها الأصيل وحبّها لمسقط رأسها الأردن قد جعلت زوجها والتز يحّب ويعشق الأردن ويعتز بتراثه وتاريخه وكنوزة التاريخية والأثرية والدينية، ولكن لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم الدور الأكبر في الترويج للأردن ورفع إسم الأردن عاليا في كل المحافل الدولية إستكمالا للدور الذي لعبه المغفور له جلالة لملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في وضع الأردن على الخارطة العالمية حتى أصبح اسم الأردن مقروناً بإسم الملك الحسين.
وقد كان لحُسن ضيافة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم للوفد الأمريكي البرلماني الزائر وإصطحابهم إلى الموقع التاريخي لعماد السيد المسيح "المغطس" الأثر الكبير في الترويج للموقع التاريخي لعمّاد السيد المسيح "المغطس"، ما حدا بسعادة النائب والتز أن يشير بكل وضوح على منصة الكابتول إلى الموقع التاريخي لعمّاد السيد المسيح شرقي نهر الأردن، موكداً بذلك حقيقة المغطس التاريخية وأصالة الموقع شرقي نهر الأردن وليس بأي مكان آخر. هذا ما يؤكده الكتاب المقدس وخارطة مادبا الفسيفسائية والمكتشافات الأثرية وأقوال الرحالة والحجاج والتقاليد التاريخية الموصولة عبر الأزمان، اللهُّمَ عندما أصحبت المنطقة عند النهر المقدّس غير آمنة منذ القرن الرابع عشر الميلادي وحتى نهاية القرن العشرين، وبالأكثر لسنة إتفاقية السلام ١٩٩٤.
وقد أشار والتز إلى أنه يتطلع وزوجته جوليا إلى المجيئ ثانية إلى الأردن للقيام بإجراء مراسم سّر المعمودية المقدسة لطفلهم أرمان في موقع المغطس.
فإذا كان سيد البلاد يروّج لهذا الموقع بهذا الزخم، فماذا نقدم نحن للترويج لثالث أهم موقع ديني مسيحي في العالم ولتعزيز السياحة الدينية؟ وماذا نقدم لمكان مقدس يعزِّزُ مفهومَ الوئام الديني والعيش المشترك والأخوة الإسلامية-المسيحية، خصوصاً وأنَّ المكان إرتبط بشكل رئيسي بالنبي يوحنا المعمدان وبالسيد المسيح إضافة إلى قصص تاريخية كثيرة هامة؟
ومما لا شك فيه أنَّ لمجلس أمناء هيئة موقع المغطس برئاسة سمو الأمير غازي بن محمد حفظه الله ورعاه ولإدارة المغطس ممثلة بمديرها العام المهندس رستم مكجيان ومساعده د. عبد العزيز العدوان والطاقم الإداري ولوزارة السياحة والآثار الأردنية ولهيئة تنشيط السياحة التي كُرّمت بعيد الإستقلال بوسام ملكي بعيد الإستقلال، دور كبير وهام في الترويج للسياحة وبالتحديد للسياحة الدينية، ولكن هذا الترويج لا يكتمل إن لم يسعَ كلٌّ منّا إلى الترويج لهذا المكان المقدس محلياً وعربياً وعالمياً.
فعلاوة على قيمة المغطس الدينية، هناك أبعاد أخرى هامة: منها البعد الروحي والبعد التاريخي والبعد الأثري والبعد الطبيعي، ناهيك عن رسالة المغطس في تعزيز قيم الوئام الديني والأخوة الإٍسلامية- المسيحية والعيش.