عمر حربي العشوش - تتزين بيوت وقلوب الأردنيين بأبهى الوان البهجة والسعادة وهي تعيش فرحة زفاف ولي العهد المحبوب الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، وهذه الفرحة تعبيرا صادقا يسكن بيوت الأردن ومؤسساته ولا تعكس حدث اجتماعي فقط وإنما حدث ومناسبة وطنية تغمر قلوب كل أبناء الوطن شماله وجنوبه ، وتجسد تجديد البيعة لقائدهم المظفر وولي عهده الشاب ، وتعكس قوة التلاحم بين الشعب والقيادة الهاشمية ، وتؤكد أصالة الأردنيين في الاحتفال الصادق بأميرهم القريب من قلوبهم وفكرهم ، ولهذا فان تعاطي الأردنيين مع فرح الأمير يعبر عن فرح يخص كل أب وأم وطفل وكل بيت بل هو الحدث الأردني والعالمي الأبرز والجامع في عقول وأذهان الجميع ، وهي محطة وطنية استثنائية توحد الأردنيين بشتى منابتهم ، وجعلتهم يردوون في كل صباح ومساء " نفرح بالحسين ورجوة " .
إنها مناسبة ثمينة نستذكر من خلالها جهود ومكارم سمو ولي العهد ، من خلال مبادرات وزيارات سموه والبرامج النوعية والعصرية لمؤسسة ولي العهد في جميع المحافظات ، والحضور الملفت والمميز لسموه في المحافل والمؤتمرات الدولية المشرفة ، إضافة إلى اللقاءات الشبابية المستمرة والمباشرة لسمو الأمير مع الشباب أصحاب المبادرات والناشطين لمناقشتهم والتحاور معهم في مختلف المجالات للوصول إلى حلول عملية وجذرية للتحديات والقضايا التي تؤرق الشباب والمجتمع عموما ، ولقد حظيت بشرف الحديث واللقاء مع مولاي سمو ولي العهد في مناسبتين عامي 2021/2022 فقد عرفناه هاشميا متواضعا وشاب مفعم بالحياة والخبرة والعلم ، وجدناه مستمتع ومحاور ومتابع لكل الأفكار والتوصيات ، ولمسنا عن كثب قربه ومتابعته لجميع التفاصيل في الشأن العام الشبابي والأردني وقربه من نبض الشباب وهمومهم وفكرهم وتطلعاتهم ، وما يميز سموه النضج الفكري والرؤية الحكيمة المستمدة من الأب الملك والجد الحسين وسيرة ملوك آل هاشم الأطهار ، فكان الحسين الأمير والإنسان نموذجا لوريث العرش الأمين وحامل رسالة الأردن التاريخية ورمز واعد لمستقبل الوطن ، عرفناه المفكر والمبادر، لا يكل ولا يمل ويواصل الليل بالنهار بشكل دؤوب وجهد متواصل لفتح أفاق جديدة للشباب الأردني ومبادراتهم ومشاريعهم على امتداد الوطن .
إن عيون وشاشات العالم ترتحل صوب عمان لتتابع حدث زفاف ولي العهد ، وهي ترتقب الموكب الأحمر المهيب في شوارع وميادين العاصمة ، وترتقب الطله البهية لأمير القلوب وعروسه، وهم يلوحان لأبناء الأردن المتدافعين على طرقات الموكب لإلقاء التحية والتهنئة والتعبير عن الفرحة ، الجميع سوف يرقب أهازيج ورقصات أبناء الوطن تطوق الشوارع والطرقات . والأنظار سوف تتجه لفرحة سيدنا أبو الحسين وهو يستذكر حفل زفافه في 10 حزيران 1993 وذكرى ميلاد بكره وقره عينه الأمير الشاب في 28 يونيو 1994، مكتسيا مشاعر الأبوة وملامح الفرح الغامرة ، سوف يلمح الجميع الأم الملكة وعينيها تشع فرحاً وهي تستذكر وفاءها الوعد للملك الحسين رحمه الله بقولها " سيدنا المغفور له الملك الحسين الله يرحمه، قبل ما يتوفى لما كان بالمستشفى وعرفنا إنه تعبان، أنا وعدته وعد، قلتله حسين رح يتربى زي ما أنت بدك " .
بمناسبة زواج ولي العهد المحبوب ، يخطو الشباب الأردني واثقين برؤى الأمير الشاب إلى مستقبل واعد مزدهر تستمر فيها مسيرة الأردن نحو حداثته وعصرتنه وحمل رسالة البناء التطوير والانجاز ، وتدعيم مناخ الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإلاداري الشامل التي ينتجها الملك عبد الله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية ، وصولا إلى مئوية جديدة عنوانها العيش الكريم والتعددية والديمقراطية يمثل أميرنا المحبوب فيها مصدرا ملهما وعنوان الجيل الجديد ليكون الشباب شريكا أساسيا في عملية التنمية الوطنية.
سيدي الأمير المحبوب يا حامل إرث الهاشميين الأطهار ، ويا حفيد الحسين الباني رحمه الله ، ويا سليسل الدوحة الهاشمية ، من ثغرك الباسم نستمد الفرح، ومن عينيك نرى الغد المشرق و حماك الله ورعاك . ودمت سيدي فارساً هاشمياً نذرك جلالة الملك لخدمة الوطن والشعب الأردني الوفي، وأمته العربية والإسلامية.
سيدي ولي العهد المحبوب نزف لك التهنئة والتبريك بزفافكم الميمون وسنبقى نلهج بالدعاء أن يديم عليكم البركة والسعادة وأن يديم الأفراح عامرة في ديار الوطن العزيز وأن يحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وجلالة الملكة رانيا المعظمة حفظهما الله ورعاهم .
عمر حربي العشوش
omar_ashush@yahoo.com