أصبحت قبل عامين أبا للمرة الثالثة حيث رزقني الله ببنت بعد ولدين،بعد ولادتها رَسَمْتْ لخطوط حياتنا كعائلة لغة جديدة وصنعت لي عنوان آخر ، اسميتها (فرح) أملا في أن تُغير الكثير من قاموس حياتي، وتمنحني نوعا جديدا للتعامل مع الحياة، ولعلها تخفف من ملامحي وصلابة تعاملي وطباعي ...
يضاف الى ذلك أنني عشت طفولتي ونصف شبابي محفوفا بعطف أمي عليها رحمة الله وحنان خواتي فكنت محاط بهذه العواطف الصادقة لسنوات وسنوات، وما زلت أذكر كم كانت الفرحة تملأ قلوبهن يوم زفافي...
وصدق من قال ثاني فرح للأخت بعد زواجها يكون بزفاف اخوانها وهذا ما شاهدته كزوج وأخ لمرات ومرات ...
ما جعلني أتحدث عن ذلك هو نفس المشهد الذي رصدته عدسات الكاميرا وبالصوت والصورة لمراسم زفاف ولي العهد الأمير الحسين والأميرة رجوة الحسين...
مشهد يغني عن الف كلمة، جعلنا جميعا نتحدث وباسهاب عن حجم الفرح الصادق العفوي الذي تمايزت به الاميرتان إيمان وسلمى ، حيث ظهرت شقيقتا ولي العهد الأردني، الأميرة إيمان والأميرة سلمى تقفان خلف العروس رجوة آل سيف وتساعدانها في ترتيب الفستان، وتعديل وضعيته خلال مسيرها بكل عفوية وحب..
مشهد عنوانه كيف تكون العلاقة بين الأخت واخيها حتى وأن كانت هذه العلاقة داخل أسوار القصور وبيوت الحكام والملوك والامراء...
اتحدث عن الصورة التي انتشرت كالنار في الهشيم والتي جسدت علاقة الأخوة فيما بينهم، صورة لا بهرج فيها ولا تحتاج إلى ترجمان...
ملامحها بسيطة لكنها أصابت شغاف قلب الأردنيين ومن تابعها، وجسدت للمتابع عنوان أشمل ، أن فرحة الأخت والأم لا تضاهيها اي فرحة...
نعم أتحدث عن المؤنسات الغاليات، كيف لا وقد سبقنا الإسلام الحنيف بالحديث عن عَطْفُهِنَّ وَحَنَانِهِنَّ ، فأتى للمرأة بكل ما يقويها ويحفظها ويكرمها، فكان لها السند والحافظ لحقوقها الشرعية في أمور الحياة بما فيها...
وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم حين قال:-
“ لا تكرهوا البنات، فإنهن المؤنسات الغاليات...
كُلُّنَا لنا خوات وفي كل المناسبات وَجَدْنَاهُنَّ أميرات بحجم الكلمة لا اللفظ...
واليوم فسرت الَامِيرَتَانِ إيمان وسلمى ذلك بوضوح وما حملهن لفستان العروس بلا تكليف ولا تكلف وبهذا التواضع الا دليل على حَسَنُ الْمُعْشِرِ وتراحم الأهل... والحق يقال هذه شيم بنات الملوك والأصل والطيب والشهامة والتي ترفع لاجلهن القبعات وهذا ديدن نشميات وطني العزيز على الدوام...
نعم فرحنا بزفاف ولي العهد وسعدنا بلمسات خوات العريس وأقولها بكل تجرد، فقد رَسَمَنٌ فوق الفرح فرح وفوق الْبَهْجَة عنوان، وفوق الصورة النمطية المأخوذة عن الأفراح عبرة وجمال...
وصدق من قال الأخت نعمة لأ تضاهى بثمن...
لمن يسألني عن (مشاركتي) بمراسم زفاف ولي العهد:-...
أقول مَحَبَّةُ الْوَطَنِ وَالْقِيَادَةِ وَالشَّعْبِ لا تحتاج إلى من يُغَذِّيهَا فلا مُقَايَضَةٌ فيها ولا تعكير رَضَعْنَاهَا بصدق منذ طفولتنا مخلوطة بمعنى الحب الفطري لا زِيفٌ فِيهَا وَلَا نِفَاقَ..
لم تكن يوما (مدفوعة الأجر) ولا تختزلها بطاقة دعوة !!! أو عزومة عرس !!!!
حالي حكال الأردنيين الاصَايل، نحن أهل العرس عندما تهل بشائره سواء كان العريس أميرا ام مواطنا، لذلك سمونا النشامى وحق لنا هذا الأسم ولا غرابة في ذلك، ونحن من نفرح من القلب بصدق، وندافع عن الوطن وقيادته وشعبه، بفطرتنا التي جُبل عليها القلب،
خُلقنا بسيوف عز وكرامه لا بِسُيُوفٍ من خشب، وسنبقى بعون الله على العهد والوعد،
فطرنا على الشهامة فلا نجيد بعدها فنون التصنع ولا الرياء...
فهذه شيمنا كاردنيين نفرح بصدق ونحزن بصدق وعندما نحب نحب بصدق...
اليوم انطقها بشفافية لا نفاق فيها ولا تشويش ابعثها برسالة من فوق الأرض وعبر خطوط أصحاب البث المباشر المتمسمرين خلف شاشات النقد المبهم، أقولها وبكل وضوح لقد خسرتم الرهان فبَائِتِ تِجَارَتُكُمْ وَ كَسْدٌ مَوْسِمِ زَيْفِكُمُ الْمَزْعُومِ...
كان زفافا أردنيا عربيا أركانه الشعب، يشبهنا في كل شيء...
في الختام أقولها وبعيدا عن همسات السَّوْدَاوِينْ وَعُيُونَ الْحَاقِدِينَ وَالنَّاقِدِينَ وَالنَّاعِقِينَ نبارك للوطن افراحة ،وحق لنا أن نفرح انطلاقا من الاستقلال وهل هنالك فرح أجمل من فرحتنا باستقلالنا ،وما أجمل حزيران فيه زفاف ميمون ،ويوم جيش عظيم، وذكرى الثورة العربية الكبرى، وعيد الجلوس الملكي؛ ...
* * *
علقت رسمك وشما في عرى كبدي...
فغار مني ومنك الكون يا بلدي...
وقال حسادنا ما لم يقل أبدا
عن عاشقين وما ملوا من الحسد
...
وحاولوا صدنا عن بعضنا زمنا..
وما دروا أننا 'روحان في جسد....
قد أسستنا على الصبر الجميل يد...
قدت من الصخر، عدنانية الجلد...
وعلمتنا معا أن الرجال على
قدر الرجولة لا بالمال والعدد...
ودامت الافراح حليف ديارنا العامرة بعون الله وحمى الله الأردن الطهور الغالي وأدام آمننا وكبرياء أهلنا وقيادتنا ما دامت السموات والأرض..
م مدحت الخطيب
مقالي ليوم الأحد
Medhat_505@yahoo.com