زيارة الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان إلى الأردن تثير السؤال: هل يمكن أن يكون قطاع التكنولوجيا في الأردن مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
زيارة الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان إلى الأردن تثير السؤال: هل يمكن أن يكون قطاع التكنولوجيا في الأردن مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
زاد الاردن الاخباري -
من الواضح أن مشهد الشركات الناشئة التكنولوجية في
الأردن يزدهر، على الرغم من أن الأردنيين يمثلون فقط ثلاثة بالمئة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أن الشركات الأردنية تمثل 27 من أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة. ويزداد الاهتمام بالأردن على المستوى العالمي كمركز رئيسي لتقنية المعلومات، فبالفعل تجد شركات التكنولوجيا العالمية مثل Microsoft وCisco و Amazonأن
المملكة هي مركز مثالي لتوسيع عملياتهم والتمتع بالنمو الإقليمي والعالمي
نتيجة لذلك.
في الآونة الأخيرة، جذب
الأردن انتباه أحد أبرز القادة العالميين في تطوير الذكاء الاصطناعي. وفي
يوم الاثنين الموافق لـ 6 يونيو، قام الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، والمبتكرين لبرنامجChatGPT ، سام ألتمان بزيارة استراتيجية إلى
المملكة كجزء من جولته العالمية التي يقوم بها. وخلال زيارته إلى عمان، شارك ألتمان في حدث خاص في جامعة
الحسين التقنية، حيث تحدث أمام مئات من
رواد الأعمال والمبتكرين والطلاب في مجال التكنولوجيا. كان لديه الفرصة للتفاعل مع ثروة
الأردن من المواهب التقنية، واستمتع الحضور بالمناقشات والأفكار الديناميكية حول موضوع الذكاء الاصطناعي.
لا يمكن التهاون في الإمكانات الكبيرة للذكاء الاصطناعي ودوره في التطوير المستقبلي. يعتقد ألتمان أن الذكاء الاصطناعي سيسمح لرواد الأعمال بتحقيق نجاحات هائلة، وأنه "سيكون هناك شركة بمليار دولار قريباً تتألف من
شخص واحد". وتتزايد المجالات المتاحة لما يمكن أن يحققه الذكاء الاصطناعي، وقد انضمت شركات أردنية ناشئة مثل Replit إلى هذا المجال. وقد جعلت المشاركة مع شركة Google عنواناً عالمياً حيث بدأت Replit في دمج نماذج لغة AI مع برمجياتها الحديثة لكتابة الرموز. فإن إمكانيات هذه الشراكة هائلة، حيث يتمكن مستخدمو Ghostwriter التابع لـ Replit من استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي لتوليد اللغة التي تطورها Google لتلقي اقتراحات معقدة لمجموعة من الرموز البرمجية، وإنشاء برامج كاملة بسلاسة، وحتى الحصول على إجابات سريعة وفعالة لأسئلة متعلقة بالتطوير.
وReplit ليست الشركة الناشئة الوحيدة في الأردن، التي برزت في عالم الذكاء الاصطناعي، فقد برزت شركة ناشئة أخرى تدعى Xina AI تتخذ من
عمان مقراً لها وقد كانت الأولى في العالم بابتكار أول مساعد صوتي تفاعلي باللغة العربية وروبوت دردشة (ChatBot)، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية لعرض المعلومات آلياً بطريقة عفوية وسلسة، بالإضافة إلى عرض حلول وطرق تفاعل مختلفة تتلاءم مع مختلف العملاء العرب مهما كانت لهجتهم، فمن خلال تقنية Xina AI المصممة للتفاعل مع جميع اللهجات العربية ستكون حلول الذكاء الاصطناعي سهلة الوصول وقابلة للتطبيق على أكبر شريحة من الجمهور العربي والذي يضم أكثر من 400 مليون شخص.
لم تأتِ تلك الشركات الناشئة والمبتكرة بالصدفة أو
نتيجة تغيرات معينة خارجة عن المألوف، فهي تعكس النظام البيئي المتين لريادة الأعمال في الأردن، بالإضافة إلى ثقافة الابتكار والثروة الهائلة من
الشباب المتعلم وذوي الخبرة في مجال التكنولوجيا. يحصد
الأردن سنوياً أكثر من 8000
شاب أردني متخرج بتخصصات جامعية وبرامج تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما يعزز من نمو هذه الثروة من المبتكرين والمبدعين، ومع وجود عدد هائل من حاضنات ومسرعات الأعمال والمستثمرين الممولين في كل أنحاء المملكة، سيحظى أصحاب الأفكار المميزة والعظيمة بفرص لا تعد ولا تحصى لتلقي الدعم والتمويل والإرشاد مع إمكانية الانفتاح على العالم.
يقوم برنامج "Jordan Source"، الذي يعمل تحت
وزارة الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، بلعب دور استراتيجي في مساعدة
رواد الأعمال التكنولوجيين المحليين على الحصول على منصة عالمية. وقد انضم شركاء البرنامج إلى "Jordan Source" في العديد من الفعاليات الدولية الكبرى مثل "Web Summit " (في Lisbon، Portugal)، و "SXSW" (في Austin, Texas, USA)، وجولة في الولايات المتحدة شملت وقفات في Silicon Valley و Washington DC
وقام برنامج "Jordan Source" بدوره في توفير فرص أكبر للشباب الموهوب والمتمكن في مجال التكنولوجيا، حيث يعمل البرنامج جاهداً على جذب الشركات الدولية لتوسيع عملياتها في
المملكة وتعيين المواهب المحلية. وقد تم إقامة شراكات لتوفير فرص تدريبية أكثر لهؤلاء المواهب الشابة.
جميع هذه العوامل تعمل معاً لإنشاء نظام بيئي يشكل أساساً محورياً يزدهر بالأبداع، وفي مجال الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون الأردن في مقدمة الابتكار العالمي.