زاد الاردن الاخباري -
صدر حديثًا عن دار البديل للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمَّان كتاب "التيك توك" والهوية الثقافية لمؤلفه مصطفى سعدون البوريشة من العراق، وهو مُستقاة من رسالته للماجستير في الإعلام للعام الجامعي 2022-2023 تحت عنوان (تأثيرات المحتوى الإعلامي لتطبيق "التيك توك" على الهوية الثقافية للشباب الجامعي العراقي .. دراسة مسحية)، وذلك بإشراف الدكتورة بتول السيد مصطفى من البحرين التي تولت التقديم للكتاب، معتبرةً إياه مرجعًا علميًا مهمًا للباحثين والإعلاميين والمعنيين بالإعلام التفاعلي كافة، لاسيما وأنه يُعد من أوائل الدراسات العربية التي تناولت هذا التطبيق وتأثيراته بصورة مُوسعة وتفصيلية على النحو الوارد في الكتاب.
وقد تناول الكتاب في فصوله وما تفرع عنها من مباحث موضوعات عدة، مثل المحتوى الإعلامي لتطبيقات التواصل الاجتماعي، انطلاقًا من خصائص هذه التطبيقات واستخداماتها، إيجابياتها وسلبياتها، وأنواع المحتوى الإعلامي فيها. ومن ثم تم التطرق إلى المحتوى الإعلامي لتطبيق "التيك توك" بشكل خاص، وذلك من خلال التعريف بداية بالتطبيق، نشأته وخصائصه، إيجابياته وسلبياته.
وتحدث الكتاب عن الشباب الجامعي وثقافة تطبيقات التواصل الاجتماعي، وذلك عبر التعريف بداية بفئة الشباب وخصائصها، مع إلقاء الضوء على خصائص الشباب الجامعي ومشكلاتهم، ومن ثم محاولة رصد تأثير هذه التطبيقات عليهم. وفي المحور المتصل بالهوية الثقافية للشباب وتأثيرات "التيك توك" عليها تم التركيز على المجتمع العراقي، وقد تم بداية توضيح مفهوم الثقافة والهوية الثقافية، وبيان خصائص الهوية الثقافية ومكوناتها، ومن ثم التعريف بالهوية الثقافية للشباب العراقي وعناصرها، فضلاً عن العوامل المؤثرة في تكوينها. كما تم تسليط الضوء على دور الإعلام في تشكيل هذه الهوية، ومن ثم محاولة رصد تأثيرات تطبيق "التيك توك" عليها. كما تضمن الكتاب إطارًا تطبيقيًا انطوى على مسح شمل عينة من الشباب الجامعي العراقي، وذلك استناداً إلى نظريتي الغرس الثقافي والاعتماد على وسائل الإعلام.
وقد أكد البوريشة أن تطبيق "التيك توك" حظي بشعبية وجماهيرية كبيرة لأنه تميز بمحتوى قصير ومتنوع، وأحدث مع الوقت طفرة حقيقية في مجال التواصل الاجتماعي والتبادل الثقافي، وشهد حراكًا ديناميكيًا في التطور والانتشار والتأثير. وارتكز البوريشة في دراسته على وجود علاقة تفاعلية وثيقة بين الإعلام والثقافة، إذ يُعد الإعلام ناقلاً أساسيًا للثقافات ومُعبرًا عن تطورها أو تغيرها، ومؤثرًا في الوقت ذاته على مختلف عناصرها ومكوناتها التي تشمل القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد والأعراف والاتجاهات السائدة وغيرها، وهي التي تُعطي انطباعًا عنها سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا.
وأضاف البوريشة "تُعد الهوية الثقافية في زمن العولمة الإعلامية والثقافية من الموضوعات الجدلية والحساسة في المجتمعات، نظرًا لتأثيرات تطبيقات التواصل الاجتماعي في حياة أفرادها بشكل أو بآخر، لاسيما فئة الشباب باعتبارهم الأكثر استخدامًا وتعرضًا لمحتواها الإعلامي. وعليه، يتمحور دورها إما في تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ عليها أو المساهمة في تشويهها واضطرابها وتدمير خصوصيتها. وانطلاقًا من ذلك، سعت هذه الدراسة في شقها المسحي إلى رصد أبرز تأثيرات التعرض للمحتوى الإعلامي لتطبيق "التيك توك" على الهوية الثقافية للشباب الجامعي العراقي كأنموذج، وذلك وفقًا لاتجاهات عينة منهم نحوها".
وفي الختام، ثمنَّ البوريشة دعم مشرفته الدكتورة بتول السيد حتى رأت رسالته أولاً ومن ثم كتابه النور، مُوجهًا في الوقت ذاته شكره وتقديره لعميدة كلية الإعلام بجامعة الجنان في لبنان الدكتورة آمنة المير، مشيدًا بجهودهما ودعمهما المستمر لطلبتهم في سبيل الارتقاء بمستواهم العلمي وتحقيق أعلى درجات التميز.