راشد ربابعة...أول كفيف يقدم نشرة أخبار تلفزيونية في الأردن
راشد ربابعة .. أول كفيف يقدم نشرة أخبار تلفزيونية في الأردن
زاد الاردن الاخباري -
"لو تطلب الأمر كتابة موجز الأخبار على الصخر، فسأقدمه بنفسي"، بهذه الكلمات لخص
الشاب الأردني راشد ربابعة، رحلته في التغلب على إعاقته البصرية والعمل مذيعا للأخبار في قناة فضائية محلية.
ورغم فقدانه للبصر، إلا أن ربابعة استطاع أن يثبت قدرته على النجاح والعمل مذيعا لمواجز الأخبار في قناة "رؤيا الفضائية" بالعاصمة الأردنية عمّان.
الصعوبات في حياة راشد (26 عاما) بدأت مع ولادته المبكرة (6
أشهر فقط من الحمل) عام 1997، في قرية جديتا بمحافظة إربد شمال الأردن، لتليها
حادثة سير فقد فيها والده عام 2008، ومع تفاقم المشاكل الصحية في عينيه قرر الأطباء استئصالهما عامي 2018 و 2019.
وأشار ربابعة وهو ثاني إخوانه من حيث الترتيب (شقيقان وشقيقتان)، أنه درس لـ6 سنوات في الأكاديمية
الملكية للمكفوفين، تعلم خلالها القراءة بنظام "لغة برايل"، مستحضرا حلمه في الوصول إلى استوديو الأخبار.
وقال راشد: "منذ صغري وأنا أمسك مذياعاً وأستمع لنشرات الأخبار، وأتخيل نفسي مقدما لتلك النشرات، وكنت أتدرب على ذلك من خلال تقديم الإذاعة المدرسية باستمرار".
وأضاف: "كبر معي شغفي وحبي لعالم الإعلام، وكنت دائما الشخص المحب للميكرفون".
وتابع: "تخرجت هذا
العام من إحدى الجامعات الخاصة بتخصص إعلام وتكنولوجيا اتصال، ثم بدأت
العمل مذيعا للأخبار في أحد المواقع الإلكترونية".
** "لا إعاقة مع الإرادة"
وأوضح ربابعة أن "تقنيات لغة برايل معقّدة نوعاً ما، وتعتمد على حاسة اللمس، وكل حرف له نقاط معينة، وكل أحرف اللغة العربية تنحصر في ست نقاط، وكل حرف له عدد".
وأضاف: "تمكنت بحمد الله من
تأمين طابعة برايل التي توفر علي الكثير من الجهد والوقت، ففي دقيقة واحدة استطيع طباعة ورقة كاملة".
وأشار أنه "من الصعوبة قراءة ما تطبعه بطلاقة من المرة الأولى، فأنا بحاجة إلى قراءته لأكثر من مرة، فالمذيع العادي يقرأ مرتين حتى يتقن، أما أنا فأحتاج لأربع مرات، أي أن جهدي يحتاج لأن يكون مضاعفاً".
وفي كلمات تنم عن عظم عزيمته في تحقيق هدفه، قال ربابعة: "شعاري دائماً كان وما يزال أنه لو تطلب الأمر كتابة موجز الأخبار على الصخر فأنا من سأقدمه بنفسي، وقطعت عهداً على نفسي بذلك".
وأردف: "التراجع مستحيل، ولا إعاقة مع الإرادة، ويجب أن يحفر
الإنسان اسمه للتاريخ، وأتمنى أن أكون مؤثراً ولو لواحد بالمئة ممن يشاهدونني، لأنه يجب أن تترك بصمة في هذه الحياة".
** وتحقق الحلم
وتمنى ربابعة تطوير ما لديه من أجهزة وأن يكون "علامة فارقة" في عمله، ويتمكن من تجاوز كافة الصعوبات التي تواجه أي إعلامي.
وأضاف: "تم استضافتي في أحد برامج قناة رؤيا الفضائية، وبعدها عرضت عليّ إدارة القناة
العمل مقدما لمواجز الأخبار بنظام برايل، وتم توظيفي بالفعل في مايو/ أيار الماضي".
وتابع: "أشعر بالفخر من ردود الفعل المحفّزة لما أقوم به،
خاصة وأني أول مذيع كفيف يظهر على قناة تلفزيونية أردنية".
واعتبر ربابعة أن ما قامت به قناة رؤيا "خطوة جريئة"، داعياً المؤسسات الإعلامية الأخرى إلى "منح فرص لذوي الهمم" وعدم رفضها كما حصل معه في بداية الأمر.