خرج علينا قبل أيام قليلة رئيس الدولة الأقوى في العالم مفاخراً في أحد أكبر الاحتفالات في تاريخ البيت الأبيض "إن لم يكن أكبرها" بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية "أمة المثليين"، ومحتفلاً بألوان الشذوذ وأتباعها ومتعهداً بتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة لهم وبأنه لن يسمح لأحد بنقدهم أو التعرض إليهم بأي أذى أو سوء، وهنا نقف لحظات قليلة للتأمل إلى أي مدى وصل الانحدار برئيس الولايات المتحدة الأمريكية وإدارته "الشاذة" ومسارعتها الخطى نحو السقوط في الهاوية، لنرى دفاعها المستميت لا عن حقوق المستضعفين في الأرض فهي تشاهد كل يوم جرائم الاحتلال في فلسطين المحتلة وتخرج بتصريحاتها "الشاذة" كالعادة بأن هذه الجرائم ما هي إلا حق مشروع بالدفاع عن النفس، دفاع احتلال مدجج بكل أنواع الأسلحة عن نفسه أمام شعب أعزل يتمسك بالقشة ليعيش فوق أرضه ويدافع عن وجوده عزيزاً فوق ترابها، كما ترى غير ذلك الكثير من المجازر والجرائم في كل بقاع الأرض والتي لا تعني لها شيئاً طالما أنها في بقاع خالية من الثروات أو لربما لأن المستضعفين فيها لا يؤمنون بألوان القذارة والشذوذ التي تسخر اليوم الدول الكبرى طاقاتها للدفاع عنها ونشرها بين الأمم!
اليوم أصبحنا أمام معركة لا تدار بالأسلحة المادية التي نعرفها من صواريخ ودبابات تنطلق لاستهداف الأبنية وساكنيها، بل حرب مدمرة أخطر بكثير، تستهدف تدمير عقول الأجيال القادمة من داخلها لجعلهم لعبة في أيدي من يزرعون فيهم هذه الأفكار، بعد أن ينجحوا في القضاء فيهم على كل فطرة سليمة وبيدك لا بيد عمرو، ولعل المتنقل بين إعلانات بعض قنوات الأطفال العالمية اليوم يجد ما يشيب له شعر الرأس من دس السم في العسل، بل وحتى أن الأمر وصل إلى بعض مواقع التوظيف التي أصبحت بعض الشركات تدمج فيها ألوان الشذوذ مع إعلاناتها في البحث عن الوظائف ليصبح الأمر شمساً واضحة باستهداف الجيل الصاعد من أطفال صغار مازالت أفكارهم في طور التشكيل، أو شباب صغار مازالوا في بداية شق طريقهم في هذه الحياة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقد أصبحت المساعدات والمنح المالية تنهال من الدول "الكبرى" على أي دولة أو جهة تعلن دعمها لهذا التوجه "الشاذ" وتقدم لها كافة أنواع الدعم، في مقابل إيقاف الدعم وتقليله للحد الأدنى لكل من يعلن وقوفه في وجه هذا التوجه المنحرف عن كل فطرة سليمة خلقها خالق الكون عزوجل.
ولأن سطور التاريخ غنية بقصص سخط الله عزوجل وخسفه وعذابه لكل من وقف متحدياً فطرة خالقه السليمة وداعياً للشذوذ عنها، ولأن المعركة أمام هؤلاء أصبحت معركة بقاء، بقاء للقيم والفطرة والفكرة السليمة السوية بل وبقاء لنا كمجتمعات سوية أصبح لزاماً على كل فرد بيننا كل من موقعه أن يعمل بكل طاقته لتوضيح هذا الخبث لكل من هم في نطاق مسؤوليته أمام الله عزوجل، للوقوف في وجه هذه الحرب الشرسة على الفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الله الناس عليها، خاصة مع الجيل القادم ذلك لأننا نحبه ونحب أن يحافظ على سلامة فطرته وإنسانيته وأن لا يلوث بأفكار ستنسف أي وجود له في عالم الإنتاج والسوية مستقبلاً، ليكون الجيل القادم ومعه أجيالنا الصاعدة معاول بناء وترسيخ للقيم السليمة في مجتمعاتنا وأوطاننا، وأسباباً إضافية للحفاظ عليها والدفاع عنها ثابتة راسخة أمام أي طوفان قادم من أي كان.