ضحى الذكاء الإصطناعي بوتيرة متسارعة جزءاً من حياتنا اليومية. فخلال العقود القليلة الماضية، كان الإنسان وحده قادراً على لعب الشطرنج وقراءة خط اليد، أمّا اليوم، بإمكان الآلات المجهزة بالذكاء الإصطناعي بدورها القيام بذلك على نحو روتيني. ويعمل الباحثون اليوم على تطبيقات أكثر طموحاً للذكاء الإصطناعي، ستُحدث ثورة في سبل عملنا، وتواصلنا، ودراستنا والترفيه عن أنفسنا.
بيد أن طبيعة الذكاء الاصطناعي والتحديات التي قد يفرضها على الإنسانية قد تثير القلق. وتقتضي أية إستجابة في مجال السياسات لأوجه القلق هذه قاعدة مشتركة فعلية من المناقشات بين صانعي القرارات.
ولذلك إختارت المنظمة العالمية للملكية الفكرية الذكاء الإصطناعي كأول موضوع في إطار سلسلة الأبحاث الجديدة بشأن اتجاهات الويبو التكنولوجية.
يتزايد إسهام الذكاء الإصطناعي في إحداث تطورات مهمة في مجالي التكنولوجيا والأعمال التجارية. ويستعمل الذكاء الاصطناعي في طائفة واسعة من الصناعات ويؤثر على كل جانب من جوانب الإبداع تقريباً. وما يعزز نمو الذكاءالإصطناعي هو توافر كميات كبيرة من بيانات التدريب وكذلك أوجه التطور في قدرة الحوسبة العالية بتكلفة مقبولة. ويتقاطع الذكاء الإصطناعي مع الملكية الفكرية في عدد من الطرائق.
الذكاء الاصطناعي وسياسات الملكية الفكرية،،،
يثير نمو الذكاء الإصطناعي في طائفة من المجالات التقنية عدداً من الأسئلة السياساتية فيما يخص الملكية الفكرية. وينصب التركيز الرئيسي لهذه الأسئلة عمّا إذا كان نظام الملكية الفكرية القائم بحاجة إلى تعديل كي يتيح حماية متوازنة للأعمال والإبتكارات المنشأة بواسطة الآلات، والبيانات التي يعتمد عليها الذكاء الإصطناعي كي يعمل. وقد شرعت الويبو في عملية مفتوحة لريادة المحادثة المتعلقة بتداعيات ذلك على سياسات الملكية الفكرية.
الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الملكية الفكرية،،،
في ظل الإقتصاد الإبتكاري العالمي، يتزايد الطلب على حقوق الملكية الفكرية – البراءات والعلامات التجارية والتصاميم الصناعية وحق المؤلف – بوتيرة متسارعة، ليصبح أكثر تعقيداً. ويمكن إستخدام الذكاء الإصطناعي والدراسات التحليلية للبيانات الكبيرة والتكنولوجيات الجديدة، على غرار سلاسل الكتل، من أجل معالجة التحديات المتعاظمة التي تواجهها مكاتب الملكية الفكرية.
"فيما يلي، أهم المجالات التي تستخدم فيها تكنولوجيات الذكاء الإصطناعي" :
"الاتصالات" : شبكات الحاسوب/الإنترنت، والبث الإذاعي والتلفزيوني، ومؤتمرات الفيديو، ونقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت
"النقل" : الفضاء الجوي/إلكترونيات الطيران، والمركبات ذاتية القيادة، والتعرف على السائق/المركبة، وهندسة النقل والمرور.
" علوم الحياة والعلوم الطبية": المعلومات البيولوجية، والهندسة البيولوجية، والميكانيكا البيولوجية، واكتشاف الأدوية، وعلم الوراثة/الجينوم، والتصوير الطبي، وعلم الأعصاب/علم الروبوتات العصبي، والمعلوماتية الطبية، علم التغذية/الغذاء، ورصد المعلمات الفسيولوجية، والصحة العامة.
الدكتور هيثم عبدالكريم أحمد الربابعة
أستاذ اللسانيات العربية الحديثة والتخطيط اللغوي