زاد الاردن الاخباري -
سلطت وسائل إعلام عدة الضوء على تضارب المعلومات بشأن غرق سفينة المهاجرين، الأربعاء، أمام سواحل اليونان، موضحة أنه توجد شكوك بشأن رواية خفر السواحل اليونانية في أن العبارة لم تطلب المساعدة ولم تبد أي إشارات على مرورها بأزمة.
وبعد بضعة أيام من غرق القارب الذي كان يحمل مئات المهاجرين غير الشرعيين أمام سفينة تابعة لخفر السواحل اليوناني، الأسبوع الماضي، أوضح المسؤولون اليونانيون أنهم لم يتدخلوا لأن المُهربين لم يرغبوا في ذلك، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة في تقرير، الاثنين، عن المتحدث باسم خفر السواحل، نيكوس أليكسيو، قوله إن التدخل سيكون أيضا خطيرا، بالنظر إلى أن السفينة كانت مكتظة ومليئة بالمهاجرين الذين ينوون الوصول إلى إيطاليا.
وأضاف أليكسيو أن محاولة "إيقاف مسارها بعنف" دون تعاون من الطاقم أو الركاب يمكن أن تتسبب في "حادث بحري".
وتابع أنه رغم أن السفينة كانت في منطقة البحث والإنقاذ اليونانية، "لا يمكنك التدخل في المياه الدولية ضد قارب غير متورط في التهريب أو بعض الجرائم الأخرى".
لكن وفقا للصحيفة، يبدو أن ألكسيو كان يقصد تهريب المخدرات أو الأسلحة وليس الأشخاص.
لكن الصحيفة ترى أن قرار عدم التدخل أثار مخاوف من تفضيل السلطات اليونانية لأن يكون هؤلاء المهاجرون مشكلة إيطاليا وليس اليونان، ما أدى إلى كارثة كان يمكن تجنبها.
وفي واحدة من أسوأ مآسي الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط في التاريخ الحديث، غرقت، الأربعاء، سفينة تحمل 750 رجلا وامرأة وطفلا من سوريا وباكستان ومصر، لم ينج منهم سوى 104 أفراد، فيما انتشلت السلطات اليونانية جثث 81 آخرين حتى، الاثنين، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وفي السياق نفسه، حصل موقع "بي بي سي"، الاثنين، على أدلة تثير الشكوك في رواية خفر السواحل اليونانية، موضحة أن تحليل حركة السفن الأخرى في المنطقة يشير إلى أن سفينة المهاجرين لم تتحرك لمدة سبع ساعات على الأقل قبل انقلابها.
وذكرت "بي بي سي" أنه لا يزال خفر السواحل يدعي أنه خلال هذه الساعات كان القارب في طريقه إلى إيطاليا وليس بحاجة إلى الإنقاذ.
وأشار الموقع إلى أن السلطات اليونانية لم ترد بعد على استنتاج "بي بي سي".
ووفقا لـ"بي بي سي"، دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في طريقة تعامل اليونان مع الكارثة، وسط مزاعم بأنه كان ينبغي اتخاذ مزيد من الإجراءات في وقت سابق لبدء محاولة إنقاذ واسعة النطاق.
وأكد المسؤولون اليونانيون أن من كانوا على متن السفينة قالوا إنهم لا يريدون المساعدة ولم يكونوا في خطر إلا قبل غرق قاربهم مباشرة، بحسب "بي بي سي".
لكن "بي بي سي" حصلت على رسوم متحركة حاسوبية لبيانات التتبع مقدمة من منصة التحليلات البحرية MarineTraffic تُظهر توقف قارب المهاجرين لمدة 7 ساعات في منطقة صغيرة ومحددة، حيث غرق في وقت لاحق، ما يلقي بظلال من الشك على الادعاء الرسمي بأنه لم يتم رصد أن العبارة بحاجة للمساعدة.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن خفر السواحل اليوناني عارض، الاثنين، تقرير "بي بي سي" الذي أظهر أن سفينة المهاجرين لم تتحرك لمدة سبع ساعات، قائلا إن القارب تحرك 30 ميلا بحريا من بداية رصده وحتى غرقه.
لكن الخبراء يقولون لـ"نيويورك تايمز" إن السلطات اليونانية انتهكت أيضا القانون البحري.
ووفقا للصحيفة، يعتبر قانون الاتحاد الأوروبي للعام 2014، "الذي يحدد قواعد مراقبة الحدود البحرية الخارجية"، أن من بين معايير الإنقاذ "وجود طلب للمساعدة، لكن هذا الطلب ليس العامل الوحيد لتحديد وجود حالة استغاثة".
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، الاثنين، أن الروايات الجديدة أثارت مزيدا من الأسئلة حول استجابة خفر السواحل اليوناني منذ اللحظة التي تم فيها رصد السفينة وحتى غرقها.
ووفقا للوكالة، أصر المسؤولون في أثينا على أن قارب المهاجرين لم يبد أي إشارات لسحبه في أي وقت، ولم يكن هناك سوى حبل مرتبط به لفترة وجيزة قبل ساعات من انقلابه وغرقه.
ووفقا للوكالة، تعرض خفر السواحل اليوناني لانتقادات واسعة لعدم محاولته إنقاذ المهاجرين قبل غرق سفينتهم. وقال إنهم رفضوا أي مساعدة وأصروا على الذهاب إلى إيطاليا.
وأضاف خفر السواحل أنه سيكون من الخطير للغاية محاولة إجلاء مئات الأشخاص غير الراغبين من سفينة مكتظة. لكن الوكالة ترى أن التفاصيل الكاملة للحادث لا تزال غير واضحة.