زاد الاردن الاخباري -
يحتاج السياسيون في الهند إلى الكثير من الوقت للاستماع لمطالب بلد يبلغ عدد سكانه نحو 1.4 مليار نسمة، وفي ظل انتشار لاتهامات الفساد في الحقل السياسي الذي يمكن أن يطال أسر كاملة، بات ما يمكن وصفه بالسياسي الأعزب هو الحل الأفضل للناخب الهندي.
ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، الخميس، على هامش زيارة رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي إلى الولايات المتحدة، أن صورة السياسي وسط أسرته تنتشر بشدة في الولايات المتحدة ولها معجبين كثر، إلا أن الأمر يختلف في الهند.
وأضاف أنه في وقت يظهر فيه الرئيس جو بايدن وزوجته جيل، في استقبال الزعماء والقادة الذين يزورون البلاد ويكون معهم زوجاتهم، لكن مودي وصل واشنطن وحيدًا.
تنتشر فكرة السياسي الأعزب في الهند، وقال مودي في حوار سابق عام 2019، إنه يكرس كل لحظة من حياته لخدمة شعبه.
ولا يتماشى هذا المنطق مع العادات في الهند التي تقدس الأسرة والزواج، والذي يتم في كثير من الأحيان بشكل منسق بين العائلات السياسية من أجل زيادة النفوذ، بحسب الصحيفة.
لكن مع انتشار ما وصفه تقرير نيويورك تايمز بـ"الفساد الرسمي"، حيث "يعمل المشرعون على إثراء أنفسهم وعائلاتهم وضمان مستقبل سياسي لأطفالهم"، بات عدد كبير من المصوتين يعتقدون أن احتمالات الفساد أو السرقة تقل عند السياسي الأعزب.
ومن أبرز السياسيين العازبين في الهند زعيم المعارضة ورئيس حزب المؤتمر راهول غاندي، والسياسية البارزة والمعارضة القوية لمودي، ماماتا بانيرغي.
كما أشار التقرير إلى الزعيم الهندي المهاتما غاندي، الذي تزوج في سن الثالثة عشر وأنجب 4 أطفال، قبل أن يتعهد بعدم ممارسة الجنس بعد ذلك، وكرس حياته لمقاومة الاستعمار البريطاني والسعي نحو استقلال بلاده.
أبرزت الصحيفة أيضًا أن رئيس الوزراء الحالي، مودي (72 عامًا)، هو أكثر سياسي يستفيد من الترويج لنفسه كسياسي أعزب يكرس حياته لخدمة المواطنين.
ونقلت الصحيفة عن المحللة نيجرا تشاودري، أن الفريق السياسي لمودي رسم هذه الصورة له بشكل محكم، سواء بالتقاط صور له وحيدًا عند مغادرته الطائرات أو الجلوس وحيدًا في القطارات، وقالت "ستجد دائمًا مودي وحيدًا في إطار الصورة".
وأوضحت أن الرسالة من ذلك هي "أنا هنا من أجلكم، وسأتولى الاهتمام بكل شيء".
وبدأ مودي زيارة إلى الولايات المتحدة، الخميس، حيث من المتوقع أن يعمل مع الرئيس الأميركي جو بايدن، على تعزيز التعاون في مجالي الدفاع والتكنولوجيا، بحسب رويترز.
ومن المتوقع أن يعلن بايدن ومودي مجموعة متنوعة من الاتفاقات المتعلقة بالتعاون الدفاعي ومبيعات الأسلحة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية واستثمارات شركة ميكرون تكنولوجي وغيرها من الشركات الأميركية في الهند.
وفي ظل المخاوف من وضع سجل حقوق الإنسان في الهند، ذكرت رويترز أنه من المتوقع أيضًا أن يعبر بايدن عن مخاوف الولايات المتحدة حيال تراجع الديمقراطية في الهند.
لكن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، قال للصحفيين إن بايدن لن يعطي دروسا لمودي في هذا الموضوع.