كتب ماجد القرعان - حظي حديث رئيس الوزراء بشر الخصاونة أمام طلبة الجامعة الأردنية بمتابعة واسعة من قبل العديد من المراقبين والسياسيين ونال الكثير من النقد حيال ما طرحه من أفكار واسلوب الحوار الذي اعتبره البعض بأنه لم يرقى الى مستوى المسؤولية الوطنية المنشودة وبخاصة مصير رؤية التحديث الإقتصادي وتطوير القطاع العام التي ما زالت مضامينها حبرا على ورق وكذلك مستقبل الإحزاب الاردنية التي شاب نهجها وانطلاقتها الكثير من الإختلالات وبخاصة النهج الديمقراطي الذي هم بمثابة الركيزة الأساس لنجاحها .
والمؤسف في السياق الحملة التي شنها نشطاء السوشيال ميديا والذي اخرج الحوارات العامة عن سياقها وهو أمر من وجهة نظري يتحمل مسؤوليتها دولته شخصيا حيث لم يكن مناسبا ان ينعت احد النواب بـ التشبير على خلفية تساؤل موضوعي ولا ان يتحدث عن ترتيبه في التوجيهي والتحاقه بالعمل الدبلوماسي الذي هو شأن خاص به ويُعزز القناعة لدى عامة الناس ان الفرص لتولي مواقع المسؤولية اغلبها بالوراثة حيث تختزن ذاكرتهم الكثير من الأمثلة الماثلة الى يومنا هذا .
وحديث الرئيس حظي بنقد شديد من قبل العديد من النواب وكذلك بالعديد من المقالات والتعليقات سواء في الصحف اليومية والإلكترونية أو منصات التواصل الإجتماعي من بينهم من انتصروا لدولته على خلفية الحملة التي شنها البعض جراء حديثه عن التوجيهي والحقل الدبلوماسي لكن أغلب المنتصرين له لم ينكروا اختلافهم مع نهج حكومته وعجزها عن مواجهة التحديات وتحقيق انجازات ملموسة بل عبر بعضهم بصورة واضحة ان الحكومة الحالية ليست بمستوى توجيهات جلالة الملك وتطلعاته لكنني هنا لست مع الذين اعتبروا ذلك بمثابة حملة تهدف للاطاحة بحكومته فالنقد المباح معروفة أسسه ولا يجب ان يُفسد للود قضية ما دام ضمن الإلتزام بالثوابت الوطنية وأجزم ان دولته يعي ذلك تماما .
أكثر ما اثاره حديث دولته كان حين تحدث عن الثروات التي يكتنزها تراب الوطن وقال " وَهْم بأننا دولة ثرية " لافتا الى أن الدولة الأردنية غنية بمواردها البشرية وكأني به قصد أهمية المورد البشري والشبابي لاستثمار مواردنا الطبيعية على اسس علمية وتسويقية لكن يبدو ان ارتجالية الحديث والجو العام للجلسة الحوارية لم تسعفه في ايصال رسالته وقناعاته .
وأذكر في هذا الصدد موقفه مما يزخر به الوطن من ثروات طبيعية لم يتم استغلالاها ما كان يؤكده خلال زياراته الميدانية للمحافظات ومنها ما قاله على وجه الخصوص خلال زيارة قام بها الى محافظة معان في شهر ايلول الماضي حيث اشار الى ما تزخر به المحافظة من الثَّروات الطَّبيعيَّة لافتا الى ما تقوم به وزارة الطاقة من اعمال استكشافية وبخاصة عن الذهب والنحاس .
الخلاصة ان دولته شخصية عامة وهو مسؤول عما يقوله أو يتصرفه بحكم موقعه ومسؤولياته وان النقد الموضوعي يجب ان لا يفسد للود قضية فله مكانته وله احترامه لكن من حق الجميع ان يُدلي برأيه لأننا جميعنا شركاء من أجل المصالح العليا للوطن .