زاد الاردن الاخباري -
في الذكرى السنوية الرابعة عشرة ،التي صادفت يوم 29/6/2023 لوفاة المغفور له بإذن الله المرحوم الشيخ الجليل محمد سعود القاضي أبو موفق ، شيخ مشايخ بني خالد و زعيمهم والقاضي العشائري المتميز و أحد رجالات المجتمع العشائري الأردني البارزين الذين ساهموا بتعزيز العرف العشائري وحل كثير من النزاعات العشائرية و الذي فقدناه، أستذكر دائما صورته الجميلة يرحمه الله والوجه الندي والناظر له يجد فيه كل معاني الوقار والمهابة والرجولة والكبرياء والشموخ والكرامة والسمو والفروسية متلازمة مع التواضع والأدب الجم والحديث العذب المتزن المعطر بذكر الله دائماً و هو يستمع لمحدثيه و متابعتهم باهتمام وهو يردده باستحسان.
وقد أهتم أبو موفق يرحمه الله بشؤون عشيرته
مبكرا من سنين طويلة منذ طفولته و يوم كان يرافق والده زعيم بني خالد الأول سعود باشا القاضي أبو تركي يرحمه الله في زياراته لمنازل بني خالد حيثما تواجدوا أو اقتضت الضرورة لحضوره أما للإصلاح ذات البين وإنهاء النزاعات أو تفقد أحوالهم أو لمواساتهم ،وكذلك من خلال ملازمته لشقيقه الشيخ نواف يعود القاضي وتواصله الدائم . كان اهتمامه وهو طفل عندما كان يحمل على كتفه أرغفة خبز الصاج وهو يقدمها لضيوف والده يوم كان في مقتبل العمر وينهل من مجلس والده وهو يتلقى علوم القضاء العشائري التي أبدع بها والده و في ذلك العصر كان والده أبو تركي القاضي العشائري الذي تعتمده الحكومة والعشائر في منطقة شمال المملكة وكل أرجائها لحل كثير من القضايا العشائرية المعقدة فيبت بها أبو تركي بكل اقتدار دونما أن ينقص لأحد حق يستحقه بحنكته ودرايته التي أذهلت الناس فصار حكمه العشائري مضرب للمثل ويعتمد بقبول منقطع النظير من قبل كل الأطراف وبكل محبة حتى تعدى عمله حدود المملكة فكانت ترده قضايا عدة من الدول المجاورة.
وتعمقت معرفتي بالفقيد كثيرا في مواقف كثيرة جعلتني أحبه محبة والدي وازدادت المحبة بعد كثير من المواقف التي وقفها بحزم ورجولة يحق الحق ويقف مواقف الرجولة لإحقاق بكثير من المواقف جعلته مضرب المثل بالتواضع والأدب والشجاعة فالرجل بمقدمة من يحملون القيم العالية السامية والهمة الكبيرة والشهامة والإقدام وقليل هم مثله. وقد كان يصافح كل من يصادفه بطريقه الكبير والصغير بكل مودة له ومن المواقف التي تحسب له عندما وقف كالطود الشامخ يدافع عن عشيرته دونما يحسب للنتائج حساب علماً منه أن التاريخ سيدون له شجاعته المتميزة في كل المواقف التي تتعرض لها حقوق العشيرة . كان ديوانه عامر بالمحبين و الضيوف من مختلف الدول العربية المجاورة وحيث يلقون الوفادة والترحيب والتكريم من أبو موفق قادمين لشيخ عرف بالكرم العربي الأصيل والنبل والتواضع وحبه لإكرام الضيف و تلبيته حاجته التي قدم لأجلها .
فكان في مجلسه غير مسموح لأحد أن يغتاب أحد حيث المعزب يكره أن يذكر بمجلسه الغيبة والنميمة. اما حبه لبني هاشم الأطهار فحدث ولا حرج فكان دائماً يذكرهم فخراً بهم وبقيادتهم منتمياً مخلصاً.وطالما أن الفقيد هو والآن هو في دارا لحق وفارق الدنيا يحق لنا أن نستذكر مناقبه الطيبة .
أسأل الله أن العلي العظيم ان يشفيه الأجر الأوفى والأكمل وان يتقبله الله قبولا حسنا في عليين برفقة الأنبياء والشهداء . أما وقد ترك الدنيا وقد أبقى ولله الحمد بيته وديوانه مشرع الأبواب وهو لازال كما كان ينصاه المحبين وأهل الحاجة فيجدونه عامر بأهله وهم أسودا ثابتون أنهم ما وهنوا ولا لانت لهم عزيمة محتسبين عند الله أجرهم بفقدان والدهم وحيث تجدهم رجال بحسن الاستقبال و الإصرار على القيام بالواجب وحيث الأخوة الصادقة وحسن التربية ونقاء المعدن والحرص منهم أن يتقدمهم الشيخ موفق محمد سعود القاضي أبو سعود الأخ الأكبر ليحل مكان والدهم محيطين به إحاطة السوار بالمعصم لتكملة الدرب على نهج والدهم وجدهم ناذرينه و أنفسهم لخدمة وطنهم وقائدهم ومجتمعهم وعشيرتهم وإكراما لأرواح من سبقوا إلى الدار الآخرة من بيت المشيخه الكريمة التي أنجزت أرث عظيم لبني خالد عموما والقاضي بالخصوص و سوف تبقى تذكره الأجيال بكل فخر قرونا طويلة .لأبو سعود الوفي كل أماني الخير بالتوفيق والنجاح والفلاح بمهمته الجليلة وهو يشق طريقه بتفان ونكران الذات ورجولة وتضحية وثبات بهمة عالية والصبر الدؤب والخلق الرفيع عالي التهذيب والعلم الطيب والقبول الحسن مع خالص المودة للنشامى أخوتك الأشاوس عمر ومؤيد وخلف ومثنى وأهلك الأقربون و عمامك الأسود وأبناؤهم جميعا وعموم اهلك كل القضاة و بني خالد الكرام شيبا وشبابا محبتي لأهل الحيزا أهل الأساس الطيب ومتمنيا لكم المستقبل الزاهر في الحمى الهاشمي وبظل الراية الخفاقة العالية بقيادة عميد آل البيت سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.فإلى روح الفقيد الطاهرة أهدي ما كتبت استذكارا لمواقفه الطيبة وطنيته وولاؤه المخلص والتي تبقى في الذاكرة مدى الحياة تطوق أعناقنا بكل محبة
لاقول دائما في ذكراه الطيب و في الذاكرة مواقفه التي لا تنسى :
رحلت أبو موفق وذكراك بقلوبنا مقيمه
وما ننسى مواقفك الطيبة طول الأيام
كنت فينا رأس القبيلة وزعيمه
شيخ كريم قاضي فارس مقدام
تسلسلت من أساس أصوله كريمه
كريم ابن كريم نسل كرام
سيرتك سيرة زعيم همته عظيمه
رمز من رموز عشيرتنا الأعلام
بفقدانك جروح قلوبنا في صميمه
كلما حل ذكراه زادت إيلام
أبو موفق دوم نذكر جميله
بمواقف عديدة نذكرها طول الأيام
يالقاضي ذكراك طيب يا شيخ القبيله
طبت بالذكرى بالخلف يا عطر الانسام
الهدف واضح لهم والنوايا سليمه
إكمال دور السلف بالكمال والتمام
عساك تنال درجات الجنة ونعيمه
بشفاعة نبينا الهادي لدين الإسلام
مع خالص الدعاء لله تعالى أن يسكنه فسيح جنانه ويمد في أعمار خلفه الطيب وأشقاءه الطيبين وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قاسم عوض سيار بني خالد
30/06/2023