زاد الاردن الاخباري -
كتب د. نضال المجالي - سنوات عجاف يعشها كل من يتردد باستمرار على طول الخط الصحراوي الذي له من اسمه نصيب، نسير لمسافة تصل الى ثلاثمائة كيلومتراً بين عمان والعقبة، نعيش فيها مستوى واحد من الخدمة والمنظر والارهاق، حصاد متقطع من الإنجازات والتعطيل، تارة نشعر بالامتنان وتارة نشعر بالسخط، هي رحلتك التي لا ترغب سوى ان تصل سالما فيها، او ان لا تبدأها أصلاً، وكل الاطمئنان بالتأكيد ليس الا بيد الرحمن، لأن يد وتفكير وتنفيذ البشر على طول الطريق يقودك بمسارات لا يقبلها باحث عن سلامة وصول.
جوانب مظلمة، وان كانت اعمدتها معلقة منذ سنوات، عاكسات باهتة لا ترشدك في مسير، وتخطيط طريق أشبه بان تكون قد تمت بدهان "املشن" مائي، تذيبه عوامل الطبيعة في أيام قليلة، ولوحة إشارة لمطب وضعت قبل جبل من خليط يبدأ بصعود يفاجئك بحفرة في الوسط، لتنزلق منه بتعرجات لا تعرف لها وصف او تسمية وكل ذلك التنبيه بامتار بسيطة قبل الصدمة، تواجهك بعدها تحويلات لصيانة تنتهي بقرب وصول المسار الجديد لمتطلبات صيانة عاجلة، وتستمر دائرة هذا الطريق الغير منتهية.
قصة الوصول والمسير على "الطريق الصحراوي" أجزم أنها معيق التنمية والاستثمار والاقتصاد، قصة المسير على هذا الطريق خيارٌ لم نصنع له بديل بالرغم مما نعلمه بحقه، فكان سبباً لتوقف وتعطيل وحتى هروب سائح او إفشال مشروع، قصة "الطريق الصحراوي" قصة حزينة سيذكرها الزمان في ملفات من لم يصنع للتنمية مستقبل، وللذكرى قبل أشهر كنا نعيش رعب قدرتنا على استمرار سلاسل التزويد والامداد على هذه الطريق.
"صحراوي" فعلاً بمعنى الكلمة والفعل في الصعوبة والتمنع والاعاقة، "صحراوي" فعلاً في كونه الخيار والشريان الاوحد باتجاهين، "صحراوي" فعلاً بسلوك قطع الطريق في مرات مكررة، "صحراوي" فعلاً في خططنا التي لم تخلق بديلاً فاصبحنا وكأننا نسير في قافلة في زمن قريش لا يضمن تاجرها الوصول.
ثلاثية السؤال متى؟ ومن ؟ واين ؟ هي لحظة القرار بإتجاه تطوير شبكة المواصلات بين العقبة وعمان وباقي محافظات المملكة في نموذج يضمن الوصول السريع والامن، فبحرنا ليس شريان ونافذة التزويد الناجح ما لم يرتبط بشبكة نقل متطورة وطريق آمن، والاتكال على بديل بمسرب واحد باتجاهين على امتداد طريق وادي عربة لن يحقق الامن والسلامة والتنمية المنشودة.
فهل يأتي زمان نرى فيه سكة حديد، ونحن اليوم وكما سمعت قبل أيام نرأس مجلس ادارة اتحاد السكك الحديدية العربية، ولا أعلم كيف ذلك ونحن لا قطار يسير في بلدي غير قطار يعرض قصة الثورة العربية الكبرى في مشهد تمثيلي، فهل هناك من سينقلنا للواقع؟