زاد الاردن الاخباري -
ينظر إلى أبناء مدينة البترا ممن هم في سن الدراسة المدرسية على أنهم أكثر إجادة من أقرانهم في بقية المدن الأردنية للغات العالم المختلفة وخاصة الإنجليزية منها بحكم الخصوصية السياحية لمدينتهم والتي تستقطب يومياً آلاف الزوار من مختلف دول العالم.
ورغم محدودية العاملين في المهن السياحية من طلاب مدينة وادي موسى وانعدامها لدى أبناء المناطق المجاورة مقارنة مع طلاب مدارس منطقة أم صيحون، غير أن تعود شوارع المدينة على تواجد السياح بنسبة لا بأس بها كل يوم أضافت لهؤلاء الطلاب معرفة مفردات متنوعة من اللغة الإنجليزية جعلتهم قادرين على محادثة السياح بصورة جيدة، دون أن يؤثر هذا الجانب المعرفي على تحصيلهم العلمي في مباحث اللغة الإنجليزية الدراسية بحسب عدد من المعلمين.
مدير تربية لواء البترا محمد الدحيات يرى أن خصوصية البترا السياحية ساهمت في تحسين لغة الطلبة الإنجليزية بنسبة مقبولة، إضافة إلى انه كان لها دور هام في تشجيع الطلبة على التحصيل العلمي، وزيادة توجههم على دراسة الفرع الفندقي في المرحلة الثانوية.
ويؤكد أن طلبة مدارس وادي موسى الذين يعملون في مهن السياحة التي تعود ملكيتها لأولياء أمورهم في أيام العطل استفادوا من هذا الجانب أكثر من غيرهم.
ولا يعتقد الدحيات وعدد من مدرسي اللغة الإنجليزية بأن خصوصية البترا السياحية قد أثرت بشكل ملحوظ على التحصيل الدراسي لدى الطلبة، لأن معظم الذين اكتسبوا اللغة كانوا من طلاب مدارس أم صيحون التي عانت من تسرب دام سنين طويلة.
أما التربوي علي الحسنات فيجد أن معظم طلبة مدارس البترا وخاصة في وادي موسى تأثروا باللغة الإنجليزية بصورة عادية لم تؤثر بشكل كبير على تحصيلهم العلمي نتيجة بعد غالبيتهم عن العمل في السياحة لغاية مواصلة الدراسة.
وأشار مبروك الشماسين أحد أصحاب المراكز الثقافية أن الخصوصية السياحية للبترا لم تساهم حتى الآن بتطوير اللغة الإنجليزية لدى طلاب المدارس وخاصة في مدينة وادي موسى مركز اللواء، بدليل أن متوسط التحصيل العلمي في مباحث اللغة الإنجليزية لا زال متدنيا.
وأكد بأن بأن هناك توجه كبير من قبل طلاب اللواء على المراكز الثقافية ودروس التقوية الخصوصية لغاية زيادة التحصيل العلمي في اللغة.
ونوه إلى أن معظم الذين طوروا لغتهم الانجليزية بحكم السياحة هم من فئة الشباب فوق سن 18 عاما والذين يعملون في مهن سياحية متعددة.
وفي الوقت الذي ألقى فيه الحراك السياحي على ظلال الأمور المختلفة في منطقة أم صيحون القريبة من البترا فإن طلاب مدارسها كانوا الأكثر استفادة من غيرهم في تعلم الإنجليزية ومختلف اللغات، غير أن هذا التعلم لم يفيد الأغلبية العظمى منهم في الدراسة بحكم عدم التزامهم بالمدارس.
وكانت عدة منشورات قد أظهرت بأن اكتساب أبناء أم صيحون للغات العالم ومنها الإنجليزية جاء دون فائدة حقيقية، لأن كثير من هؤلاء الطلاب يجيدون المحادثة دون أن يعرفوا أدنى أبجديات القراءة والكتابة لهذه اللغات ومنها الإنجليزية، مما يستدعي استحداث برامج خاصة لتطوير الجانب اللغوي الذي أكتسبوه.
يشار إلى أن خطة العام الحالي لمديرية شباب البترا وهيئة شباب كلنا الأردن فريق عمل لواء البترا تتضمن نشاطات متنوعة تسعى إلى تمكين طلبة المدارس لغويا لتمكينهم من الانخراط بسوق العمل السياحي بسهولة في المستقبل.
الرأي