زاد الاردن الاخباري -
قال الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة مع شبكة CNN، الأحد، إن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل "بعيد جداً"، مضيفاً أن "هناك الكثير من الأمور التي يجب مناقشتها"، فيما أشار إلى أن "حل الدولتين لا يزال الطريق الصحيح لوضع حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبرم مع السعودية "معاهدة دفاعية"، أو تمنح الرياض قدرات نووية مدنية، في مقابل تطبيع المملكة مع إسرائيل، في إطار ما وصفه مذيع الشبكة الأميركية فريد زكريا بـ"حديث عن مطالب السعودية"، قال بايدن: "نحن بعيدون عن ذلك"، موضحاً: "سواء كنا سنوفر وسيلة تمكنهم من الحصول على طاقة نووية مدنية أم لا، أو أن نكون ضامنين لأمنهم، أعتقد أن هذا أمر بعيد".
وبشأن زيارة بايدن إلى السعودية، العام الماضي، قال الرئيس الأميركي إنه "نتج عنها عدد من النجاحات، مثل تحليق الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق أراضي المملكة"، منوهاً إلى الجهود الرامية إلى وقف إطلاق دائم في اليمن.
وقال بايدن في المقابلة: "إننا نحرز تقدماً في المنطقة. وهذا يعتمد على التصرفات وما هو مطلوب للاعتراف بإسرائيل".
وأضاف: "بصراحة تامة، لا أعتقد أن لديهم (السعودية) مشكلة كبيرة مع إسرائيل، أما فيما يتعلق بما إذا كنا سنوفر لهم وسيلة تمكنهم من الحصول على طاقة نووية مدنية أم لا، وما إذا كان بإمكانهم أن نكون ضامنين لأمنهم، فإنني أعتقد أن هذا الأمر بعيد قليلاً". وقام الرئيس الأميركي بجولة شرق أوسطية، في يوليو من العام الماضي 2022، شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، وسعى خلالها إلى التأكيد بأن الولايات المتحدة تأخذ التزاماتها الأمنية على محمل الجد، وكذلك مصالحها القومية في المنطقة، موضحاً أن بلاده ستواصل السعي لتعزيز التعاون في هذا الصدد.
وقال الرئيس الأميركي، في حوار تلفزيوني سابق على هامش تلك الجولة، إن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل "قد يستغرق وقتاً طويلاً".
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان كان اشترط الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية قبل إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، مؤكداً أن واشنطن لا تزال الشريك الأمني الأكبر للرياض.
وفي مقابلة مع "بلومبرغ" على هامش "منتدى دافوس" الاقتصادي بسويسرا، في يناير الماضي 2023 قال: "لقد قلنا باستمرار إننا نعتقد أن التطبيع مع إسرائيل أمر يصبّ في مصلحة المنطقة إلى حد كبير".
وأضاف: "مع ذلك، التطبيع الحقيقي، والاستقرار الحقيقي، سيتحققان فقط من خلال منح الفلسطينيين الأمل، ومن خلال منحهم الكرامة"، مشدداً على أن ذلك "يتطلب إعطاء الفلسطينيين دولة، وتلك هي الأولوية".
انتقادات لحكومة نتنياهو
وعلى صعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، انتقد بايدن خلال المقابلة، بعض أعضاء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن "آرائهم حول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية"، قائلاً إن حكومة إسرائيل "جزء من المشكلة، وخاصة أولئك الأفراد في مجلس الوزراء الذين يقولون يمكننا الاستيطان في أي مكان نريده، ليس لهم الحق في التواجد هنا، وما إلى ذلك..".
وتابع الرئيس الأميركي: "ليس لديهم الحق في التواجد هناك (إقامة المستوطنات)، وكنا نتحدث معهم بانتظام، ونحاول تهدئة الأوضاع، ونأمل بأن يواصل رئيس الوزراء (نتنياهو) التحرك نحو الاعتدال والتغيير"، واصفاً حكومة نتنياهو بأنها "الأكثر تشدداً" في تاريخ إسرائيل منذ حكومة جولدا مائير (1969 - 1974).
ورداً على سؤال عما إذا كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض، في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي تلقيه دعوة لزيارة الصين، قال بايدن إن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج قادم قريباً إلى واشنطن.
وشابت العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو توترات كبيرة في الفترة الأخيرة، على خلفية سياستها في الضفة الغربية المحتلة، من حيث خططها بشأن إقامة مستوطنات جديدة، فضلاً عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة ومخيم جنين الذي واجه انتقادات أميركية ودولية واسعة.