أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة دولة الرئيس ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل

دولة الرئيس ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل

16-02-2010 01:34 PM

أكتب أليك كصديق، فقد اعلنت اكثر من مرة انك صديق للصحافة وصديق للصحافيين، وهذا اعلان يغريني بكتابة هذه الرسالة من مواطن بالكاد بلغ درجة عطوفة الى مواطن بلغ درجة صاحب الدولة ، وهي وظيفة ادرك صعوبتها في بلد مثل بلدنا، ولا اقول ان الأمور فيه لا تتغير نحو الأسوأ كل يوم، وانما اكتفي بالقول انها لا تسير نحو الأفضل كل شهر اوعام وبعد اكثر من اربعة عقود من الكتابة الملتزمة بقضايا البيت الأردني والوطن العربي ، ومن الكتابة الملتزمة بالأردنيين الطيبين والعرب الذين افخر بانتمائي لهم، اجد صعوبة في ترك تصريحاتك الأخيرة لجريدة الغد، دون ان اتوقف معها كما توقفت معها غالبية الأردنيين القادرين على شراء صحيفة او استعارة اخرى، وهذ ه الرسالة محاولة للحوار معك على ما بيننا من اختلافات وخلافات لا تفسد الود فيما اعتقد انه قائم، ولا تدفعني من طرفك الى خانة الأعداء واصحاب الصوت العالي ، وحتى اليوم لم يتوصل العلم لجهاز دقيق يمكن به تصنيف الناس بين كاتب بصوت عال وكاتب بصوت خافت، ذلك ان المتعارف عليه هو ان من يدافع عن وطنه وشعبه وخبز ودواء وحليب ابنائه يرتفع صوته لأن الآخرين لا صوت لهم حتى في حالة ما قرروا ان يدافعوا عن أي امر نبيل وحتى عن انفسهم .
دولة الرئيس

حتى هذه اللحظة لم اسمع صوتا عاليا يرتفع ضد حكومتك رغم كل الضيق الذي نشعر به عندما نلتقي الناس الذين لا نلتقيهم والسبب انكم تفسرون كل همسه بأنها خطبة عصماء وكل آهة بأنها اهانة للوطن وكل كلمة بأنها محاولة للتمرد على العبودية وكل صمت بأنه اكثر خطورة من الكلام الذي لا يقال.


وفق معايير هذه الحكومة التي حكمتنا و كل الحكومات التي حكمتنا وتدربت علينا وسعت الى إذلالنا، فإنني ادرك انكم تنظرون الى كصاحب صوت عال، ولا تتوقفون عند حقيقة ان اعنف المقالات وأقسى الكلمات تظل اصواتا غير مسموعة اذا ما قدر للحكومة ان تنظر في عيني شاب محبط لا يجد عملاً ورب اسرة لا يتوفر له الحد الأدنى من الدخل لإعالة اسرته، ويمكنك ان تضيف الى هذه وتلك المآسي الكثيرة التي يعاني منها الأردني الطيب في الحصول على مقعد جامعي او وظيفة متواضعة، او علبة دواء او حقنة انسولين او حبوب ضغط وسوى هذه من احتياجات أساسية تتحمل الحكومة مسؤولية تأمنيها لرعيتها.

قبل أسابيع تساءلت: لماذا لا تكون هناك كليات وجامعات تدرس فنون النفاق، وتنمح المنتسبين اليها درجات البكالوريس او الماجستير او الدكتوراه، فتنفتح ابواب المسؤولين لهم رعاية وتمويلا وتوظيفاً، رغم انهم لا يقدمون للمسؤول ما قد ينفعه ويكون هو – اعني المنافق- هو المستفيد من تخصصه المدان، كما ان الحكومات لا تتوقف عند الحقيقة الموجعة التي تقول ان هناك مسافة طويلة وعريضة وعميقة بين كتاب الشعب وكتبة الحكومات تتوارث الحكومات هؤلاء المنافقين ولا تستبدلهم في ظل الظروف الصعبة كما تستبدل اثاث مكاتبها وسياراتها، ولأن شرف الكاتب مثل بكارة العذراء، فإن المرة الأولى لإغتصاب هذه البراءة تعني آلاف المرات، وعندما يواجه الوطن تحديات او مخاطر او تهديدات او حملات ظالمة، يقرر هؤلاء الكتبة رفع أصواتهم بطريقة والفاظ واسلوب تحولهم الى اعداء للوطن واهله ونظامه وليس الى مدافعين واعين وشجعان عن هذا الوطن وكل ما فيه وكل ما عليه ومن عليه.

دولة الرئيس
ما الذي يضير ايه حكومة من اصحاب الأصوات العالية، اذا اختارت طريق الأصلاح وطريق محاربة الفساد والفاسدين، وطريق تحقيق التنمية الشاملة، التنمية التي لا تتطلب تحرير فلسطين او إطلاق الأقمار الصناعية او تخصيب اليوارنيوم، وانما تحقق للأردني حياة كريمة وعملا كريما ووظائف كريمة ودخولاً كريمة، فإنهاء ما نمر به من ظروف اقتصادية صعبة لا يمكن ان يتحقق برفع الأسعار، او مراقبة ارتفاعها دون تدخل او فرض المزيد من الضرائب، فدينار واحد يدخل جيب مواطني نصف شعبنا يحل له مشكلة مستعصية ، فوق ان احدا منهم لا يطالب ببطاقة ذهبية او بلاتنية ليرسلها مع احد عماله وموظفيه للتسوق الحلال.

لا ادري ما اذا كان العقيد معمر القذافي كان مخطئا او مصيبا عندما قال ذات يوم ( ان الأردنيين هم الشعب الوحيد الذي ينفق على حكومته) وفي ظل الحديث شبه اليومي او الأسبوعي او الشهري عن فرض هذه الضرائب او تلك او رفع اسعار هذه الخدمة او تلك لا اسمع من مسؤول واحد حديثاً ولو ضحكاً على اللحى عن ضبط النفقات ولا اقول ضغطها، واشعر احيانا كم ان الأردنيين خبثاء وان اقل رصيد لمواطن لا يتجاوز المليون او المليونين من العملات المحلية او الصعبة، حتى عندما تواجه الحكومة عجزاً هنا او عجزا هناك تلتفت نحو شعبها المعدم ليتولى تغطية العجز من حر ماله غير المتوفر. وفي تصريحاتكم الأخيرة – دولة الرئيس- جاء تأكيد كم انكم ستواجهون بحكمة ووعي أزمتنا الاقتصادية الطاحنة دون ان تقتربوا من الفئات الفقيرة، فهل تراهنون على زنا قيل الأردن واستثمارات الأردن ومصارف الأردن وشهامة الذين يلعبون بالمال كما يلعب أطفال الأردنيين بالتراب والحجارة وكرات القدم القماشية، وأود ان أشير الى مسألة- يمكن العودة إليها في أرشيف بلدنا – تتعلق بتدفق الاستثمارات على الأردن، وبعد وقبل توقيع أي مشروع استثماري يؤكد المسؤولون على ان هذا المشروع سيوفر الف فرصة وخمسة آلاف فرصة وعشرين ألف فرصة، حتى ان المرء يمكن ان يقدر الفرص التي وفرها الاستثمار – والأستثماريون بأكثر من ستة ملايين وظيفة نضطر لو كانت الأرقام دقيقة ان نستورد من الخارج من يملاْ هذه الوظائف الشاغرة.

لا اطلب من دولتكم اجتراح المعجرات، ولا فرك الخاتم ليخرج الينا الجني الذي يحمل لنا آلاف الملايين من الدنانير، ولعل اعظم ما تقدمه للشعب هو وضعه في صورة ما نحن عليه وما قد يأتي الينا من مصاعب كثيرة، كما ان هناك مسألة مهمة وهي ان الأردنيين طيبون بطبيعتهم واذا كانت الحكومات عاجزة عن تأمين أساسيات معيشتهم فليس اقل من ان تسمح لهم بإطلاق الآهات وذرف الدموع ورفع الصوت والاعتصام السلمي الذي خبرناه فأكد نجاح الأردنيين في امتحانه، اما ان يحاول المشتكي عليه ارسال المشتكي الى المحاكم والسجون والمعتقلات وابتداع طرق شتى لوضع الناس في زاوية الحذر الجبان والخوف الأكثر جبناً، فهذا مما لا يليق بحكومة ان تفعله، لأنكم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، وهنا انت تشير ( الى الأصوات العالية التي ترتفع وتوجه الأتهامات للمسؤولين كلما اقتربت مسيرة الإصلاح من مواقعهم وكلما لاح في الأفق تهديد لمكتسباتهم) وقلت ( هذه الأصوات لا تريد للمسيرة التنموية في بلدنا ان نتواصل، لأن الأصلاح يعني محاربة الفساد ويعني وقف سياسات الأسترضاء والقضاء على التنفيعات وصيانة المال العام من الهدر والأنفاق غير المشروع وأننا لا نخشي شيئا وسنعمل على تبرير أوجه إنفاق أي قرش في الموازنة بكل شفافية وصراحة.

أرجو ان تلاحظ دولة الرئيس كيف وضعنا كلماتك بين قوسين، في حين انك عندما أطلقتها لم تضعها بين قوسين، لأن هذا الكلام هو الذي يقوله المواطنون وليس الحكومات، أذن هو لنا ومع هذا نقلناه وكأنه للحكومة دون ان نتوقف عند جديته او عدم جديته.

دولة الرئيس
قلت بالحرف الواحد حول اعتقال ابن عمي موفق محادين واعتقال ابن عم رئيس ديوان التشريع سفيان التل، ورفض تكفيلهما ان لا علاقة للحكومة بهذا القرار، واتمنى لو ان مركز دراسات محايداً يسأل الناس من الذي اعتقل محادين والتل وقدمهما، الى محكمة امن الدولة : الحكومة الأردنية ام الحكومة التشادية ؟! وتدور الشكوك حول الحكومة المالية.

ولك دعواتي بالتوفيق والطمأنينة والنوم على وسائد الرضا.
 
خالد محادين   - عن موقع الخندق





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع