أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة أول تصريح لرئيس الوزراء بعد حادثة الرابية الزيود: نطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 دينار الأوقاف تعلن بدء الـتسجيل الأولي للراغبين بالحج رئيس الوزراء جعفر حسان يزور منتسبي الأمن العام المصابين بإطلاق النار في الرابية اليورو ينزل لأدنى مستوى في عامين والدولار يرتفع .. ماذا عن باقي العملات؟ صحيفة إسرائيلية تكشف نقاط الخلاف بشأن الاتفاق المحتمل مع حزب الله الأمن .. مطلق النار بالرابية لديه سجل جرمي توقف ضخ الديسي وتأثر مناطق بعمان والزرقاء - أسماء الحاج توفيق يدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني العثور على جثة الحاخام الإسرائيلي المختفي في الإمارات .. نتنياهو: "حادث إرهابي" مجلس النواب : حادثة الاعتداء على رجال الأمن العام بالرابية عمل إرهابي جبان قصف واسع على "تل أبيب" وضواحيها ردا على المجازر في لبنان (شاهد) حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية المومني يكشف عن نوعية السلاح المستخدم بحادثة إطلاق النار في الرابية تعديل أوقات عمل جــسر الملك حسين استمرت لساعتين .. تفاصيل حادثة الرابية القبض على شخص تسلل من سوريا للأردن 55.1 دينار سعر الذهب عيار 21 بالأردن لا معلومات مؤكدة حول اغتيال الامين العام لحزب الله
لم يبق في مستودعات السلاح الغربية غير القنابل العنقودية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لم يبق في مستودعات السلاح الغربية غير القنابل...

لم يبق في مستودعات السلاح الغربية غير القنابل العنقودية

20-07-2023 11:56 AM

بعد مرور 500 يوم على الحرب الروسية - الأوكرانية وبعد الهجوم الأوكراني المعاكس لإسترداد المقاطعات الأربع إضافة إلى جزيرة القرم والذي وصفته روسيا بالفاشل في حين وصفه الغرب بالبداية لهذا الهجوم , كانت الأشهر السابقة كافية لإستهلاك جميع الذخائر الغربية للدبابات والمدفعية من مخازنهم ,هذان السلاحان الوحيدان الفعّالان بيد أوكرانيا لإحداث الفارق على أرض المعركة حيث أن القوة الجوية لديها خارجة عن الخدمة, كل ذلك في مواجهه أقوى ثاني جيش في العالم, يتخذ مواقع دفاعية محصنة عمل عليها خلال الأشهر الماضية بعدة خطوط دفاعية .
إن الدبلوماسية الغربية والإعلام الغربي حاولا كسب المعركة مبكراً لكن وجود قادة عسكريين روس مخضرمين عملوا "على قلب رجل واحد" أدى إلى الوضع الحالي في ساحة المعركة , وهو إنتظار الأوكرانيون السلاح الذي يصنع الفارق.
لندخل بالتحليل السياسي للوضع القائم, إن الغرب يدرك أن بعض وسائل الإعلام الغربية الخاصة به بدأت الحديث عن فشل القوات الأوكرانية أمام الجيش الروسي وأنه لن يكن لديهم المقدرة على إستعادة الأراضي التي ضمتها روسيا إليها, رغم عشرات المليارات التي قدمها الغرب كدعم للأوكرانيين لمواجهة الجيش الروسي, وكان آخرها الوعود التي أصدرها حلف الناتو لدعم أوكرانيا في إجتماع قادة دول الناتو الأخير في ليتوانيا.
إن عدم قدرة أوكرانيا على مواصلة الهجوم على روسيا لإسترداد أراضيها يجعل القادة الغربيين في وضع صعب أمام شعوبهم وخصوصاً القيادة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس الأمريكي الذي ترشح لإنتخابات 2024 , فبعد كل هذا الدعم لأوكرانيا التي لا تعني للشعوب الغربية أي شيء مقابل الغلاء الفاحش في الأسعار وإرتفاع تكاليف المعيشة عندهم نتيجة الحرب الروسية -الأوكرانية بنسبة وصلت إلى 30% ,وللحفاظ على زخم الشعبية المتبقية للحزب الديمقراطي وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي بايدن, كان لا بُد من إتخاذ إجراء حتى لو كان إنعكاساته الإنسانية تتقاطع مع المبادىء السامية التي دافع عنها الغربيون في السابق.
إن تزويد الأوكرانيين بالقنابل العنقودية المحرمة دلالة على أنه لم يبق في المستودعات الغربية والدول الحليفة لهم ذخائر غير القنابل العنقودية التي عفا عليها الزمن لقدمها , بعيداً عن الذخائر التي تحتفظ بها أي دولة كمخزون إستراتيجي للحفاظ على أمنها القومي للدفاع عن نفسها بالكمية المقننة.
لقد رأينا في السابق عندما كان الرئيس الأمريكي بادين سيناتوراً كيف وقف ضد إستخدام القنابل العنقودية الإسرائيلية في هجومها الوحشي على جنوب لبنان عام 1982 , ورأينا إستخدام الغرب لهذه القنابل في حروبها على فيتنام وجزيرة الفوكلاند ويوغسلافيا سابقاً وفي العراق أخيراً , رغم توقيع 100 دولة على حضر إستخدام هذه القنابل العنقودية المحرمة دولياً .
فأين الأمم المتحدة في قراراتها لهذا الإستخدام وخصوصاً أن هذه القنابل أصبحت قديمة ونسبة الخطأ يصل فيها من 10-20% ؟
هذه القنابل سميت بالعنقودية كونها تشبه عنقود العنب , حيث يتواجد داخل كل قنبلة لقذفها بالمدافع أو الطائرات قرابة 600-700 قنبلة صغيرة , وتستطيع تدمير مساحة تقدر بملعب كرة قدم, وحيث أن نسبة الخطأ في أحسن أحواله هو 10% , فإن ذلك يعني بأن 60-70 قنبلة صغيرة لن تنفجر عند إطلاق القنبلة العنقودية الواحدة, وستبقى تشكل خطراً بعد الحرب لأنها ستكون عُرضة للإنفجار في حالة لم يتم إكتشافها عند تطهير الألغام, وهذا يعني تعريض حياة المدنيين للخطر.
إن إرسال قنابل عنقودية للأوكرانيين من شأنه تغيير قواعد اللعبة على الأرض لتصبح الحرب أكثر شراسة بين الطرفين لأن الطرف الروسي وعلى لسان وزير دفاعه سيرغي شويغو قال سنستخدم مالدينا من هذا النوع من السلاح وهو أكثر فاعلية من السلاح الغربي, وكذلك على لسان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف الذي قال بأن زيادة الدعم العسكري لكييف يقرب الحرب العالمية الثالثة , ولا ننسى أيضاً أن الوعود من الغربيين لإرسال طائرات مقاتلة من طراز ف16 للأوكرانيين نهاية هذا العام , والذي قابله الروس وعلى لسان وزير الخارجية لافروف عندما قال أن هذه الطائرات القادرة على حمل أسلحة نووية تعتبر تهديداً نووياً لروسيا .
فحسب العقيدة الروسية فإن ذلك التهديد قد يدفع بالقادة الروسيين للقيام بضربة إستباقية نووية داخل الأراضي الأوكرانية أو حتى لبعض من دول الناتو وهذا سيشعل حرباً عالمية ثالثة, فإرسال هذا النوع من الأسلحة من أجل زيادة فرصة الفوز في الإنتخابات القادمة الأمريكية,أو إعلان حالة الطوارىء في الولايات المتحدة لتأجيل الإنتخابات القادمة لأجل غير مسمى, سيكون تأثيره أشد بكثير على الناخب الأمريكي .
في الختام إن تعريض الأمن العالمي للخطر لتحقيق أهداف محلية لأشخاص في مراكز القيادة، فيجب أن لا تسمح بها دولتهم العميقة, حيث أن قرارتهم العسكرية قد تكون خاطئة ولا تخدم المصلحة العليا لتلك الدولة.
الخبير والمحلل الإستراتيجي في السياسة والإقتصاد والتكنولوجيا
المهندس مهند عباس حدادين
mhaddadin@jobkins.com









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع