بات أمر واقع ولا محالة سيطرة التقنيات الحديثة التي تعتمد على لغة الآلة ، حيث سنكون بمواجهة هذه التغييرات عاجلًا أم آجلًا، ، وستظهر هناك مهن جديدة متناسبة مع معطيات الذكاء الاصطناعي . نشأ مصطلح هندسة الأوامر، في الوقت الذي ازدادت فية الحاجة لوظيفة هندسة الأوامر ، ليشمل صياغة تعليمات أشد تناسقًا مع طبيعة الذكاء الاصطناعي وأكثر فاعلية لخدمة المستخدمين. ويرتبط مفهوم الذكاء الاصطناعي بالذكاء المرتبط بالأجهزة الرقمية أو الإلكترونية مثل؛ الكمبيوتر، الأجهزة الخلوية أو الروبوتات، ويعبر الذكاء الاصطناعي عن قدرة هذه الأجهزة الرقمية على أداء المهمات المرتبطة بالكائنات الذكية. ويتميز بالقدرة على التفكير والتعلم من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات وهو يحاكي عمليات الذكاء البشري، ويمكن استخدامه لاتمتة المهام او اجراء تنبؤات او تحديد الانماط التي لايتمكن الانسان من اكتشافها.
ما الذي تعنيه هندسة الأوامر وكيف تخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
هندسة الأوامر هي وظيفة جديدة أفرزتها تقنيات الذكاء الاصطناعي وهي مجرد أوامر أو مدخلات محددة يتم تقديمها لتقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل الحصول على إجابات أو مخرجات معينة .
تتنوع المهام التي يمكن لمهندس الأوامر القيام بها: من إضافة بيانات معينة بغرض إنشاء جداول وإحصائيات وتقارير مخصصة عن مواضيع معينة ، ويمكن اختبار النتائج المعطاة من قبل تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال إعادة صياغة الأوامر لمعرفة أثر التغيير على النتيجة ومدى مطابقتها لما هو مطلوب بدقة. و يمكن القول إن مهمة هندسة الأوامر تتمثل في إيصال معلومات دقيقة بالطريقة التي تضمن الحصول على مخرجات دقيقة.
لذلك أصبحت هناك حاجة ماسة لتوظيف هندسة الأوامر "PromptEngineering" في تحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكينًا لها من تقديم أفضل خدمة للمستخدمين.
ومن المؤسسات والدوائر التي بادرت في اعتماد هندسة الأوامر كمنهج عمل في جميع خططها الاستراتيجية ، التي تعتمد على الفكر الاستراتيجي لدى الادارات العليا والمتوسطة والتنفيذية، هي القوات المسلحة والاجهزة الامنية ، وحينما بدأت في اعادة الهيكلة ، كان الهدف الاعتماد على النوع وليس الكم ، والاخذ بعين الاعتبار ان التكنولوجيا في عصر الثورة الصناعية الرابعة أخذت فيه الالة الكثير من عمل ووظائف الاشخاص.
وفي النهاية : من المتوقع أن تصبح هندسة الأوامر لتقنيات الذكاء الاصطناعي إحدى أكثر الوظائف المطلوب شغلها في المستقبسل القريب، وذلك نظرًا للتطورات التكنولوجية الهائلة وتزامنها مع انتشار تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في أداء العديد من المهام. وعندما يفكر المسؤولون التنفيذيون في آفاق أتمتة تطوير الاستراتيجية، يتطلع الكثير منهم لاستخدام إمكانات الذكاء الاصطناعي في اختيار الاستراتيجية المناسبة بدلًا من القادة.
الذكاء الاصطناعي مصطلح مفتوح يستوعب مختلف الحقائق، ويشمل عادةً التحليلات والأتمتة وتحليل البيانات، وما يزال هذا الوصف صحيحًا حتى اليوم. وتمثّل هذه الصفة أمرًا جيدًا بالنسبة لنا، لأننا نعتقد أنه يتعين على المؤسسات والادارات العليا والمتوسطة والتنفيذية استخدام جميع إمكانات التحليل التقليدية بالتوازي مع تعزيز جهود الأتمتة في تطوير الاستراتيجية، وتوفير أدوات تدعم التفكير البشري.
الدكتور مفلح الزيدانين
متخصص في التخطيط الاسترايجي وادارة الموارد البشرية