زاد الاردن الاخباري -
كشف سفير جمهورية السودان في الأردن حسن صالح سوار الذهب أن حوالي 150 اردنيا فضلوا البقاء في السودان بعد الاحداث التي شهدتها بلاده، لما لديهم من مصالح تقتضي وجودهم في السودان.
وأكد السفير في ندوة استضافتها الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة للحديث عن المشهد السوداني الراهن، عمق العلاقات التي تربط المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية السودان والتي بدأت عام 1957 بعد عام واحد من استقلال السودان، مشيرا إلى أن الأردن حباه الله بالعائلة الهاشمية التي أنارت درب وطريق الامتين العربية والاسلامية وحافظت على الاستقرار المجتمعي في المملكة.
ونوه السفير السوداني الى جهود الملك الراحل الحسين في رأب الصدع العربي عام 1967 خلال مشاركته في مؤتمر القمة العربي في السودان، ودور الأردن الكبير في دعم القضية الفلسطينية وأن هناك الكثير من الشراكات الايجابية والتعاون المثمر بين البلدين الشقيقين.
وأشار السفير السوداني خلال الندوة التي أدارها اللواء المتقاعد خالد عبيدات عضو الجمعية إلى دور الأردنيين المهم في السودان خلال العشرين سنة الماضية في القطاعات الزراعية والسياحية والصناعية.
وأكد أنه شعر بالمحبة التي لم يجدها إلا في الاردن بين أبناء الشعب الاردني الاصيل.
وحول المشهد السوداني قال: "في كل دول العالم هناك جيش واحد وضعته الدساتير في كل بلد التي لا تقبل إلا بجيش واحد، فكانت القوات المتمردة الدعم السريع جزء من هذا الجيش لكنهم تمردوا وغدروا واعتقدت هذه الميليشيات أنها قادرة على السيطرة على الارض لكن الجيش السوداني استطاع أن يمتصّ الصدمة الاولى وانقلبت الامور رأسا على عقب على رؤوس الميليشيات المتمردة وذهبت اطماعهم سدى".
وأوضح السفير السوداني أن البعض رأى الازمة ستنتهي خلال شهر أو شهرين لكن ما قامت به القوة المتمردة من الاستيلاء على المنازل بالقوة التي تم استخدامها من خلال القناصة إضافة الى أن بعض الشوارع الضيقة كانت متاريس لهم الامر الذي حال دون طردهم حفاظا على أرواح البشر والعباد وإلا فإن الجيش السوداني كان قادرا على سحقهم وطردهم لكن أرواح الناس والعباد وأرواح السودانيين كانت أمامنا لذا فإن الجيش السوداني ارتأى ان يؤجل هذا الحسم حفاظا على ارواح السودانيين.
وأكد سوار الذهب أن أم درمان خالية من التمرد بإستثناء بعض المساكن التي استولى عليها المتمردون وأن الخرطوم بحري تمشيطها بالكامل من قبل الجيش السوداني للسيطرة على كل تفاصيلها وارجائها وأن الوضع برمته سيكون للجيش السوداني وسيكون صاحب اليد الطولى.
وأضاف أن قمة "إيجاد" التي انعقدت في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" ورهنت مشاركتها بعدم رئاسة كينيا للاجتماع "وفدنا وصل بالفعل إلى أديس أبابا ما يؤكد جدية حكومة السودان للارتباط البنّاء والتواصل مع المنظمات الإقليمية لكن للأسف اتضح لوفدنا أن رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها علما بأن حكومة السودان قد طالبت منذ قمة جيبوتي بتغيير رئاسة ويليام روتو رئيس جمهورية كينيا، للجنة الرباعية مرجعة ذلك لأسباب منها عدم حيادية روتو في الأزمة القائمة موقف الرئيس الكيني الداعم لدقلو قائد التمرد".
وأكد السفير السوداني: "لم تسلم المستشفيات من اعتداءات القوات المتمردة لكن رغم ذلك لم تنته المنظومة الصحية في السودان بفضل الله ومن ثم جهود أطباء السودان الذين استمروا في علاج المصابين والجرحى إضافة لجهود شباب السودان الذين احيوا روح المراكز الصحية".
وأجاب السفير السوداني عن موقف روسيا والصين من الازمة والمشهد السوداني حيث قال: "إن الموقف الرسمي الروسي والصيني هو مع الحل السلمي وهناك علاقات إيجابية تجمع روسيا والسودان كما أن هناك علاقات إيجابية تجمع الصين والسودان".
كما أجاب عن سلسلة من أسئلة الحضور خلال المؤتمر.
وأختتم السفير السوداني حسن سوار الذهب حديثه حينما مؤكدا: "لا يوجد أي لاجئ سوداني ولن يكون هناك اي لاجئ سوداني على الاطلاق".
وانتهت الندوة بقيام رئيس الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة الوزير الأسبق سمير الحباشنة بتكريم السفير السوداني وتسليمه درع الجمعية.