أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بوريل: يجب تنفيذ قرار المحكمة الجنائية بحق نتنياهو وغالانت وزيرة خارجية ألمانيا تلمّح لإمكانية اعتقال نتنياهو 8281 معاملة أُنجزت من خلال المكاتب الخارجية لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات 170 شركة بريد مرخصة بالأردن موعد انتهاء تأثير المنخفض الجوي على الأردن 3 شهداء و12 جريحا بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان ارتفاع الهطول المطري في الأردن إلى 1.6% من المعدل السنوي الأميرة دينا مرعد ترعى حفل جمعية مكافحة السرطان الأردنية اربد .. البندورة والزهرة بـ40 قرش في السوق المركزي محكمة أميركية ترفض التهم الموجهة للأردنيين حمدان ودبوس النفط يهبط مع احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحزب الله طارق خوري لن يترشح لرئاسة الوحدات ‏التعليم العالي: نتائج المنح والقروض منتصف كانون الثاني 2025 برنامج الأغذية: 43% فقط من مساعدات غزة أُدخلت عبر الأردن الأمن: إقبال كبير للاستفادة من إعفاء المركبات بالأردن إطلاق مركز موحد للسفريات الخارجية مطلع العام المقبل بالأردن بن غفير: فرصة تاريخية لتركيع حزب الله تضيع فيتش: مشروع قانون الكهرباء بالأردن سيرفع توليد الطاقة المتجددة إعلام عبري يكشف الدمار الحقيقي لمستوطنات الشمال الأردن .. إتاحة الفرصة لمواليد 1957 فما دون أخذ مرافق للحج
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث ندوة حول "التهجير الشركسي الى الأردن...

ندوة حول "التهجير الشركسي الى الأردن للروائي الأردني محمد أزوقة

07-08-2023 10:40 AM

زاد الاردن الاخباري -

عمان-نظم منتدى الرواد الكبار اول من أمس لقاء مع عضو اللجنة الثقافية في المنتدى، الروائي محمد أزوقة للحديث عن "التهجير الشركسي الى الأردن"، أدار هذا اللقاء الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي.
حضر اللقاء العديد من رواد المنتدى والمهتمين بالشأن الثقافي، الى جانب مديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت نستضيف في هذا اللقاء الروائي محمد أزوقة ليحدثنا عن موضوع مهم وهو "تهجير الشراكس إلى الأردن؛ مشيرة إلى أن الشعب الشركسي العظيم قد عانى من بطش القياصرة بسبب انه يقف على الحق متمسكاً بدينه الحنيف، ولكنه ظل أبياً على الخضوع ثم هُجر من أرضه قَسَراَ إلى بلاد الله الواسعه ليكون نصيبنا في الاردن إخوة لنا وقفوا معنا، وشكلوا عضداً في ملحمة الشعب الأردني المتآخي مع أقرانه.
وأضافت البشير أن الشراكسة عرفوا بالوفاء والاخلاص، وظلوا على تمسكهم بعاداتهم واعرافهم، واليوم تجدنا بحب وفخر تتضافر ايدينا معاَ في بناء الوطن، لكن يظل لقصة التهجير تاريخ، نجدنا الآن أمام شاهد من اهلها ليحدثنا عن أهم تفاصيلها.

من جانبه قال محمد أزوقة إنه في هذا القاء يحاول أن يلقي الضوء على التواجد الشركسي في الأردن، كنتيجة لحرب دامت مئة سنة منذ عام 1763 وحتى عام 1864، بين القبائل الشركسية والقيصرة الروسية، التي انتهت بخسارة الشراكسة للحرب، وطرد معظمهم من بلادهم بالقوة الى زوايا الدنيا الأربع، وذلك برغم الشجاعة والقوة والصلابة التي أبداها مقاتلو الشراكسة ضد القيصرة الروسية.

ثم قدم المحاضر لمحة تاريخية مختصرة عن الشراكسة، قائلا "يُجمع جمهرة العلماء الذين استكشفوا الآثار والقبور والدولمينات القديمة، والمؤرخين الذين درسوا تاريخ المنطقة، على أن الشراكسة استوطنوا شمال القفقاس، امتداداً من الساحل الشرقي للبحر الأسود وحتى الحدود الغربية للداغستان المشاطئة لبحر قزوين، منذ فجر التاريخ المكتوب، أي حوالي عشرة آلاف سنة، وأن تواجدهم مستمر في تلك المنطقة حتى يومنا هذا، مبينا أن الأمة الشركسية تشكلت من اثنتي عشرة قبيلة، كان أكبرها عدداً قبيلة القباردي، الذين استقروا في الأماكن الوسطى من القفقاس.
وتابع أزوقة "لم تكن علاقة الشراكسة بالقياصرة عدائية دوماً، فقد تحالف القباردي وقبائل أخرى مع القيصرة الروسية منذ القرن الثاني عشر الميلادي، لمجابهة غزوات المغول والتتار الذين احتلوا أجزاء كبيرة من روسيا، واستمرت غزواتهم المدمرة على روسيا والقفقاس ثلاثمئة سنة.

وفي الجانب الأردني قال أزوقة "بدأ وصول المهجرين الشراكسة الى شرقي الأردن عام 1878، من قبيلتي الشابسوغ والقباردي. وقد سكن الشابسوغ في كهوف المدرج الروماني بقرية عمان، وامتدوا الى السفوح الجنوبية لجبل القلعة، وسكن القباردي قرب سيل عمان حول منطقة الجامع الحسيني. بدأ توزيع المهجرين من أبناء القبائل الأخرى في وادي السير وصويلح والرصيفة والزرقاء وناعور وجرش، حيث وزعت السلطنة العثمانية عليهم الأراضي وحرصت على إسكانهم قريباً من مصادر المياه. وفي الفترة الأولى من التواجد الشركسي، شكل الزعيم ميرزا باشا قومق، قوة شركسية قوامها ثلاثمئة فارس، ساهمت بشكل أساسي في حفظ الأمن".

وأضاف المحاضر "في الحرب العالمية الأولى، قاتل الشراكسة في صفوف العثمانيين، حتى أن قوة منهم اشتبكت مع القوات البريطانية على الضفة الشرقية لقناة السويس، كذلك قاوم الشراكسة القوات البريطانية في شرق الأردن، خاصة أبناء وادي السير آنذاك"، مشيرا إلى ان الإنجليز تعاملوا بشيء من التساهل مع الشراكسة بعد أن استقر لهم الوضع في عمان بالذات، إذ روى لي جدي الحاج لقمان أزوقه رحمه الله، أن الإنجليز اكتفوا بمصادرة القطعة الرئيسة من بندقيته لمدة تقارب الأشهر الثلاثة حتى ساد الأمن تماماً.

وتحدث أزوقة عن الهدف من ارسال الشراكسة إلى شرق الأردن وسورية وفلسطين قائلا "جاءوا للاستفادة من خبراتهم الزراعية، لإنتاج القمح الذي يحتاجه العثمانيون لإطعام جيوشهم، وكذلك الاستفادة من خبراتهم العسكرية لحماية طريق الحج الممتد من جنوب تركيا مروراً بسورية وشرق الأردن الى الحجاز. ثم تطورت الحاجة بعد ذلك الى حماية الخط الحديدي الحجازي بعد وصوله الى عمان عام 1908، ثم توالت موجات المهجرين الشراكسة حتى أوائل القرن العشرين، حين وصلت مجموعة منهم واستقرت عند نبع رأس العين حيث سمي الحي بعدهم المهاجرين".

وتابع المحاضر حديثه مبينا أنهم في البداية بدأوا بالزراعة والخدمة العسكرية، وبعض المهارات مثل الحدادة والبناء، فبنوا بيوتهم من اللبن الطيني الممزوج بالقصل (التبن الصلب) بحيث شاع هذا الطراز في عمان ودمشق بشكل خاص. كذلك زرعوا أشجار الفاكهة وحدائق الخضار المتنوعة، وجلبوا لها آلات زراعية لم تكن معروفة مثل العربات التي تجرها الثيران والخيول، وكذلك أدخلوا أدوات زراعية مثل المحراث العميق والشاعوب والمذراة والمنساس وغيرها.

وتحدث أزوقة عن مشاركة الشراكسة بالعمل العام؛ مبينا أنهم في بداية العهد الهاشمي، التحقوا بكل الأجهزة العسكرية والأمنية، وعندما بدأ تشكيل الأحزاب السياسية، برز عدد منهم في اللجان التأسيسية مثل المرحوم شمس الدين جراندوقه في حزب الشعب عام 1927، وكان عضواً في اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشعب الأردني عام 1928، بصحبة المرحومين سعيد المفتي ووصفي ميرزا، وكان أحد مؤسسي الحزب العربي الأردني عام 1946.

وخلص أزوقة إلى أن الشراكسة في الأردن يشكلون خيوطاً أساسية في النسيج الوطني الأردني، وأنهم لم يتصرفوا يوماً على شكل أقلية عرقية أو إثنية، بل يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم، ويحملون حب الأردن وشعبه ومليكة في قلوبهم، بدون أدنى تردد.
.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع