زاد الاردن الاخباري -
العرب اليوم - ساندرا حداد ...
نقلت شركات الاسمنت الاسود ساحة معركة المنافسة في العروض والأسعار فيما بينها إلى الشركة العربية لصناعة الاسمنت الابيض الحكومية بهدف الحصول على حصة سوقية اكبر واستقطاب الزبائن.
ويعمل في السوق المحلي 4 مصانع للاسمنت: الأسمنت الأردنية لافارج, اسمنت الراجحي, اسمنت الشمالية, وطاقتها الإنتاجية حوالي 7.5 مليون طن سنويا, اضافة إلى اسمنت القطرانة, وجميعها تنتج الاسمنت الاسود في حين لا يوجد إلا شركة واحدة تنتج الاسمنت الابيض محليا.
وفي التفاصيل - وحسب مصادر عاملة في سوق الاسمنت- قدمت احدى كبرى الشركات المنتجة للاسمنت الاسود طلبا إلى وزارة الصناعة والتجارة لاستيراد 50 الف طن من الاسمنت الابيض مع بداية العام المقبل لبيعها في السوق المحلي على شكل عروض لزبائنها, بهدف منافسة شركة محلية - وكي¯ل لشرك¯تي اسمنت - حصلت على عقد توزيع 50 الف طن من الاسمنت الابيض بالمملكة لمدة عام مقابل غرامة مالية بقيمة ربع مليون دينار, مما يهدد باغلاق الشركة العربية لصناعة الاسمنت الابيض.
مدير عام الشركة العربية لصناعة الاسمنت الابيض خالد الطراونة قال ل¯ العرب اليوم: منافسة الشركات المنتجة للاسمنت الاسود على استيراد الاسمنت الابيض تهدد باغلاق الشركة ووقف انتاجها الذي يغطي حاجة السوق ويتراوح بين 65 - 70 الف طن سنويا, خاصة وان الشركة تمر حاليا بظروف صعبة نتيجة ضعف حجم التصدير إلى الخارج في ظل التطورات الاخيرة بالمنطقة وارتفاع اسعار زيت الوقود الثقيل مقارنة مع الدول المنتجة للاسمنت الابيض حيث تعمل الشركة حاليا بنصف طاقتها الانتاجية والبالغة 13 الف طن.
واشار ان موافقة وزارة الصناعة والتجارة على طلب استيراد الاسمنت الابيض من مصر خاصة وان الاستيراد غير مقيد برخصة, يشجع السياسة الاغراقية في السوق, مطالبا الوزارة بضرورة التدخل لحماية الإنتاج الوطني من هذا المنتج.
وأوضح ان الشركة طرحت عطاء لتوزيع 50 الف طن اسمنت ابيض في السوق لمدة عام, مق¯ابل غرامة مالية قيمتها ربع مليون دينار في حال لم توزع هذه الكمية, حيث فازت شركة محلية تعد وكيلا لشركتي اسمنت عاملتين في السوق, ومع السماح باستيراد اسمنت الابيض من مصر لشركة ثالثة سيلحق ضرر بالغ بالشركة العربية لصناعة الاسمنت الابيض وبالشركة الفائزة بالعطاء
واضاف: ان السماح باستيراد الاسمنت الابيض في ظل وجود اكتفاء بالإنتاج المحلي سيشعل حرب اسعار بين الشركات ويهدد باغلاق الشركة العربية المشغلة لحوالي 300 موظف, حيث يتراوح سعر بيع الاسمنت الابيض حاليا بالسوق بين 140 - 150 دينارا للطن حسب الصنف, وستلجأ الشركات الاخرى للمنافسة فيما بينها بالبيع باسعار اقل من السوق خاصة وان اسعار الاستيراد اقل بسبب انخفاض اسعار الطاقة في الدول المستورد منها خاصة في مصر لاعتمادها على الغاز.
وبين ان الشركة ستحقق خسائر مالية تؤدي إلى اغلاقها في حال استمرار الحرب القائمة بين الشركات لاستيراد وبيع الاسمنت الابيض في السوق المحلي, في الوقت الذي استطاعت المحافظة على تحقيق ارباح العام الماضي بنفس مستوى عام 2009 وبلغت مليون دينار, في حين حققت خلال النصف الاول من العام الحالي ارباحا بقيمة 470 الف دينار.
نقيب تجار الاسمنت منصور البنا وصف ل¯ العرب اليوم ما يحدث في سوق الاسمنت ب¯ حرب تكسير عظام حيث تسعى احدى كبرى الشركات العاملة في صناعة الاسمنت الاسود الى استيراد الاسمنت الابيض من مصر والاستفادة من مراكز التوزيع التابعة لها في العقبة لمنافسة الشركة التي حصلت على عقد توزيع الاسمنت الابيض في المملكة كونها وكيلا لشركتي اسمنت عاملتين في السوق.
واضاف: اسعار الاسمنت المستورد ارخص بحوالي 20 دينارا من المنتج محليا بسبب اسعار الطاقة, مما يؤشر ان السماح باستيراد 50 الف طن سيؤدي إلى اغراق السوق بالاسمنت الابيض واشتعال حرب المنافسة بالاسعار لبيع الكميات في السوق.