تحية طيبة وبعد ..
أرجو أن تسمح لي أن أكتب لك بكلماتي المتعثرة وبإسلوبي المُهلهل وبوجهي المحمر الذي يكادُ يطفر غيظاً كي أُنهي إلى علمكَ أمراً غاية في الأهمية ، أعتقد أن تعلمه جيداً لكنك اثرت الصمت!.
سيدي العزيز :
أظن أنك تتفق معيَّ أننا نعيش في دولة كفل لها دستورها الحفاظ على حقوق مواطنيها والدفاع عن اعراضهم ، دولة تؤمن بالحرية الفكرية ، والدينية ، والتعددية ، وحرية الاديان ، وأعلم أنه ثمة ما يدعى بالحوار والتقارب بين الاديان ، ونحن أول من يضم صوته للعيش بسلام وحب وتفاهم ، ونبذ الخلافات الطائفية والعنصرية والتطرف لأي حزب التي من شأنها ابقاء التوتر والعدائية بين الشعوب، وجعلنا شعوبا متناحرة وذلك لتمرير أجندات معروفة الأهداف ! .
وأعتقد أنه من حقنا التعبير بما هو مستقر يقيناً في داخلنا ، لكن من دون التطاول على شعور الاخرين من منطلق أنه \" تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الأخرين\"!
وبما أننا متمسكين ومتفقين على هذه المبادئ ، فمن الواجب توفر الاحترام ومنح الحريات وصون المشاعر الآخرين مهما كانت جنسيتهم أو دينهم أو توجههم أو قيمتهم في المجتمع !
سيدي :
كاتبة كبيرة ومعروفة والأهم انها \"مثقفة\" تكتب مقالاً أسبوعي في صحيفتكم الموقرة (الغد) التي أصبحت تلاقي رواجاً كبيرا واقبالاً بين الناس بسبب نضج تفكير تلك الفئة العاملة عليها ، تتطرق دائما إلى الأمور الدينية بطريقة تدعو إلى التقيؤ ، والمساس بأمور تعد من الثوابت في الدين الاسلامي الحنيف مما يثير حفيظة الكثيرين.
أنا الآن لست بصدد الدفاع عن الدين الاسلامي ، كما أني لستُ ناقداً أو مقيماً اسلامي وأكاد لا أحافظ لى صلواتي الخمس .. لكن التطرق للدين وبهذه الطريقة تعتبر من المستفزات لشارعنا الأرني ، وليست الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) عنا ببعيد!!
حقيقةً أنا لا أعلم لماذا تُصر تلك الكاتبة ويُسمحُ لها أيضاً على أن تكتب بهذه الطريقة الفجة التي انتهجتها منذ زمن وما زالت إلى الأن ؟ علماً بأنها تنحدر من أصول صوفية ! والسؤال : لما كل هذا التحامل على الاسلام ، ولما هذه الحرب التي قررت أن تخوضها ؟
لا تهمني الاجابات بقدر ما تهمني الدوافع التي جعلت تلك الكاتبة على اتخاذ منحنى شائك كهذا ! ولا يهمني أيضا توجهات تلك الكاتبة ولا حتى مبادئها ولا معتقداتها ، ومن الأصل أن تحتفظ بتلك الأمور لنفسها فقط ، وفيما لو اضطررنا إلى استصدار فتوى ، فاننا لن نطلبها من تلك الكاتبة الموقرة أبداً!!.
سيدي :
ألم يصلك ذلك النـزق الذي كان واضحا من خلال التعليقات التي كانت ترد إلى كاتبتنا رداً على مقالاتها الاستفزازية ؟ ناهيك عن تعليقات تم حذفها وعدم نشرها كونها كانت تحمل عبارت لا يصح نشرها ، خرجت من بعضهم بدافع القهر !
نحن لا ندعو إلى عصبية دينية من باب (لا إكراه في الدين) .. ولكن يجب أن يكون معروفاً أن نشر الفساد والفتنة تعتبر من الأمور غير محمودة العواقب : (إنّ الذين يحبون أن تشيعَ الفاحشة في الذين امنو لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة) .
وختاماً لا يسعني إلا أن أشكرك سيدي على سعة صدرك ، وأن أهمس لكاتبتنا \"المثقفة\" .. أنه شيء من الخجل يكفي !
حمزة مازن تفاحة
Hamzeapple@yahoo.com